حسن كاظم الفتال

ويبدو أن الحجاب لا يعني أن تتحجب لتتقي النظرات فحسب فبما أن الغريزة وهيجانها لا يقتصر على الرجل إنما هو أمر مشترك بين الرجل والمرأة لذا تحتم عليها أن تغض الطرف هي الأخرى ولا تطيل النظر إلى الرجال الأجانب إتقاءً للإثارة أو الإستثارة.: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ)
وقد جاء عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كنت أنا وميمونة عند النبي صلى الله عليه واله فأقبل ابن أم مكتوم فقال صلى الله عليه وآله: احتجبا عنه فقلنا: أنه أعمى، فقال صلى الله عليه وآله: أفعمياوان أنتما ؟
وقد قال أحد الحكماء لأحد الملوك وهو يعظه ويوصيه: لا تمكن الناس من كثر رؤيتك فإن أجرأ الناس على الأسد أكثرهم رؤية له.
وقد قال الشاعر:
وإذا الفتاة تبرجت من خدرها** صغرت ويكبر قدر من تتخدر
وكذلك السلطان لو لم يحتجب ** ما كان يُخشى في النفوس ويحذر
وقال آخر عن لسان محجبة مستترة عفيفة
بيد العفاف أصون عز حجابي ** وبعصمتي أسمو على أترابي
ما ساءني خدري وعقد عصابتي ** وطراز ثوبي واعتزاز رحابي
ما عاقني خجلي عن العليا ولا ** سدل الخمار بلمتي ونقابي
وقائية الحجاب ومنعته
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير نسائكم العفيفة الغلمة، عفيفة في فرجها، غلمة على زوجها. ـ مستدرك الوسائل / الميرزا النوري
وقال صلى الله عليه وآله: ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء , وقال صلى الله عليه وآله: النساء حبائل الشيطان. ـ تفسير مجمع البيان ج2 / الشيخ الطبرسي
لا أريد أن أسهب بالسرد أو أتفرع بتناول الموضوع من كل جوانبه وخصوصا ما يتعلق بالجانب الصحي. إنما أود أن المح بإشارة خاطفة عن ارتباط الحجاب بالصحة أو أثره الإيجابي على الصحة... فمن المعروف أن للتقلبات الجويةَ والظواهرَ الكونيةَ ومحدثاتها الأثرَ البالغَ في التاثير على صحة الإنسان ولعل الدور الأهم والأبرز في ذلك التأثير لأشعة الشمس وسطوعها. فمثلما هنالك فوائد جمة للشمس فثمة أضرار يخلفه التعرض لأشعتها الحادة بشكل مباشر أو بشكل دائم. وكم من الأمراض التي يسببها دوام التعرض للشمس. وهذا ما حدا بالكثير من الناس إلى استخدام الواقيات لأشعة الشمس إتقاء من الإصابة ببعض الأمراض التي تصيب أبرز الأعضاء البشرية أو مناطق الجسم الظاهرة كالبشرة وغيرها. من تلك التي تتأثر بسطوع أشعة الشمس. ومثل ذلك هبوب الرياح أو العواصف وما يشابهها. فضلا عن الأشعة فوق البنفسجية التي لا يتسنى للجميع ملاحظتُها أو تحسسها.
إذن هنالك أمراض وأوبئة وآفات يكون تأثيرها على الجسم أو العضو المكشوف أكثر بكثير من الجسم المغطى أو المحجوب بأي كساء معين
وكم من الأجسام التي تفتقر للمناعة القوية التي تمنع عنها الإصابة فتكون سهلة وسريعة التقبل لأي فايروس أو بكتريا في الجو. وإن الأعضاء المكشوفة أسرع تلقفا للفايروسات أو البكتريا أو غير ذلك مما يجعل إصابتَها أسرع بكثير من تلك الأعضاء المحجوبة أو المغطاة.
لذا فقد توصلت اكتشافات العلماء إلى أن الأشعة فوق البنفسجية حين تلامس الأجزاء المكشوفة من جسد المرأة تسبب لها إصابات معينة..
وأكدت الكثير من التجارب إن إصابات بعض الشابات بالأمراض السرطانية في الصدر أو الأرجل سببها التعرض الفاضح بشكل مكشوف للجو وتقلباته.
أليس الحكمة أن يغطى كل مشكوف لاتقاء الأمراض والأوبئة والآفات الفتاكة
إلى اللقاء في الجزء السادس
حسن كاظم الفتال