كشفت شركة شل العالمية المتخصصة في مجال النفط والغاز، الأحد، أن العراق يخسر يومياً ما يقارب سبعة ملايين دولار نتيجة تلكؤ وزارة النفط في توقيع العقد النهائي مع شركتي شل وميتسوبيشي لاستثمار الغاز المصاحب، فيما أكدت أن هذا الرقم سيزداد في السنوات المقبلة بسبب عدم وجود بند في عقود النفط الخاصة بجولة التراخيص الأولى يلزم الشركات النفطية باستثمار الغاز المصاحب.
وقال نائب رئيس شركة شل لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منير بو عزيز في حديث لـ\"السومرية نيوز\"، إن \" العراق يخسر نحو 80 دولار في الثانية أي نحو سبعة ملايين دولار في اليوم الواحد نتيجة احتراق الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط الخام في الجو\".
ويحرق العراق مليار قدم مكعب من الغاز يومياً في حقوله النفطية وهي طاقة يحتاجها لتوليد الكهرباء في بلد يعاني من انقطاع مزمن للتيار الكهربائي.
ولفت بو عزيز إلى أن \"مجلس الوزراء صادق على اتفاق المبادئ وقع بين شركتي شل وميتسوبيشي ووزارة النفط لاستثمار الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط في العراق، كما خول الأخيرة التوقيع على العقد النهائي من دون تحديد الموعد، والكرة الآن في ملعبها\".
وكان مجلس الوزراء العراقي وافق، في شهر حزيران، على الاستثمار المزمع الذي تصل كلفته إلى 12 مليار دولار وتمتلك الحكومة فيه حصة 51% لحبس الغاز الطبيعي المصاحب المنتج في حقول نفط الجنوب الواقعة قرب البصرة، وهو بانتظار أن تعيد وزارة النفط تقديم مسودة الاتفاق للمصادقة عليه.
وبين بو عزيز أن \"ما يقارب 700 ألف مقمق (وحدة قياس الغاز أي مليون قدم مكعب قياسي) من الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط تحرق يومياً في الجو، وهذه الكمية تكفي لـ2.5 مليون مستهلك\"، مشيراً إلى أن \"الكمية المهدورة من الغاز سترتفع مع بدء الشركات النفطية المستثمرة للحقول النفطية المكتشفة والمطورة التي طرحت في جولة التراخيص الأولى برفع الإنتاج، وستصل إلى أكثر من مليون مقمق في اليوم الواحد\".
وأضاف بو عزيز أن \"وزارة النفط لا تستطيع إلزام الشركات المستثمرة للحقول المكتشفة والمطورة باستثمار الغاز المصاحب مع عملية رفعها لإنتاج النفط الخام لأن العقود الموقعة معها لا تتضمن أي بند يشير إلى ذلك\"، مشدداً على \"ضرورة الإسراع بتوقيع العقد لشركتي شل وميتسوبيشي الوقت لإنهاء هدر الغاز المصاحب في العراق بالتعاون مع شركة غاز الجنوب وتحضير المنشآت اللازمة لاستيعاب الكميات الزائدة من الغاز المصاحب التي سترافق عمليات رفع إنتاج النفط الخام\".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد في حديث لـ\"السومرية نيوز\"، إن \"مكتب العقود والتراخيص في وزارة النفط يملك بعض الإجراءات الفنية على الاتفاق النهائي مع شركتي شل وميتسوبيشي، وقد أرسل عدداً من الاستفسارات القانونية إلى مسؤولين في الشركتين وينتظر الرد\"، مؤكداً أنه \"سيتم توقيع العقد فور انتهاء الأمور الفنية والقانونية المتعلقة به ولا يوجد أي عائق آخر\".
ورد نائب رئيس شركة شل لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منير بو عزيز على تصريح المتحدث باسم وزارة النفط، وقال إن \"الشركتين ردتا على أسئلة الوزارة القانونية سريعاً، ولم تصلها أي استفسارات جديدة\".
وكان بيان لرئاسة الوزراء أعلن، في حزيران الماضي، عن الموافقة على تأسيس شركة غاز البصرة بمشاركة شركة غاز الجنوب بنسبة 51% وشركتي شل وميتسوبيشي بنسبة 49% بحسب النموذج الاقتصادي الذي طورته وزارة النفط على أساس اتفاق المبادئ الموقع بين وزارة النفط وشركة شل لمعاملة الغاز المصاحب المنتج من حقول الرميلة والزبير وغرب القرنة المرحلة الأولى ومجنون، فيما وقع الاتفاق المبدئي لتأسيس الشركة في أيلول 2008.
وأعلنت وزارة النفط حينها أن المفاوضات تتعلق بإنتاج الغاز في حقول الجنوب فقط، وسيكون 51% منها للشركات العراقية فيما ستكون حصة شل 44% وحصة ميتسوبيشي 5% من الشركة، مشيرة إلى أن الغاز المصاحب الذي ستقوم الشركة بإنتاجه سيخصص بالدرجة الأولى لتجهيز محطات توليد الطاقة الكهربائية والمصانع البتروكيماوية والغاز السائل في حين سيباع الفائض للخارج.
ووافقت السلطات العراقية منذ حزيران 2009 على سلسلة من العقود الخدمية التي فازت بها شركات عالمية لزيادة الإنتاج في هذه الحقول العملاقة.
يذكر أن وزارة النفط أعلنت في وقت سابق أن شل ستتولى إنشاء خزانات وكل ما تحتاجه الصناعة الحديثة في ما يخص استثمار الغاز وتدريب الكوادر.
أقرأ ايضاً
- الذهب يرتفع وسط تراجع الدولار
- العراق يعلن استئناف الرحلات الجوية مع بيروت الأسبوع المقبل
- ارتفاع طفيف بأسعار الدولار في العراق