بقلم | حازم جري الشمري
يقال أن ابليس كان افضل العابدين، لكن عندما خلق الله آدم وشعر ابليس ان هناك قوة جاءت اكبر واهم من قوته، وسوف تُكسح مكانته في السماء انتفض ابليس وتحول الى شيطان معاند حتى لمن خلقه، واختار ان يكون مخفي لكي يدير مشاريعه الشيطانية بالخفا، وهذا ما يحصل بالضبط الْيَوْم في العالم بشكل عام والعراق بشكل خاص، اخذت الدول استراتيجية ابليس ووظفت آلاف من عملائها وهم افضل العابدين لهم لكي تدير شؤونها في بقية الدول، وعندما يشعرون هؤلاء العملاء ان هناك قوة جاءت اكبر منهم او سوف يستبدلونهم سرعان ما يتحولون الى شياطين هائجة وهذا ما يحصل في العراق الْيَوْم.
في زمن اصبحت فيه جيوش الدول شبه عاطلة عن الحرب باستثناء الدول الكبرى تحرك مجموعه هنا وهناك، اما الان تكاد تخلو الارض من حرب قائمة بين دولتين، فاختارت الدول منظمات او ميليشيات او عملاء تدير شؤونها في الدول الاخرى التي تريد محاربتها او إلحاق الضرر بها أي شياطين تدار بالريمونت وهناك انواع من هذه الشياطين.
شياطين ارهابية: وما عناصر داعش الا شياطين تدار بالريمونت، وما كشفه إدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، قال ان داعش كان تدار من مخابرات دول تم تشكيلها بخطة بريطانيا تسمى عِش الدبابير بالاشتراك مع امريكا وإسرائيل وكان هدفهم جذب جميع الارهابين في العالم في مكان واحد وتوظيفهم سياسيا لمصالح هذه الدول والعراق كان هو البيئة الحاضنة لهذه العملية،كانوا مجرد شياطين تدار بالريمونت ايضا كما سبقتها القاعدة وطالبان.
وهناك ايضا شياطين سياسية: منذ بداية العملية السياسية وهي تدار بريمونت من خارج الحدود اذا ما يحصل من ضرر في العراق سواء كان على المستوى الأمني ومنذ بداية حل الجيش العراقي او على المستوى السياسي ومنذ بداية تسلم الحكومة من قبل ٩٠٪ من الاشخاص يدارون بالريمونت من الخارج او على المستوى الاقتصادي والجميع يعلم ان الأموال التي انفقت من ٢٠٠٣ الى الان تبني بلد كامل بكل مقوماته، لكن هناك شياطين تدار بالريموت حالت دون نمو العملية السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية .
الْيَوْم ما يمر به العراق من مأزق سياسي أمني اقتصادي بل حتى اجتماعي ما هو الا نتاج هذه الأجندة التي تدار حسب رغبة الدول المؤثرة وقد راينا كيف أن العملية السياسية تمر بتجاذبات وتوتر يكاد يعصف في البلاد في كل حادثة تمر، وهذا سببه الاجندة الخارجية التي استغلت حتى التظاهرات سواء في مدينة البصرة او غيرها في سبيل التأثير في الخصم، كانت التظاهرات تعبر عن غضب الشارع في بداية المطاف، نعم كانت هناك جهات داعمه بشكل خفي وبمستوى تأثير بسيط لكن عمل الطابور الخامس وهم النوع الثالث من الشياطين كانوا اقوى حيث سرعان ما حولوا التظاهرات الى اعمال شغب افقدها حتى شرعيتها.
أن ما أريد التوصل اليه في هذا المقال ان المشكلة الحقيقية في البلاد هي أن هناك شياطين تدار بالريمونت من قبل دول اخرى أن احسنا النية فيها فهي تبحث عن مصالحها في العراق بل واصبح الانتماء والولاء الى دول اخرى واضح ومستحب، لأنك لا تستطيع ان ترشح الى منصب في الحكومة وانت لا تدار بالريمونت، كن من تكون، واحصل على ما تحصل في الانتخابات فأن المنصب في الحكومة العراقية لا يعمل الا بالريمونت.
أقرأ ايضاً
- الحكومة الحالية واستدارتها عن الغرب
- تداركوا منتخبنا بمدربٍ أجنبي يا أتحاد الكرة العراقية
- لحكومة فاعلة تتدارك الأخطاء