حسن الفتال
بكل قدسية وجلالة أقبل علينا شهر محرم الحرام.
شهر الشهادة وانتصار الدم على السيف. شهر السعي إلى ترسيخ المبادئ والقيم والمفاهيم الإنسانية. شهر الدعوة إلى الإصلاح من خلال إرشاد الناس إلى كل ما هو صالح ونافع ومفيد
إشعاعات شهر محرم بدأت تلوح للجميع. سوف تبدأ الشعائر الحسينية.
في هذا الشهر تتراءى معالمُ جمة للموالين فيتنافسون على تقديم المصاديق والبراهين للمواساة وللموالاة لآل بيت الرحمة صلوات الله عليه أجمعين ولعل من أبرز هذه المعالم لكل ذلك هو إقامة وإحياء ذكر الإمام الحسين صلوات الله عليه فيها
من أبرز هذه الشعائر وأوسعها تشكيل وتسيير الهيئات والمواكب الحسينية وإنطلاقها.
وهذا ما يجعل الحاجة ملحة لصياغة الأناشيد والقصائد من المراثي الحسينية
وبما إن الإمام الحسين صلوات الله عليه قدم أعظم وأنفس وأبهى وأجل ما يملك فينبغي علينا أن نقدم لقضيته كل ما هو عظيم وغالٍ ونفيس
وليتذكر الجميع من مؤسسي المواكب والشعراء والرواديد أن القضية الحسينية المقدسة ليست حكراً على أحد.
كتابة الردات للمواكب ليست وراثة يرثها الفرد من أسلافه. فالساحة تغص بالمبدعين والأدباء الذين هم على مقدرة بدرجة من التمكن لكتابة ما يليق بالموكب الحسيني. فعلى أصحاب الهيئات والمواكب الحسينية أن يتخلوا عن المحسوبية والمنسوبية والتعصب القبلي والعائلي والأسري والعلاقات الشخصية على حساب عظمة القضية.
وأن يفسحوا المجال لمن هو أقدر في صياغة المفردات المناسبة. فقد كان الشعراء في العشرة الأولى من شهر محرم يجهزون قريحاتهم أتم تجهيز ويعتصرونها لتكون على أهبة الجاهزية لإستقبال المفردة المناسبة المنمقة والرقيقة الشفافة الرصينة بل محاطة بأبهى رصانة وما تفيض إلا بكل ما هو متبلور يليق بالقضية الحسينية.
ينبغي لنا أن نعيد مجد المنظور والأموي والشيخ كريم أبو محفوظ والشيخ سعيد الهر وعبد علي الخاجي وفتاح ومحمد زمان وغيرهم من الذين اغنوا الشعائر الحسينية بحس ديني عقائدي وثقافة حسينية ثرة فضلاً عن الخبرة والممارسة.
أعيدوا للقضية الحسينية تالقها وبهاءها وعظمتها ورقيها. الشعائر الحسينية المقدسة كانت أفضل أداة كسب للعقول واجتذابها. ووسيلة لتحول العقول من الظلام والجهل إلى النور وطريق الهداية. فلنحافظ على بهاء صورة الشعائر الحسينية وبريق إشعاعها ونعمل على صيانتها من التشوه.إن السعي لرضا الإمام الحسين صلوات الله عليه يستلزم منا التخلي عن أمور كثيرة في مقدمتها الإبتعاد عن المحسوبية والمنسوبية واحتكار كتابة الشعر على فلان وفلان وخشية من زعل فلان وفلان. ولنتذكر بأن كسب رضا الإمام الحسين صلوات الله عليه أولى بكثير من كسب رضا فلان وفلان والمجاملات والمحاباة والمساومات الجودة والأفضلية للكلمة الرصينة
ترشيق الكلمة وتأنيق المفردة
إمتلاك وعي وثقافة حسينية دينية عقائدية أدبية فضلاً عن الثقافة العامة.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً