بقلم:/ حسن رفعت الموسوي
سالت احدهم لماذا هذا حال العراق!؟
فنظر إلي وأجفانه المقرحة من البكاء تتكلم عن شدة حزنه و لوعته و مرارة الأيام التي عاشها. وبصوت مخنوق ممزوج بتنهيدات الأليمة ابتداء الكلام. انعقد لسانه ولكنة نطق واخرج لوعة السنوات التي بداخلة وابتداء المقال.
تسلموا زمام الأمور ما بين عامي (1968 و2003) وصلوا إلى الحكم عبر الدماء و استمر حكمهم بالدم. رمى حسرة في القلب ليبدأ بالحرب العراقية الإيرانية التي بدأت في عام 1980 عندما قام العراق بغزو كامل لإيران. وفي أعقاب الثورة الإيرانية في عام 1979، كان العراقيون يعتقدون أن الإيرانيين ضعفاء، ومن ثم سيكونوا هدفا سهلا لقواتهم العسكرية. ثبت أن هذا المفهوم غير صحيح، وأن الحرب استمرت لمدة ثماني سنوات. تدهور اقتصاد العراق خلال الحرب، وأصبح البلد معتمدا على تبرعات أجنبية لتمويل الحرب. وانتهت الحرب في عام 1988.
لم تنفض الحرب غبارها عن الشباب عندما انتهت الحرب، وجد العراق نفسه في خضم كساد اقتصادي، وكان دينه بملايين الدولارات لبلدان أجنبية، ولم يتمكن من تسديد ديونه. إن الكويت التي زادت من ناتجها النفطي بعد الحرب، مما أدى إلى تخفيض أسعار النفط الدولية أسهمت بضعف الاقتصاد العراقي. وردا على ذلك، هدد صدام الكويت بأن العراق سيغزو ما لم تخفض ناتجها النفطي. وبعد انهيار المفاوضات و وصولها إلى طريق مسدود, وفي 2 أغسطس 1990، بدأ العراق غزو الكويت والتي خرج منها أيضا بخسائر. لتبدأ حقبة أخرى من المتاعب لسكان هذا البلد بقرار الأمم المتحدة بفرض جزاءات اقتصادية في أعقاب الحرب لإضعاف الحكومة العراقية العبثية. تدهورت الأحوال الاقتصادية في البلد خلال التسعينات ووصل الحال إلى ما لا يمكن وصفة بسطور في هذا المقال. وبعد ذلك وصلنا إلى 2003 وهنا لمحت في عينة بريق من الأمل لقادم أفضل.ففي 9/ نيسان 2003 القوات الأمريكية تتقدم صوب وسط بغداد، واليوم نفسه يشهد تحطيم تمثال صدام حسين في وسط بغداد. وفي الأيام التالية يسيطر المقاتلون الأكراد والقوات الأمريكية على مدينتي كركوك والموصل الشماليتين، ووقوع أعمال نهب كبيرة في بغداد وغيرها من المدن العراقية. أثناء الحديث سوال طرح نفسه , هل هناك وجه مقارنة بين العهدين السابقين و ألان وتفضيل أحدهما على الآخر ؟ فقال الاثنان وجهان لعملة واحدة. وذلك لأنه لايوجد عهد أفضل من عهد. فالعهد السابق مهد كثيرا لظهور العهد الحالي. فكما لايخفى على أحد أن النظام السابق قام بتهديم كل مؤسسات الدولة التي أنشأت في العهد الملكي بكل مفاصلها وقام بتحويلها إلى ماكينات بيد حزب واحد يتحكم بها. بل قام بإنشاء مؤسسات جديدة على أسس خاطئة لخدمة ذلك الحزب الواحد. فقد كانت المحسوبية والفساد منتشران بشكل كبير بأغلب مؤسسات الدولة التي أبتلعها حزب البعث من خلال الولائات, ليشل الحركة السياسة بعد تصفية الأحزاب الأخرى لتبقى الساحة لهم. وعلى هذا الأساس نشأت ثقافة جديدة لدى عامة الشعب وهي ثقافة عدم الثقة بالدولة وبمؤسساتها. ويستكمل الحديث بقولة تأملنا خيرا بعد سقوط البعث العفلقي وقلنا بان القادم أفضل ولكن حدث العكس فقد ابتلت الأرض بجرثومات لا تقل خطورة عن الجرثومة السابقة. رجال دولة دينهم دنانيرهم أبدعوا بسرقة أموال الشعب بشكل قانوني كرواتب خيالية أو بشكل غير قانوني كصفقات مشبوهة. نبع نظام الحكم في الدولة من مستنقع الاستحواذ بالذات الانفرادية في تدوير عملية الإدارة السياسية والاقتصادية والمدنية والثقافية, فالمحصلة هي الفوضوية و التخبط في إدارة السلطة. الحكومة التي تأملنا منها خيرا لم تصلح لا الوضع الاقتصادي ولا الوضع الأمني ولا الوضع الخدمي ولا الوضع التعليمي ولا الوضع الصحي و القائمة طويلة. نزلت الدموع منه ولم يستطيع التكلم فقال: رسالة إلى من في موقع المسؤولية تتظاهرون بالترفع عن ملذات الدنيا و الخشوع وانتم أكثر الناس طمعا بها. تتظاهرون بالتقشف وانتم كالبهائم مشغولين بطيب مراعي هذا البلد. أعيدوا الأراضي التي سلبتموها و الأموال التي أخذتموها. اخدموا الشعب الضعيف الذي جعلكم أقوياء و أغنياء, وأصلحوا حال البلد التي تنعمون بخيراته, متاعب وجوه الناس هي سبب راحتكم في بيوتكم. ومهما طال تعاسة هذه الأمة لابد إن تبتسم لنور الشمس و تفرح لمجد الحياة.