- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الدين لله ودستور الدين القران فهل القران لله؟
سامي جواد كاظم
العقل القاصر الذي يعتقد ان الدين عبادة وحج وصوم فقط، ومن يدعي ان الدين لله وليس للانسان فهذا يريد هدم منظومة المجتمع، والدين كلمة تعلمها الجميع متدين وغير متدين من القران عندما وردت في اكثر من مئة مرة، هذا الدين الذين كانت من اولوياته بعد توحيد الله والايمان به هو تنظيم المجتمع، هذا المجتمع الذي لم يعرف شيئا سوى الجنس والخمر والتجارة.
هذا الدين الذي يقولون عنه اصحاب الافكار المستحدثة انه لله فهذا يعني انهم يريدون ان يعيشوا حالة المجتمع الجاهلي الذي كان من غير دين، الدين الذي يقولون عنه انه لله يقول في تنظيم النسل والنسب "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا" فقرة من دستور الدين تثبت الزواج الصحيح عن غير الصحيح فهل ان هذا لله ؟ نعم بعض المجتمعات تقول هذا لله فنرى الجنس عندهم مباح ومن غير محرمات فهل يرضى لنفسه المسلم الذي يدعي الدين لله ان يقوم بتلك الافعال؟
كان متعارفا في الجاهلية ان يتزوج الابن زوجة ابيه بعد موته جاء الاسلام ليحرمها "وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا "، هل تعلمون ان الانسان في الجاهلية كان يزني بقباحة وذوات الراية لهن ثقافتهن العلنية الخاصة بهن فجاء الدين ليقول "الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ" نعم في دين الله، وليس الدين لله
لاحظوا ثقافة الافكار المستحدثة تحث وتقنن الجنس من غير محارم حتى يتحقق لها مجتمع جاهلي ديمقراطي.
وتجارتهم التي كانت مشوبة بالغش والحرام جاء الدين ليقول لهم "وَأَحَلَّ اللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا"، وهاهي التجارة العالمية قائمة على الربا من صندوق النقد الدولي الى البنك الدولي وحتى بنوك اغلب دول العالم فتراهم كالشياطين في افعالهم الخبيثة.
جاء الدين ليجعل الانسان محترم ويحترم عقله وان لا يفقده بارادته من خلال الخمر فحرمها لكي يصبح انسان بمعنى الكلمة، فتجد الغرب تطور صناعة الخمور وتصدرها للبلاد الاسلامية اكثر مما تبيعها في سوقها المحلية، جاء الدين حتى ليامرنا ان يكون الميزان عادل ولا نغش به، فهل هذا لله ولنا الغش والعبث ؟ جاء الدين ليحذرنا من افعال قوم لوط الشنيعة، فجاءت الحداثة لتبيح وبالقانون اللواطة تحت اسم زواج المثل فهل يا من تدعي الدين لله تقبل بزواج المثل، جاء الدين ليحثنا على النظافة، جاء الدين ليحثنا على تربية اولادنا، جاء الدين ليعلمنا الصناعة " آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا"، جاء الدين ليعلمنا الزراعة والفلك والطب وعالم الطبيعة، فهل هذا لله ؟ ان كان كذلك فلماذا ايها العبد الوقح تلتزم بهذه التعاليم الدينية ؟
جاء الدين ليقسم الارث وفق نظام عادل ومتساو بين افراد المجتمع فرفضتم القسمة وها انتم الى اليوم تتخبطون في هذا القانون بالرغم من ان بريطانيا اقرت الثلث للميت تمسكا بالدين الاسلامي وتجهل السبب.
جاء الدين ليحرم القتل، جاء الدين ليحرم السرقة، جاء الدين ليحرم الكذب، فهل هذا لله وليس لنا ؟ فهل تقبل ايها العبد الوقح ان اسرقك واقتلك واكذب عليك ؟ جاء الدين ليعلمنا العدالة ونظام الشهود، فهل ترفض هذا النظام ؟
قامت الافكار المستحدثة على اباحة الجنس وتحت عدة مسميات من الحرية الشخصية وحرية الجنس والالحاد واذا ما تمكنت من ذلك خلقت مجتمع جاهلي يسهل التحكم به وقتل قيم الانسان التي جاء بها القران، لهذا لاعجب عندما تمارس الجنس الزوجة مع صديق زوجها او خادمها ؟ ولا عجب عندما تبيت بنتهم البكر مع شاب في الجامعة لتفتخر بانها فقدت بكارتها، هذا ما تريده الافكار الحداثوية كما يقولها اصحابها بلسان ملتو، هل ترضون هذا لنفسكم ولاهليكم ؟ وما جاء في القران اكثر من هذا بكثير انه قران عظيم
أقرأ ايضاً
- جريمة عقوق الوالدين "قول كريم بسيف التجريم"
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2