علي فاهم
ما أن وضعت الانتخابات أوزارها وأدلى الناخب بصوته ولم يسأل ماله وما لها
ومع أعلان النتائج وتقسيم كعكة الاصوات بين المحظوظين والمحظوظات ووصول
المساعدات الخارجية من أصوات أهل الخارج الذين فاقت أصواتهم أهل الداخل و
صعدت من لفضهم الجمهور لتكسر أرادة شعب الداخل وخياراته فما إن أنتهت
ملحمة الانتخابات ومع دخول شهر رمضان المبارك حتى دخل العراق مطب كبير من
أنقطاع الكهرباء والماء متزامناً مع أرتفاع في درجات الحرارة لتعيش بعض
المدن ساعات قطع لم تشهدها منذ سنوات وكأن الحكومة تعاقب العراقيين على
خياراتهم الانتخابية فبعد خمسة عشر عاماً ما زال العراقي يرفع سؤاله الى
السادة المسؤولين متى تصلحون الكهرباء ولا من مجيب، ليحشر العراقي في
مربع قاسي بين صوم رمضان وشدة الحرارة وأنقطاع الكهرباء والماء والرابع
هو عدو العراقيين المكاريد الا هو جيش البك ولسعاته ومصه دمائهم بلا رحمة
فلم تأخذه فيهم رأفة ولم يكفهم ما مصه منهم فساد السياسة إن شراسة هجوم
جيش البك على العراقيين ليس له مثيل الا في غابات الأمازون الاستوائية
فهو يقف على أهبة الاستعداد شاهراً أبره باتجاه الضحايا و بمجرد أنقطاع
الكهرباء يدق جرس الانذار و تبدأ ساعة الصفر للهجوم على الاجساد التي لا
تستطيع الاختباء تحت الأغطية لشدة الحر و لا تستطيع تحمل الأبر المسمومة
فتكون واقعة بين مطرقة البك و سندان الحر فلا مفر لها الا الحك و الهرش
حتى يكاد الضحية أن ينزع جلده عنه و أفراد جيش البك يتلذذون بدماء
العراقيين النقية و الخالية من الاضافات الاقليمية لحد الان على الاقل و
التي مازالت تحاول الحفاظ على بعضٍ من وطنيتها المسلوبة و بينما يتمتع
طيران جيش البك بحملاته و تلذذه بوجبات الدم السريعة تبدأ مليشيا (
الحرمس) للتدخل السريع، بالتوغل تحت الأغطية و الملابس ليصلوا الى
منابع الدماء و لتذيق العراقيين لسعات مؤلمة تنم عن حقد دفين و تحرمهم من
النوم الهانيء بعد يوم يكد فيه العراقيون من الصباح و حتى المساء دون
راحة أو أستراحة أو فرحة فيرموا بجثثهم المتعبة لتتلقفها الاعداء من
حشرات صغيرة الحجم كبيرة الاذى لم تستطيع الدولة بكل مؤسساتها أن تقف
بوجه هذا الجيش و فشلت كل الحلول الدبلوماسية و العسكرية و حرب العصابات
و الطيران و السمتيات و حتى سوات في القضاء على هذا العدو الذي بات يتلون
ويتعدد ويتموه وكأنه درس المواطن العراقي سايكلوجياً وسوسويلوجياً فعرف
أن العراقي ينسى بسرعة بعد أن رأى أنه يعيد أنتخاب من سرقه فأصبح البك
يعيد لسع العراقي من نفس المنطقة عدة مرات مطمئن على نفسه فهو متعلم على
(الصكعات) وسيخرج له جيش البك حكومة محاصصة توافقية تلسعه من نفس المكان
ودمتم سالمين.