نقل موقع عن مصادره العراقية الرسمية، عن وجود اتفاق سري أبرم مؤخرا بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل يتضمن السماح للثانية بدفن النفايات النووية والمخلفات السامة الناجمة عن المفاعلات النووية الاسرائلية في منطقة الأنبار غرب العراق.
وأشار موقع الجوار ان المصادر العراقية التي فضلت عدم الكشف عنها بالاسم خوفا على حياتها، إلى انه بموجب هذا الاتفاق ستقوم طائرات وشاحنات اسرائلية بنقل هذه النفايات من فلسطين المحتلة إلى منطقة في صحراء الأنبار قريبة من الحدود العراقية السورية بحسب الحقيقة الدولية.
وكانت صحيفة \"التايمز\" البريطانية كشفت مؤخرا، عن ارتكاب قوات الاحتلال الأمريكية في العراق مخالفات شديدة بدفنها نفايات سامَّة، تؤثر على البشر والحياة قبل انسحاب معظم قواتها من العراق العام الحالي.
وقالت الصحيفة إنها أجرت تحقيقا في خمس محافظات عراقية؛ منها بغداد والموصل والفلوجة، واكتشفت أن قوات الاحتلال الأمريكية في العراق تفرغ نفاياتها وتدفنها في الأراضي العراقية، أو تقوم بتركها خارج القواعد العسكرية، وتقوم بإزالة علامات التحذير الحمراء الموجودة على العبوات التي تحوي نفايات سامة لتجنب تعرضها للمساءلة.
وأشارت الصحيفة إلى لقائها عددا من المتعاقدين العراقيين مع الاحتلال الأمريكي والمسؤولين عن التخلص من النفايات، وأكدوا أنهم أُصيبوا بأمراض جلدية خطيرة، وأن عددا من العمال قرر ترك عمله معهم بعد إصابتهم بأمراض الصدر وغيرها.
وتحدثت عن تلوث عدد من الأراضي الزراعية القريبة من القواعد العسكرية الأمريكية بالنفايات السامة من مخلفات الوقود والأسلحة الأمريكية، خاصة شمال وغرب العاصمة العراقية بغداد.
وقال شهود عيان في منطق قريبة من القواعد العسكرية الأمريكية، إنهم شاهدوا عددا من الفئران الميتة بالقرب من النفايات السامة بجوار إحدى القواعد العسكرية الأمريكية.
وقد تزايدت أعداد الأطفال العراقيين المولودين بتشوهات خلقية منذ الغزو الأمريكي للعراق في آذار 2003 وبشكل خاص في مدينة الفلوجة والتي تعرضت لقصف عنيف خلال عام 2004 إثر تصاعد عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال.
ويرجح ازدياد عدد الولادات المشوهة بالفلوجة نتيجة استخدام مواد كيماوية خلال القصف الأمريكي للمدينة، في ظل تعتيم إعلامي جرى وقتذاك، حيث استخدمت قوات الاحتلال الفسفور الأبيض الذي يهدد سلامة البيئة والإنسان، والذي تحرم اتفاقية جنيف عام 1980 استخدامه ضد السكان المدنيين أو حتى ضد الأعداء في المناطق التي يقطن فيها مدنيون، وتعتبر استخدامه جريمة حرب.
وقالت الدكتورة سميرة العاني طبيبة الأطفال في مستشفى الفلوجة التعليمي إن سجلاتها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية أشارت إلى وجود 37 طفلاً يعانون من عيوب وتشوهات في الأنبوب العصبي.
وأضافت أنها كانت تسجل حالتين إلى ثلاث حالات في الشهر وهو ما لم يعهده المستشفى من قبل، مؤكدة أنه تم في الشهر الثاني من العام الجاري وحده تسجيل 22 حالة تشوه خلقي لأطفال وهي نسبة آخذة في الارتفاع فيما سجل أحد الأطباء السنة الماضية 180 حالة لأطفال مصابين بتشوهات خلقية مختلفة في مستشفى المدينة كما لوحظ زيادة في الحالات المعاقة عن العام الماضي.
واستنادا إلى المصادر الصحية العراقية، فإن الأطباء في محافظة الأنبار يوثقون 170 حالة لأطفال ولدوا مشوهين خلال أقل من سنتين مات منهم حوالي 30 طفلاً في 2009، فضلاً عن تسجيل عشرات الحالات لأمراض سرطانية وخاصة اللوكيميا بين المواليد الجدد.
وقال أحد مسؤولي الدفن بإحدى المقابر في الأنبار: إنه يستقبل العديد من العائلات التي تدفن أطفالها بعد موتهم بسبب التشوهات، كاشفًا عن أنه يدفن من 4 الى5 أطفال كل يوم بعضهم مصابون بتشوهات خلقية، معتبرًا ذلك من تداعيات الغزو الأمريكي على الأطفال في الفلوجة.
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- السياسيون يتبارون بـ"التسريبات".. والحكومة تشكو "الاستهداف"