- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لن يهاجرالمسيحيون العراقيون ابدا
عزيز الحافظ
نعم للقلب وظيفة فسيولوجية واحدة لاغير ان توقف توقفت الحياة لامحال... لاصدمة كهربائية لا ضغطة على الصدور تعيد الحياة لقلب متوقف.... تلك اساسيات الطب الحديث والقديم.... وهكذا هم اليوم الاصلاء من مسيحيي الوطن الجريح- الذبيح ذو الانين الذي تطرب لاحزانه كل نوتات الكون!!
قلب الوطن النابض....
كنت قد كتبت مقالا بتاريخ 2014 / 7 / 23.....بعنوان ((لن يهاجر مسيحيو الموصل إلا إلى قلوبنا)) بعد الهجمة الداعشية على الموصل وتفجير الكنائس والاديرة وقتل وتشريد وتهجير الالاف من قلب العراق النابض اقدم سكان الارض اخواننا المسيحيين.... وذكرت مواقف رد الفعل العراقية الاصيلة حين فتحت المرجعية الدينية ذراعيها لهم بموقف خلودي محال ان ينسى... واليوم تعاود بعض العصابات وبعض المواقف ان تقوم بتخويف اخواننا المسيحيين بجرائم نعم لها فرديتها ولكن فيها خصوصية انها تنال من قلب العراق النابض!! وقد حصلت بعض الجرائم التي لانعرف دوافعها ومرتكبيها ولكنها عندما ترتدي همجية عنصرية ببوصلة الغوغائيين، فهي تستحق التوقف عندها.... انهم مهما كان لونهم المقيت وطعمهم الهمجي الدوافع....يريدون ان يشّد المسيحي العراقي الرحال خارج الارض التي عشقته وعشقها... عشقته لانه كان من اجود وانبل من سار عليها اخلاقا رفيعة فاضلة مجتمعية.. وعشقها لانه دفع ضريبة الدم الطهور دفاعا عنها في كل ذكريات التاريخ المنسية من الذائقية.. لذلك اثمن موقف البطرياركية الكلدانية العراقية الناهض برفض الهجرة من العراق تحت اي مسمى انفعالي.... نعم يشهد الوطن الذبيح ان كل مسيحي في عراقي يحمل في ذاته قلبان لاقلب واحد قلب في قفصه الصدري يغذي جسده وقلب للصبر عما يلاقيه في هذا الوطن التي في سمائه غيوم ألم تغطي كل مساحات الامل المنشود.
واثمن موقف رئيس حركة بابلون السيد ريان الكلداني الرائع وبيانه حيث اثبت لنا كمتابعين ان كل اصيل لاتهتز عنده القيم الوطنية مهما كانت قساوة التحديات فقد قال ((ليس لهذه الجرائم الا معنى واحد، تخويف اهلنا واجبارهم على الرحيل من بلادهم. ولكن أقول للمجرمين خسئتم وخابت أياديكم. نحن أبناء يسوع الذي سار بدرب جلجلة وما استسلم بل علمنا الفداء. هذا الوطن قدم الكثير من الدماء ونحن على درب هذه التضحية ماضون. ننتمي للعراق، شهداء وأحياء. ولكن هل تظنون ان ايام استضعافنا مستمرة لهذا التاريخ؟ ألم تسمعوا أجراسنا التي عادت تكلل كنائسنا بعد هزيمة داعش في نينوى
لن نخاف ولن نترك بلادنا، ولن تزيدنا جرائمكم إلا تمسكاً بالعراق، ولكن إياكم ان تعتقدوا ان ثأرنا سهل.
ان كان المسيح علمنا ان ندير الخد الأيسر لمن يصفعنا على الأيمن، فهو كذلك علمنا ان نثور ونهدّم الهياكل التي تأوي الخونة واللصوص. شعب العراق بكامل اطيافه سيحمينا لأننا ملح الأرض ونورها. واذا كان هدفكم تهجيرنا، فقد عجزتم من قبل، وتعجزون... هزمناكم من قبل، وستُهزَمون.. وان كان السيد المسيح علمنا ان ندير الخد الأيسر لمن يصفعنا على الأيمن، فهو كذلك علمنا ان نثور ونهدّم الهياكل التي تأوي الخونة واللصوص. شعب العراق بكامل اطيافه سيحمينا لأننا ملح الأرض ونورها. واذا كان هدفكم تهجيرنا، فقد عجزتم من قبل، وتعجزون... هزمناكم من قبل، وستُهزَمون.))
تعجز الكلمات مهما برع الكاتب في التوصيف فقد تكون الدمعة الهادئة اسهل دليل على تكاتفنا مع قلب العراق النابض، مسيحيو العراق البواسل فلن يهاجرو ابدا من ارض هم ترابها ورحيقها.
أقرأ ايضاً
- الحرب النوعية
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- النشر الصحفي لقضايا الرأي العام