بقلم:قيس النجم
هل أدرك أنصاف المثقفين والمتابعين للوضع العراقي، حجم الإجابات العادلة والمعادلة، التي فرضتها إنتصارات الحشد الشعبي في محاربة الدواعش؟ وإلا كيف يتم قلب معادلة محاربة الإرهاب؟ حتى أصبحت قيادات الخط الأول، من إرهابيي داعش تحت الحماية الأمريكية؟ وفي المقابل يتم قصف التجمعات الخاصة بالحشد الشعبي، وكأني بهم يقولون: أنتم تمتلكون السيوف ونحن نمتلك الدماء، فيا سيوف خذينا.
رسالة حياة أم رسالة موت؟ رجال أم أشباه رجال؟ جهاد أم إرهاب؟ كيف للجاهل أن يجيب عن هذه الأسئلة؟ أما المنصف فهو مدرك تماماً لمعنى رسالة الخوف، التي بعثت بها أمريكا وحلفاؤها الى العراقيين، بعد إدراج حركة النجباء ضمن قائمة الإرهاب.
اليوم يجاهد رجال الخالق (عز وجل) في كل بقاع الأرض، وبما أن الرد العراقي كان مشرفاً، فقد أجهض كل مخططاتهم في إستنزاف ثرواته ونهب خيراته، وما كانوا يخططون له في عشر سنوات، تمرغ في وحل الهزيمة على يد رجال الحشد الغيارى، كما أن أمريكا فشلت فشلاً ذريعاً، عندما حاولت إحداث شرخ في العلاقة، بين أبناء الحشد المجاهد وبين أبناء المناطق المحررة، فكلاهما رسما لوحة لوحدة الصف والكلمة.
نشر ثقافة الشهادة على يد المرجعية الرشيدة، بإعلانها فتوى الجهاد الكفائي، إنما هو فكر عقائدي لحماية الأرض والعرض والمقدسات، وليس فكراً إرهابياً كما يدعي أعداؤنا، وما حققه حشدنا على أرض الميدان من ملاحم إنسانية وبطولات وطنية، إنما تؤكد حقيقة واحدة، وهي أن العراقيين إستشعروا خطورة السفهاء، من أذناب أمريكا وعملائها.
ما وصلت إليه حلقات تحرير المدن العراقية المغتصبة، هي قصة نصر بالتجربة وليس بالتنظير، كتبها الرجال بدمائهم الطاهرة، ولم يكونوا ممَنْ يخلطوا الأوراق لكي يتم تزييف الحقائق والوقائع، مما أسقط أية فرضيات كانت محتملة الوقوع، أمثال إستمرار دوامة العنف والأخذ بالثأر، وتغليب الصفة المذهبية، والطائفية، والقومية، للهوية العراقية على الصفة الوطنية.
مهما عملت أمريكا وأذنابها على تصعيد أوضاع المناطق العربية، خصوصاً مَنْ يتواجد على أرضها رجال المقاومة الإسلامية بشتى صنوفها، لذلك فهي تحاول جاهدة لإفشال أية جهود للسلام، لتضمن بقاء المخططات الصهيونية والأمريكية، قيد التنفيذ في أرض المقدسات، وفي المجمل ليس غريباً أن تتهم أمريكا فصائل وصنوف الحشد بالإرهاب، كما تضفي صفات أخرى ما أنزل الباري بها من سلطان.
ختاماً: كل أبناء الحشد الشجعان ومنهم النجباء، هيهات أن تنالهم ذرة مما يقال، فهم سيوف الحق بوجه الباطل، وبما أن أمريكا معدومة الأخلاق والقيم، فستبقى خاسرة في ينظر المجاهدين والمستضعفين، فهؤلاء نصرهم عزيز وفتحهم قريب بإذنه تعالى.
أقرأ ايضاً
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- النفط.. مخالب في نوفمبر وعيون على الرئيس القادم لأمريكا
- قراءةٌ في مقال السفيرة الأميركيَّة