- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الرأي رأي والرأي الاخر مرفوض!!!!
بقلم:سامي جواد كاظم
الكلمة التي تكتبها او تنطقها كالرصاصة التي تنطلق من فوهة البندقية لايمكن ارجاعها، تانى كثيرا في نطق الكلمة، والبعض يعتقد الحديث بعبارات مبهمة تدل على سعة اطلاعه لهذا فيحاول ان يعوم في بحر الفلسفة من غير علم كما ارتطمت تايتنك في جبل جليدي وراح ضحيتها ركابها.
العلمانيون هم اكثر من يتفلسف بالحديث ومن بعدهم من اخذ علوم اولية عن الاسلام وبدا ينظر ويجتهد، حقيقة اقف امام ثلاثة اراء فيها كثير من اللغط والغلط.
الراي الاول للدكتور حسن حنفي يقول هنالك فرق بين الدين والفكر الديني في كتابه التراث الجديد والقديم، حقيقة العبارة لا يشوبها اي خطا ولكن هذه العبارة لها دلالات واستدلالات.
بداية كل من يدعي وجود فرق بين شيئين هذا يدل على ان المدعي له معرفة دقيقة بالشيئين لدرجة انه ادعى الفوارق، وهنا نسال الدكتور حنفي ان ادعائك هذا الفرق يدل على معرفتك التامة بالدين، واما الحديث عموما باعتبار الدين هو الاصل والفكر الديني هو الواسطة التي تنقل الدين وهنا الفرق بينهما اي انه اجزم اختلاف الدين عن الفكرة، ولا اعلم اليست كل العلوم هي فكرة ؟، واما الاختلاف بين الغاية والوسيلة فهو امر بديهي، ولكن اختيار الدين والفكر الديني يجعلنا نسال الدكتور هل يعلم ما هو الدين ؟ نعم قد يكون له تعريف للدين وتعريفه محترم، ولكن اثارته هكذا موضوع كانه يريد ان يقول انه ليس الذي ينقل لكم الفكر الديني هو الدين، اي انك تثير الشكوك من غير دليل، وهذا يعني انك تعلم من هو الصحيح ومن هو الخطا، فمن اين لك الحق بالحكم؟
الراي الثاني، يقول به بعض رجال الدين والراي ظاهرا هو سليم ومنطقي، ورايهم هذا هو ضرورة عرض النص على القران للتاكد من صحته بدليل نصوص صدرت عن المعصومين بعرض النص على القران، وهذا لا خلاف عليه، ولكن من هو الذي يحمل علوم القران حتى يعلم ان هذا النص مطابق اوغير مطابق ؟ هذه المسالة اثارها ابو الفضل البرقعي والسيد كمال الحيدري، ويبقى السؤال هل كل نص يجب عرضه على القران ؟ فهنالك نصوص موثقة، وهنالك نصوص ينقلها لنا اناس ثقة، وفي هذه الحالة لا يتم عرضها على القران، نعم اذا كان هنالك نص مشكوك في معناه فعلينا البحث عن ايات قرانية مفسرة من قبل المعصوم تؤيد او ترفض هذا النص، والا لو كان رجال السند كلهم ثقة والنص سليم وخال من الغرابة فلماذا اعرضه على القران قبل ان اثق به ؟ هذا الامر اثاره الحيدري في اشكالاته على السيد الخوئي باعتبار ان السيد ذكر الاحاديث التي سندها صحيح دون عرضها على القران.
اسال اصحاب هذا الراي ان رسائلكم العملية قطعا جاءت احكامها وفق النصوص بالمنطق يحق لاي فرد ان يسال الفقيه عن كيفية استنباطه هذا الحكم، ولكن عقلا عندما اثق بهذا الفقيه فهل صحيح مع كل حكم شرعي اساله عن النصوص؟ وهل صحيح عندما اثق بطبيب معين اطالبه كيف استدل على المرض وكيف عرف الدواء ؟
ومن يعرض الرواية على القران دون الرجوع الى تفسير المعصوم للقران لا يستطيع ان يحكم او يجزم بمعنى القران المطابق او المخالف للرواية، فالخلاف لازال قيد النقاش من هم الراسخون في العلم الذين يعلمون تاويل القران؟.
الرايالثالث، الثابت والمتغير من هوالذي يحدد الثابت والمتغير؟ نعم هنالك ثوابت في الاسلام وهنالك متغيرات فمن هو الذي يجزم على الثابت وعلى المتغير ؟ نعم قد يكون هنالك بعض الثوابت المفروغ منها مثلا الصلاة اليومية ولكن ليس كل ما جاء به الاسلام نستطيع ان نجعله ثابت.
مثلا الخمس واحكامه، النص القراني يقول في غنائم الحرب خمس لال الرسول، ولكن النصوص اضافت ما يستخرج من الارض والبحار، واستجدت نصوص اخرى لتجعل الخمس على ارباح المكاسب، هنا الخمس ثابت ولكن موضوع الخمس تغير، وسؤالنا لو ان هنالك بلد اسلامي يعيش الرفاهية فهل ان النسبة الخمس تبقى كما هي ؟ فان قلت التمسك بالنص سنقول النص القراني لم يذكر ارباح المكاسب ولكن عندما ذكرها المعصوم وقوله حجة يعني ان هنالك ثوابت كنا نعتقدها ثوابت تبين انها متغيرات، فاية الخمس قد يكون الاستقطاع السنوي (الضريبة) هي من الثوابت التي لابد للدولة ان تعتمدها لتمويل خزينتها ولكن النسبة قد تتغير حسب الظروف المادية والاقتصادية للمجتمع الاسلامي.
أقرأ ايضاً
- النشر الصحفي لقضايا الرأي العام
- وسائل تضليل الرأي العام
- الصياح.. بين الرأي الشرعي ودائرة التحليل النفسي