- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
وقبلك كان الفضل والفضل والفضل
حجم النص
حسن كاظم الفتال استغراقي بجوهر ومعنى هذا المفهوم أو المضمون لمنطوق هذا الشطر الشعري دعاني إلى أن أنظم أبياتا أستهل بها مقالتي هذه بأبيات متواضعة نظمتها للتو : تمهل وسر بالهون فالملك قد يجلو *تذكر بإن المرء في خلقه يعلو ودع عنك حبَ الذات تحيا مكرما ** فمن فرط حب الذات يستلبُ العقل بل اتخذِ الإيمانَ للعز سلما ** فإن غرور المرء مصدره الجهل وإن شاءت الأقدار أن تغدو حاكما ** ليأمرك الإحسانُ بالحكمِ والعدلُ وإياك إن وُليت ملكا بغفلة ** ليحدوك نحو الظلم الغي والطَوْل فقبلك في الأيام قد سار جاهل ** وأغواه لما سار في جهله خِبل وسيد الأقدار جحشا بغفلة ** وقد كان في مسراه يتبعه العجل إن من يقرأ هذا العنوان ربما يدور في خلده تصور أو تتبادر إلى ذهنه اقوال كثيرة مشابهة لما نقصده لذا فإني خولت نفسي لأن أكون لسان حاله. لقد رسم لنا التأريخ صورا واضحة المعالم شديدة اللمعان يمكن للرائي لها ببصيرته أن يستلهم منها دروسا كبيرة. وأن يتعلم منها ما لا يتعلمه سواه من الغافلين.ولعلها تستقر في الذاكرة لتمنحه القدرة التمييز بين ما هو صاح وما هو طالح وفرز هذا عن ذاك واعتماد ما هو صالح ومشرف. وإننا من خلال مطالعاتنا نجد الكثير من التشابه بين الصور التي يعرضها لتأريخ وهذه الصور تشمل عصورا كثيرة وأشخاص عاشوا وماتوا وتركوا الأثر أو الوقع لكبير سلبا كان أم إيجابا وحين نود الإتيان بشاهد يعضد قولنا فيمكننا أن نختصر رحلة الزمن الطويلة ونتوقف عند محطة من محطات التاريخ المزدحم النوافذ التي قد يتسنى لنا أن ننفذ منها . وما عرض التاريخ للصور إلا ليكتسب الآخرون العظة والعبرة. وكفى بالموت واعظا في عهد حكام بني العباس كما في كل العهود برزت بعض الشخصيات أو الوزراء أو الأمراء ولمعت أسماؤهم وهم شاركوا الحكام بالجور والظلم لكنهم لم يحصدوا إلا مصيرا يشابه من مضى قبلهم إلى الفناء وزوال الملك وحين نتجاوز الكثير من الملوك والرؤساء والخلفاء نتوقف عن ذكر من هم أدنى مرتبة من الملوك انما هم من وزراءهم مثل: الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي وزير هارون الرشيد وحامل خاتم السلطة. كان أحد قادة ووزراء الدولة العباسية. الفضل بن الربيع ابن يونس، الأمير الكبير، حاجب الرشيد وكان أبوه حاجب المنصور. قام بخلافة الأمين، وساق إليه خزائن الرشيد، الفضل بن سهل وزير المأمون ومساعده في تدبير شؤون الخلافة خلال فترة تواجده في خراسان. هؤلاء أعانوا الظلمة وتشبثوا بالدنيا وأغوتهم ملذاتها ولما تولى المعتصم زمام الأمور اتخذ الفضل بن مروان عضدا له ليأخذ له البيعة واستوزره لكن هذا الفضل كما هي عادة المتجبرين راح يعصي حتى أوامر سيده الذي استوزره وولاه. ففتح ذات مرة مكتوبا مختوما مرسلا إليه ببريده فوجد فيه مكتوبا: تفرعنت يا فضل بن مروان فاعتبر *** فقبلك كان الفضل والفضل والفضل ثلاثةٌ أملاكٍ مضوا لسبيلهم ***أبادتهم الأقياد والحبس والقتل وإنك قد أصبحت في الناس ظالماً *** ستودي كما أودى الثلاثة من قبل أراد بذلك الفضل بن يحيى، والفضل بن الربيع، والفضل بن سهل. وهؤلاء الفضول كلهم طغوا واستغلوا مناصبهم حاربوا حتى الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم ومواليهم فواجهوا مصيرا أسودا
أقرأ ايضاً
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- أولويَّات ما بعد التعداد السكاني
- لا مكان لـ "حُسْن الظن" في السياسة