حجم النص
د. غالب الدعمي ~تلجأ دول العالم التي تُدرك أهمية الاستثمار إلى تنشيط هذا القطاع بشكل كبير وتشرع القوانين التي تُسهم في تقديم تسهيلات إلى رأس المال المستثمر، لأنه يعود عليها بالفائدة المباشرة في النهاية، في حين يفتقد المسؤول العراقي لهذا الفهم، فتجده يضع العراقيل تلو العراقيل أمام المشاريع المهمة والحيوية في البلاد. ومن هذه المشاريع مطار كربلاء الدولي الذي لم يحُسم أمره إلّا في الاسبوع الماضي، فقد كانت أولى محاولات إنشاء هذا المطار في 2006 إذ حضر إلى مجلس المحافظة مستثمر عراقي يقيم في الكويت مع شخص قبرصي نفذ عشرات المطارات في العالم عارضاً بناء المطار من دون تكليف الحكومة العراقية ديناراً واحداً، وقال الخبير القبرصي: إننا في قبرص لا نملك نفطاً ولا أراضي زراعية، ولكن عندنا ثلاثة مطارات فقط تدر على البلاد ملايين الدولارات سنوياً، وبعدها قال المستثمر العراقي وهو من عائلة عراقية معروفة بالكويت: أنا على استعداد لتأمين مبلغ (250) مليون دولار لبناء مدرج واحد من أصل عدة مدارج في ظرف سنة واحدة يمكن أن تهبط فيه أكبر الطائرات في العالم وبعد ثلاث سنوات من تاريخ تسليمنا العمل يكون مطار كربلاء قادراً على استقبال عشرة ملايين زائر سنوياً ويمكن أن يتضاعف الرقم مستقبلاً، وكل هذا سيكون مقابل الحصول على خدمة واحدة من أصل إحدى عشرة تقدم في المطارات لمدة خمسين عاماً. وهذا الكلام قيل بحضور محافظ كربلاء الأسبق عقيل الخزعلي وعدد من أعضاء مجلس المحافظة، وكنت أنا من بينهم لكن، أقول للأسف فان الشك والروتين وعدم إدراك أهمية هذا المنشأ بددت الأحلام. وعلى غرار المطار جاءتنا عشرات الفرص لتطوير كربلاء لكن العراقيل كانت تقف حاجزاً أمام تطوير العمل. فقد وُضِعت العراقيل الكبيرة أمام تنفيذ هذا الصرح الكبير في الوقت الحالي، على الرغم من أن الجهة المستثمرة هي جهة محترمة وموضع ثقة الناس، إلا أن كثيراً من العراقيل الشيطانية قد وضعها بعض تجار المال الحرام وأربابهم من سياسيي السحت الحرام أمام إحالة هذا العمل إلى التنفيذ تحت إدارة العتبة الحسينية، بحجج واهية فهناك من سعى إلى تحويل الأنظار عن مطار كربلاء الدولي عن طريق إنشاء مطار عون الدولي حتى يكون التبرير أكثر إقناعاً بعدم الحاجة لهذا المطار. ولكن، بدعوات الناس المخلصين، وببركات الأمام الحسين عليه السلام، وبإصرار إدارة العتبة الحسينية، تمت المباشرة في تنفيذ هذا المشروع الكبير، ويقيناً سيرى النور قريباً وضمن المدة المحددة، وربما قبل ذلك، وسيسهم بتنشيط الحركة الاقتصادية في كربلاء، ويعود بالنفع على سكان المناطق المحصورة بين المطار والمحافظة، وسترتفع اسعار تلك الاراض، فضلاً عن فتح المجال أمام استثمارات أخرى قريبة من المطار، تعود بالنفع على الناس بشكل مباشر، وتسهم في استقطاب آلاف العاطلين عن العمل، فضلاً عن نقل التوسع العمراني باتجاه الصحراء.