حجم النص
بقلم:علي فاهم في غفلة من الوطن زحف الظلام على قطعة ثمينة منه ليسلبها نورها ويسرق سرورها فصاحت بأعلى صوتها مستصرخة أخوتها واعراقاه، واعراقاه غادر الصوت مبحوحاً يتنقل بين أرجاء الوطن غٌيبت شمسكِ يا حدباء، غيوم سوداء، تمطر موتاً وتبرق ظلاماً، وتغتال النقاء وتزرعُ بأرضنا الجفاء ، وصل الصوت الى الوسط والجنوب، الى بيوت شَبِعت فقراً وحروب، أهتزت الحياطين المتهرأة، في تلك المدن المنسية أنتصبت قامات النخيل على ضفاف دجلة والفرات، وتسابقت ذرات التُراب نحو الشمال، رد الصدى.. أهوار القصبِ وصدور الرجال نهض كلكامش من ملحمته ونادى من أعلى زقورة الوركاء قم يا حمورابي وانت يا نبوخذ نصر، ياسرجون حشدوا الحضارات فنينوى في خطر والاشوريين حطمتهم معاول الكفر فلبى النداء غيارى الحشد وحشد الغيارى وكشفت الارض عن رجال الشمس زحف الحشد مئتزراً بالأيمان، يبذل الحياة والنفس تحدوه دعوات الامهات وصخب الانفجارات ودُخان المفخخات يحمل بساعده غيرة العباس، لا يهاب الموت، أسمه يحبس الانفاس ترتعد من خشيته الارض وتفتخر به السماء كيف لا..؟ وهم وطن تجسد في رجال، ورجالٌ حملوا قلوبهم أمام الوطن ليفدوه بحياتهم وضحكات أطفالهم التي تركوها خلفهم تأكل الانتظار خبزاً على موائد الحرمان فرغم الفقر والجوع هم من يحمي الاوطان ولتبقى الحمائم ترفرف في سماء العراق دون خوف ٍ من غربان العربان، قبلوا أن يسمى أبنائهم أيتام وتثكل الامهات وترمل الزوجات على أن يدنس شرف الاوطان وتنكس الهام
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2