- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الحشد الشعبي ...رمز من رموز المرجعية الدينية العليا
حجم النص
بقلم:حيدر عاشور قد يتنفس العراقيون برئتين بعد ان اعتادوا على التنفس بنصف رئة وسط ايقاع المتغيرات اللاهث، بعد اقرار قانون الحشد الشعبي المقدس عن مجلس البرلمان العراقي، والكيانات الخائفة والأحزاب المرعوبة وأصحاب النفوذ العربي من الاعراب وأصحاب النفوذ الغربي من (المتأمركين والمتأسرائيليين)، والخونة في المنظومة الحكومية، تشن حملة واسعة من الاكاذيب والتهديدات ويمارسون ضغطا اعلاميا ونفسيا وسياسيا من خلال اسلوب غطرسة وارهاب القوة وتحريك الراي العام المحلي والعربي وحتى العالمي، ونشر السيناريوهات الملفقة بهدف تشويه الجهد الجهادي للأبطال (فتوى الجهاد الكفائي) وتضحياتهم الكبيرة التي قدموها للذود عن العراق والمقدسات...الشعب العراقي يعرف حق اليقين ان الترياق الذي يكسر الخونة ويكشف عوراتهم، ويفضح اساليبهم المؤامراتية، ويزيل اليأس من الشارع هو الحشد الشعبي.. كما سيقضي على الاوضاع المحكومة بروزنامة لقاءات خارج الحدود للتفكير بالتسوية على حساب دماء الشهداء، مما تجعل استقرار العراق يعيش حمى التسخين السياسي الدائم عبر هذه المفرقعات والتصاريح المجانية وردود الفعل النارية بين الاوساط الحالمة للعودة الى المربع الأول، لتمرير مصالحهم الشخصية، والترجمة الميدانية لهذا التسخين هي ان كل صنوف القوى العراقية بتوجهاتها في عمق المواجهة، وعليها ان تضع الجميع في ظل القبضة الحديدية من اجل بناء بلد بعيد عن الشروط المزاجية، وللأسف التعاون مفقود والتفتيت مقصود والأحزاب والكتل والتجمعات، دولة داخل دولة...والجميع يفهم ويعلم ان قصة التسوية تستهدف سحب البساط من تحت الاقدام تحت شعارات (سامحني وأسامحك) و(وعفى الله عما سلف)، ضاربين القانون عرض الحائط مانحين القاتلين والخونة مميزات الوطني الشريف...نحن في ازمة ثقة وازمة مستقبل وان كانت اللعبة على السطح تبدو واحدة..والسياسيون في الحكومة والبرلمان يراهنون على الوقت وكأنه كفيل "بتقزيم" كل شيء،لذا يتحول سجالهم الفولاذي في متاحف جلساتهم تدريجيا الى مناقصة اهم عناوينها انتزاع اكبر قدر من الحصص في مقابل اصغر قدر من التنازلات فضلا عن كون نائب يسعى شد لحاف المغانم تجاهه واتجاه السلطة التي يمثلها الامر الذي يجعل اقتسام الوظائف طائفيا لعبة مكشوفة..والنتيجة ان ما يتعرض له الحشد الشعبي المقدس في تصفيات البرلمان والحكومة هي قوته في المنطقة وتاثير المرجعية الدينية العليا عليه لكونها النواة الحقيقة الوحيدة لانطلاقه بهذا القيام الكبير ضد جحافل التكفيريين والإرهابيين، برؤيتها الثاقبة للأوضاع، فالحشد الشعبي المقدس يعد الان رمز من رموز المرجعية الدينية العليا المتماسكة بالوحدة الوطنية ودورها الوفاقي الذي تلعبه بين الاطراف لا يجعلها في مناى عن (رذاذ الموت بالتقسيط) الذي يضرب البلاد منذ اعوام خلت...
أقرأ ايضاً
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- المرجعية الدينية.. مشاريع رائدة وطموحات واعدة