حجم النص
بقلم:ندى صبيح يسمع المواطن العراقي هذي الأيام عن مبادرة تسمى التسوية الوطنية أطلقها التحالف الوطني العراقي،تمثل رؤية وإرادة القوى المنضوية تحت ظله ويتبادر الى ذهن المواطن العراقي الكثير من الأسئلة حول قوة المبادرة الوطنية إذا تم تفعيلها،مثلا هل سنخرج من الأزمات التي نعاني منها ؟هل سينتهي الفساد في مؤسساتنا العراقية والكثير من الاسئلة التي نسمعها عندما نكون في سيارة الأجرة وعندما نخرج لجولة في احد الأماكن الترفيهية. عندما نقرا بنود المبادرة ونرى من المستفيد الأخير نجد ان المواطن العراقي هو المستفيد الأخير فإنها فرصة للشعب لكي تنتهي معاناته , حيث نجد الكثير في أهداف المبادرة هو فائدة الفرد العراقي ومنفعته من الدولة. في حديث لبعض السياسيين أدلوا به للصحفيين قولهم إن التسوية الوطنية ستكون تاريخية إذا تم توقيعها لأنها تختلف عن كل المبادرات السابقة، لان هذه التسوية مختلفة عن سابقاتها بأربع ركائز هي احتواؤها على مبادئ وأسس، وعنصر الضمانات، وخطة تنفيذية من خمس مراحل لتنفيذ التسوية، فضلا عن وجود شراكة تامة مع بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) من أجل إدخالها في البعد ألأممي وقد تعهّدت بعثة الأمم المتّحدة لمساعدة العراق “يونامي” بتقديم مساعيها السياسيّة، بما في ذلك “تحشيد الدعم لعمليّة المصالحة الوطنيّة”، و”الدفع بهذه المبادرة إلى الأمام داخليّاً وإقليميّاً ودوليّاً”. وقد وافقت مختلف أطراف التحالف على أن تتبنّى "يونامي" تحديد التمثيل الرسميّ وحسمه لممثّلي كلّ المكوّنات والأطراف العراقيّة، بما يرضي الأطراف كافّة. ولكن مشكلتنا بالمغرضين وهذي المرة المغرضين من بلادي فما إن تعالت الأصوات بوجود مبادرة حتى بدأ السياسيين الرافضين لها بالتعالي بأصواتهم لنسفها. ان السياسي الفاشل الذي وصل للسلطة بصورة طارئة، لا يعرف التمييز بين الصالح والطالح من الأمور لذا نراه يتحرك بخيوط العنكبوت التي نسجها له المسئولون عنه فيخرج لينعق بنسف المبادرة وينطق بما لايفقه فكيف لشخص لم يعاني القهر النفسي من الإرهاب وليس لديه في بيته أرملة او يتيم او شهيد إن يشعر بما يعانيه المواطن العراقي المظلوم فنتمنى من هولاء التزام الصمت ولو لمرة في حياتهم السياسية كي لا يستمر تدميرهم لبلاد الحضارات ونقول لهم لن يبقى الواقع على ما هو عليه لوجود سياسيين شرفاء ويعتمدون المنطقية لبناء المؤسسات وبناء المجتمع وترميم ما هدم من الجسد العراقي ويحتكمون إلى الحق والعدل في المجتمع وأنَّ السلام لا الانتقام هو مآل الصراعات. نقول هنا وما الضير في التجربة فنحن لم نشهد تسويات تاريخية في العراق منذ سنوات بعد سقوط نظام الطاغية في 2003 غير تسويات فارغة أضرت وأهانت الفرد العراقي فلما لا نعطي فرصة للعقل ليقوم الأمور المعوجة فسيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة حالنا حال اي دولة هي المطلوبة والتي ستخرجنا من الأزمة وتجعل المصالحة بين إفراد المجتمع الواحد عملية سهلة نأمل الخروج من الفصول المظلمة التي دفعنا ثمنها باهض من الأرواح والأموال ومحاربة الفساد الذي أنهك مفاصل الدولة حاله حال الإرهاب ويتعافى الجسد العراقي من تقرحات الدهور وتكون للمبادرة الوطنية وقفة تاريخية ترمم ما هدم من البناء المجتمعي العراقي الأصيل
أقرأ ايضاً
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- إضحك مع الدولة العميقة
- العراق.. "أثر الفراشة" في إدارة الدولة