حجم النص
بقلم: سامي جواد كاظم الكثيرون يقلدونه، والاكثر يتابعونه، والبعض علنا والاكثر سرا يتربصون به، فعلى ماذا هؤلاء يقلدونه؟ والاخرون يتابعونه؟ والمتربصون يتهجمون عليه؟ رجل شهدت مشهد ولادته، واحتضنت مدارس العلم دراسته، واستقبلت النجف مقدمه، وتهللت الحوزة بعلمه، وخط له قلم السيد الخوئي اقرار اجتهاده وله من العمر سنة وثلاثون. فطرة الخير هي التي تاخذ صداها عندما ترى الاخيار، فلا عجب عندما انقادت عقول المقلدين لشخصه، ولا غرابة لما تابع الاحرار مواقفه، والمتوقع ان يكون هنالك من لا يرضى على الحق فالقران حتى يشهد لهم بالاكثرية، ولكن لماذا يتهجمون على السيد السيستاني؟ هل ذكرهم بسوء؟ هل سلب منهم حقوق؟ هل تجاوز عليهم؟ عجبا من امرهم، بل الاكثر عجبا هو خطاب السيد المعتدل، خطابه الذي يلزم مقلديه باحترام الاخر، بياناته التي تؤكد على وحدة المسلمين، بل كل العجب عندما يوصي المقاتلين بعدم الاعتداء على ذوي الدواعش اذا لم يقاتلوكم، وبعد هذا يظهر لنا حاقد ليشتم السيد؟ والسيد صامت وصامد لا تهزه هذه التصرفات بل تهز شفتاه ليدعو له بالمغفرة والهداية والعفو. يتابع الاعلام ولا يظهر في الاعلام، والاعلام سرعان ما يتناقل اي شيء يخص سماحته، وان لم يجدوا فنرى مقالاتهم وتقاريرهم عنه. ولد في مشهد وسكن النجف ويكنى السيستاني، وفي قلبه العراق، عاش ظروفا عصيبة بعد وفاة استاذه الخوئي، جاهد بكل ما يملك من اجل الحوزة في النجف، كان بمقدوره ان يغادر العراق ويعيش حياة افضل، لكنه اثر تلك الحياة على روح الحوزة، ماذا يربطه بها؟ انها العقيدة، انها مدرسة اهل البيت عليهم السلام، انها مرجعية الامامة. لانه لا يملك بيتا ولا ارصدة في مصارف العالم وحاول الخراصون العزف على وتر الحقوق الشرعية فتقطعت اوتار آلتهم وردت عليهم بضاعتهم الفاسدة، كيف ردت؟ ردت بالمشاريع الخدمية والثقافية والطبية التي اقامها في بلدان العالم بحقوق ابنائها التي سلمتها الى المرجعية. عندما تكون هنالك جدلية بين افكار اصحابها متزمتون ومتمسكون بها فالادلاء بالراي يعد حماقة، ومن يطالب بالراي اكثر حماقة من ينزلق بهذا المنزلق الخطير، بينما الدخلاء يرون هكذا دائرة جدلية افضل مرتع للظهور على حساب الاخرين، بل الطريق الاسرع هو التهجم على اعلام الامة وسيد اعلام الامة السيد السيستاني. كتبوا عن دربونته، كتبوا عن برانيته، كتبوا عن زهده، كتبوا عن بساطته، وكتبوا وكتبوا وكل ما كتبوا لا يغير من واقعه شيء، فالرجل وكأنه نذر نفسه للاسلام والمسلمين. ما قال ابدا انا، ونحن من قال انت، نقولها له لانه الاعلم، نقولها باختيارنا ولاننا نقولها باختيارنا، حقد من يملك الدنيا ولا نأبه به، لانه لا يعلم نحن نختار من ينصحنا في الدنيا لنحصل على الاخرة، فالوقوف يوم المحشر نتيجته من ملك الدنيا يخسر ومن عمل للاخرة مع الصالحين يحشر.