حجم النص
بقلم:غالب الدعمي تواردت الأخبار من أرض المعركة في الفلوجة بشأن تعامل الجيش العراقي وتحديدا جهاز مكافحة الإرهاب مع المدنيين، مفادها أن ثمة تعامل انساني لم يألفه الناس من أية قوة عراقية أمنية أخرى، وان الأهالي يفضلون اللجوء إلى جهة هذا الجهاز على اللجوء إلى أية قوة أخرى، بل وحتى يفضلونه على قوات الشرطة والعشائر الأنبارية. وقد أفادني بهذه المعلومات عدد من الاصدقاء ممن نزح في وقت سابق من الفلوجة، لكن عوائلهم وأقرباءهم بقوا هناك، وأنهم أي الأهالي يشعرون بأمان كبير في التعامل مع أفراد هذا الجهاز، وأن هذه الثقة لم تكن وليدة هذه المعركة، وانما تكونت لدى ابناء الرمادي عند تحرير مركز محافظة الانبار، فضلاً عن المناطق الاخرى مثل هيت والرطبة والبغدادي. وتفتخر شعوب العالم حين يكون عندها جيش قوي يتميز بالقوة والبأس على الخارجين على القانون ورحيم مع عامة الشعب، وهذا ما لمسه ابناء المناطق الغربية في تعامل جهاز مكافحة الارهاب معهم ومساعدتهم في الخروج من مناطق سكناهم ومعاملتهم كمواطنين أبرياء واجب حمايتهم والحفاظ عليهم. جهاز مكافحة الإرهاب لايمثل فئة من فئات الشعب، ولا ينتمي لطائفة من طوائفه ولم يُؤسس حتى يدافع عن قومية معينة، فهو يدافع عن الكرد مثلما يدافع عن العرب ويحفظ دماء السنة كما يحفظ دماء الشيعة، لانه يمثل جمهورية العراق بجبالها وسهولها ووديانها، انه يمثل النساء والأطفال والشيوخ والصغار، ويمثلنا جميعاً من دون فرق ويدافع عن كرامتنا. كم شعرت بسعادة غامرة وأنا اتلقى هذه المعلومات من أهلنا في الأنبار بأنهم باتوا يشعرون أن لديهم جيشاً قوياً يقف جهاز مكافحة الإرهاب في طليعته، وهذا الشعور لم ينتاب المبطلين والمتربصين وبعض السياسيين ممن باتوا الصدى لقوى الإرهاب والمُعّبر الحقيقي عنهم والناطق الرسمي بإسمهم. هذا التقييم لم يأت من رئيس الجهاز أو قادته حتى نقول عنه مجروحاً بل أنه صدر من النازحين أنفسهم الذين عبروا علناً وفي مجالسهم الخاصة أنهم سعداء بهذا التعامل الانساني من الجيش العراقي الذي سعت الحكومة السابقة للقضاء على مهنيته وجعله أسيراً لرغباتها.
أقرأ ايضاً
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- "مكافحة الشذوذ" صدر فهل سيطبّق
- البحث العلمي لمكافحة التصحّر في العراق: ضرورة ملحة لمواجهة التحديات البيئية