حجم النص
سامي جواد كاظم كثرت المظاهرات واختلفت الاراء حولها وفيها وبعد اكثر من ستين جمعة تظاهرية تشير الدلائل الى انها تظاهرية، البعض يعتقد انها ورقة ضغط على الحكومة ليس لمنع بل لتقليل الفساد والبعض الاخر يراها ما جاءت باهدافنا التي لم نراها، وهي بين هذا وذاك مشتتة المطالب ولكنها كلها تحت مسمى شرعي ومهم الا وهو الاصلاح. الاختلاف حول شكل الاصلاح ولا نريد ان نغوص بما ترتب عن اساليب المطالبة بالاصلاح تظاهريا واعلاميا فالكثير لا يرتقي بان يكون واجهة حضارية للمطالبة، هنا لابد لنا الاشارة الى جوهر العملية السياسية في العراق الا وهي ان الرئاسات الثلاث جاءت توافقية قبل ان تكون انتخابية حتى انهم في جلسة البرلمان الخاصة بترشيح الرئاسات الحالية حدثت ارباكات لم تكن متوقعة عندما رشح بعض النواب انفسهم لبعض الرئاسات، لان هذا خارج عن النص. وعليه مسالة اقالة اي قطب من هذه الاقطاب الثلاثة لا تتم الا بموافقة الاثنين الاخرين وهذا لا يحصل، فقد سبق للعملية السياسية ان مرت بتجربة في زمن المالكي عندما صوت البرلمان ورئيسه وباغلبية على حجب الثقة عن المالكي (هل الثقة اصلا موجودة حتى يتم حجبها؟) وبقي موافقة الرئيس الطالباني الا انه رفض الطلب وذهبت مطالبات البرلمان ادراج الرياح، رفض الطالباني كان صائب ليس لان المالكي يستحق البقاء بل لان الحكومة ولدت بعد صفقات عسيرة واذا ما ازيح احدهم فان المخاضات وليس المخاض ستكون اعسر ويقود البلد الى ما لا يحمد عقباه. اليوم الرئاسات الثلاثة هي بعينها بالامس واليوم وغدا طالما ان النظام الانتخابي المعمول به لا زال ساريا، واذا ما فكر الشعب بتغيير اي رئيس فان هذا سيقود البلد الى ازمة اشد مما هي عليه الان. المرحلة اليوم تتطلب التكاتف والتضحية وهنالك مفردات مغروسة في الواقع العراقي لا يمكن اجتثاثها او التغافل عنها الا وهي بعض العناصر السياسية السيئة التي لها التاثير المباشر على القرار السياسي لازالت نافذة، فيجب ان نضع بخلدنا ان هذه العناصر يجب التعامل معها من غير استفزازها لان ما لديها من ادوات ارهابية لايمكن لاجهزة الحكومة قمعها، هنالك مثل يقول اذا عوى عليك كلبان فارم لاحدهم عظمة كي يلتهي بها والتفت الى الاخر كي تتصرف معه بحزم، والعراق هكذا محاطا من الداخل والخارج بكثير من الاعداء ولا يمكننا فتح جبهات متعددة مع الجميع لذا لابد للشعب ان يمارس السياسة اكثر من السياسي نفسه حتى يغتنم ما يريده مستقبلا. الشتائم والعنف وفوضوية الاعلام وفضح الاسرار لا تاتي بنتيجة لان المنغمس فيها اذا ما فضح ولم يردع فانه سيفعل الاسوء لذا يجب ان تكون مطالبنا دقيقة ونبدا بالمهم ونسال الحكومة العراقية ان تعي ما يجري في العراق وتضع نصب عينها المعادلة التالية اذا كانت الحكومة ضد داعش والشعب العراقي ايضا ضد داعش، بينما امريكا ومن معها مشكوك في امرهم على اقل تقدير ولا نريد ان نجزم فمن هو الافضل للحكومة ان تتعاون معه ضد داعش ؟ واما اذا كانت الحكومة منقسمة فيما بينها نصفها مع داعش والنصف الاخر ضد داعش فعليها ان تستعين بمن يؤازرها ضد داعش واولهم المرجعية العليا في النجف وعلماء المسلمين برئاسة الشيخ خالد الملا وابناء الشعب العراقي الغيارى وليكن الحشد الشعبي يدهم الحديدية لضرب الارهاب. لابد لنا من اعادة النظر في المظاهرات واتخاذ القرار السليم لتحقيق الاهداف المرجوة
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟