- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من هو الغالب ومن هو المغلوب في معركة الاعتصامات بالعراق
حجم النص
بقلم:تيسير سعيد الاسدي القبح السلوكي الذي مارسته الكتل السياسية في الوزارات والحكومات المحلية طيلة 13 سنة انتهت يوم امس بعملية تجميل مبسطة عبر عملية تراضي اخشا ما اخشاه ان تكون على حساب غض النظر على ناهبي الثروات الوطنية طيلة السنوات الماضية ؟!! ما تحقق يوم امس هو الحد الادنى للاصلاح الداعي الى التغيير الجذري في الوقت الذي تم تاجيل محاسبة الفاسدين وتغيير الهيئات المستقلة الى ما بعد 30 يوما ؟! عملية الاعتصامات التي قادها السيد مقتدى الصدر بذكاء دستوري أمام المنطقة الخضراء انهت المعركة بنتيجة (لاغالب ولا مغلوب) لغاية اليوم لازمة في ظاهرها الإصلاح العام ولكن في باطنها صراع ارادات وقوى مختلفة، فالارادة الجماهيرية المطالبة بالتغيير الجذري والإرادات الحزبية التي تريد الخروج من الازمة باقل خسائر وارادة رئيس الحكومة حيدر العبادي التي لاتريد ان (تزعل) عليه جهة حزبية وفي نفس الوقت تنفذ الإصلاحات المطلوبة،، وبين ارادات الدول الاقليمية التي تمتلك اذرعا مسلحة بالعراق خرجت الكابينة الوزارية الجديدة " ما حصل يوم امس هو الخطوة الاولى للالف ميل المنشودة نحو بناء الدولة الحديثة،،نعم جرى تغيير في الوزارات، الا ان الاحزاب وقياداتها المتورطة بالفساد لازالت على قيد الحياة ولازالت اغلب الشوارع والمناطق في بغداد والمحافظات محتلة من قبل تلك الاحزاب ولازالت الحكومات المحلية والدوائر المهمة تتقاسمها العوائل السياسية ولا زال الكثير من القبح السلوكي في واجهة المشهد السياسي وعلى المستويين المحلي والمركزي بالعراق امام انظارنا ليل نهار ؟! ولكن ما استطيع ان اقوله ان ما جرى خطوة جيدة للتغيير الجذري المنشود فلقد أنتزع الشعب جزء بسيطاً من حقوقه المغتصبة وعليه ان لا يستكين للوصول الى الكمال الاصلاحي فلقد استورثنا نحن العراقيين حالة اللا ابالية الوطنية من الانظمة السابقة. والنتيجة كانت ان فتِح الباب على مصراعيه لأدعياء الدين والادارة من الاحزاب وأغنياء الاقطاع ووجهاء الفساد لتلويث مؤسسات الدولة من خلال مقاولات فاشله همها الاول الانجاز لغرض سياسي وليس خدمي؟! فالى ذلك نسترعي الانتباه
أقرأ ايضاً
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- رمزية السنوار ودوره في المعركة
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً