حجم النص
بقلم:عبدالزهرة الطالقاني يبدو ان داعش ستستمر بارتكاب الجرائم ما زالت باقية على الارض سواء في العراق ام سورية ام ليبيا ام اي مكان في العالم.. هذه البديهية تدفعنا للايمان بشكل كامل ان داعش هي الجريمة نفسها، وان الجريمة هي داعش.. فهؤلاء المنضوون تحت لواء التنظيم الاجرامي، نوع اخر من البشر، يصعب تسميتهم بهذا المسمى لخروجهم عن الدين والعرف والمعقول.. فهم ليسوا الا وحوشا لا قيم لهم ولا اخلاق، ففي كل يوم تصلنا انباء عن ارتكاب العصابة الداعشية جرما جديدالم تشهده البشرية من قبل.. فقد اقدموا على اعدام ثمانية شبان صعقاً بالكهرباء جنوبي الموصل حسب ما افاد مصدر في المحافظة.. الشبان من ناحية القيارة وتهمتهم انهم تحرشوا بالنساء.. تصوروا، ان داعش يدافع عن النساء بعد ان اسرهن وسباهن واذلهن وتاجر بهن واعتدى عليهن وصادر كرامتهن وانسانيتهن. بشاعة التنظيم وخروجه عن الاطر الانسانية دفع به للمتاجرة بالأعضاء البشرية، فقد نقلت الانباء عن اقدام داعش على استئصال اعضاء لـ(300) موصلي وبيعها لسد عجزه المالي.. نعم هكذا يقول الخبر.. وشهدت على ذلك دائرة الطب العدلي في المحافظةالتي ازدحمت بذوي الضحايا الذين حضروا لاستلام جثث المغدورين،حيث وضعت في اكياس وقد بدت عليها اثار التعذيب الشديد، وان اغلبها كانت مشوهة المعالم الى درجة يصعب التعرف عليها.. بل ان قسماً منها كان عبارة عن كومة لحم بشري موضوع في اكياس. هؤلاء الضحايا ادعى داعش انهم مدنيون كانوا معتقلين في احد سجونه وتعرضوا الى قصف جوي من قبل طيران التحالف. الا ان هذه الكذبة لم تنطل على الكوادر الطبية في دائرة الطب العدلي بعد ملاحظتهم اثار عمليات جراحية قد اجريت على الجثث.. حيث اجروا تشريحا لـ(221) جثة من جثث الضحايا ليكتشفوا المفاجأة وهي قيام التنظيم الارهابي بانتزاع الاعضاء الحياتية كالقلب والكبد والكلى والرئة، والبنكرياس والغدة الزعترية.. الا ان تلك المعلومات التي توصلوا اليها لم يستطيعوا الافصاح عنها خوفا على حياتهم من آلة القتل التي يمارسها التنظيم المتطرف اتجاه كل من يقف بوجهه او يخالفه. بهذه الوحشية يتعامل تنظيم داعش.. ومع ذلك وبعد اندحاره في الرمادي والمدن والنواحي والقصبات والقرى المحيطة بالمدينة وتحرك القوات الامنية نحو الموصل لتحريرها من براثن التنظيم شعر بالخطر حتى ان احد خطباء الجمعة للتنظيم خطب يقول لابناء الموصل: سننسحب من المدينة وستندمون علينا عندما يدخل عليكم الجيش العراقي والروافض وستترحمون على ايامنا.. بهذه الوقاحة يخاطب جهلة داعش مواطني الموصل وكأنهم غافلون عن الجرائم التي ترتكب يوميا ضد الابرياء من ابناء المدينة. آخر تقرير للامم المتحدة والذي صدر اوائل شهر شباطأشار الى استشهاد واصابة (2299) عراقيا نتيجة جرائم متعددة اغلبها ارتكبت منقبل داعش خاصة في المعارك التي شهدتها الرمادي.. التقرير قال ان (849) عراقيا قتلوا خلال شهر كانون ثاني الماضي نتيجة اعمال الارهاب والعنف والنزاعات المسلحة التي وقعت في العراق.. (490) من هؤلاء كانوا من المدنيين و(359) من العناصر الامنية. وان مدينة بغداد كانت الاكثر تضررا حيث استشهد فيها (299) مواطناسوى عدد الجرحى الذي بلغ (1450) جريحاً، (1175) منهم مدنيون والباقون عسكريون..، كما ان هناك ضحايا في كل من ديالى وكركوك ونينوى وصلاح الدين والانبار. وكما كان عدد الشهداء اكثر في بغداد فان عدد الجرحى اكبر ايضا حيث بلغ (785) جريحا.. وهكذا نجد ان الضحايا نتيجة الارهاب تأخذ ارواح الناس وتشوه اجسادهم وتعوق الكثيرين منهم، اضافة الى النتائج العرضية المتمثلة بالتيتم والترمل.. انها مأساة يعيشها العراقيون منذ اكثر من عقد الزمان.. وسوى الضحايا الذين سقطوا على ايدي الطغمة البعثية الباغية، فان العراقيين ماضون في طريق التضحيات وفي كل شهر يصدر تقرير من الامم المتحدة يشير الى مزيد من الضحايا الذين يتبعون خطى اسلافهم.. فلا أحد آمن في العراق والارهاب موجود في مدنه وشوارعه وفي الزوايا المظلمة على شكل خلايا نائمة.. ان جرائم الارهابيين على شتى اشكالهم واجناسهم وآخرهم داعش نالت من العراقيين الكثير حتى غدا العراق اكثر البلدان تضررا، وشعبه اكثر الشعوب تضحية وصبرا وتحملا وتحديا..فهم ابناء التاريخ.
أقرأ ايضاً
- عْاشُورْاءُ.. السَّنَةُ الحادِية عشَرَة (12)
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق
- مَن يرعى داعش في العراق؟