- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تعرف عن معنى (ولات حين مندم ) في خطاب المرجع السيستاني
حجم النص
بقلم:باقر جميل (ولات حين مندم)، هي الكلمة الاخطر بعد كلمة الجهاد على داعش منذ صدور الفتوة من المرجع الاعلى.. فعندما نقول ان كلام المرجعية دقيق وتشخيصي، ليس اعتباطا، وعندما تصدر المرجعية امرا بالجهاد وتنقلب الموازين بلحظة واحدة، فهذا غير طبيعي ايضا، وعندما يقف العلماء ولاول مرة في تاريخ التشيع هكذا خلف المرجع العظيم فبالتأكيد له دلالات لم يتعرف عليها اغلب الناس للاسف، وعندما تكون الامكانيات لديه محدودة وعند خصومه واعدائه وحساده اضعاف ما لديه من اموال وسلطة وسلاح، وحتى اتباع، ومع ذلك لا تجد له تاثيرا كما للسيد العظيم، فهذا يحتم علينا التفكير مليا في شخصية هذا الرجل وماهو الاسلوب الذي يجعله هكذا. نعم الاخلاص لله حاظر لا شك عند السيد السيستاني، لكن هناك شيء اعتقده اعظم، وهو الحكمة ودراسة الامور للمستقبل واستقرائها بشكل صحيح ودقيق، ووضع الحلول قبل وقوع المشكلة، لكي لا تبقى المعوقات امامنا. الحكومة وبعد ادعائها للاصلاحات، ومواجهتها لمحاربة الفساد، اثبتت فشلها بشكل كبير ، والكل يعرف ان الجهات السياسية المشتركة هي السبب في ذلك. لقد كررت المرجعية الرشيدة وبينت ان الحرب على الفساد، كالحرب على الارهاب، فكما حصل للارهاب توغل في العراق لمدة 13 سنة بدون حلول واقعية وجدية، فان الفساد الذي لا يعالج بصورة نزية، اعتقده سيواجه من قبل المرجعية كما واجهة داعش في الفتوى، وبعدها (ولات حين مندم)..؟! أي ان المرجعية التي سكتت في تفجير مرقد العسكريين واعلنت الجهاد على داعش في احتلال الموصل والتي بالنسبة لنا لا مقارنة مع تفجير العسكريين، هو امر غير متوقع وخطير جدا على الدواعش، فانهم توقعوا عدم صدور مثل هكذا امر مع اعتقادهم بضعف المرجع وعدم تمكنه من اطلاق هكذا امر،ومع هذا اثبت العكس. لذى فان على السياسيين توخي اقصى درجات الحيطة والحذر من المرجعية في عدم تطبيق تعليمات الشعب وتعليماتها التي تنقذ العراق من براثن الفساد، ولقد اعطتهم المرجعية التلميح في الجمعة الماضية على شيء قد راهنوا عليه اغلبهم، وهو تهاون التظاهرات وتملل الناس وتذويب القضية قدر الامكان، وبالتالية فان المرجعية سوف تسكت بمجرد سكوت الشعب عن المطالبة بالاصلاح. لكن المرجعية تبين ان لها سلاح اخر لا احد يعلمه ولا يمكن لاحد ردعه والتصدي له، لانه مؤيد بتأيد الله، فكما كانت الفتوة سلاحا سريا لم يعلم به احد ولم يستطع احد الوقوف به، ايضا سيكون هناك سلاح للسياسيين وللاوضاع في العراق لا يمكن التخلص منها ، فاما مع الحق علانية واما مع الباطل علانية، وبعدها (ولات حين مندم)، حيث ان الاحداث سوف تجري اسرع من البرق الخاطف، ولا يثبت على الحق الا من اتخذ الله درعا له وواقيا. وفيها رسالة للشعب ايضا، والى اربعة اقسام من الشعب: الاول: والذي هو من المتظاهرين الذين لديهم مطالبات مشروعة وواقعية والتي بعضها نادت بها المرجعية ايضا، كالقضاء الفاسد وغيره، وجهة لهم الكلام بان الحرب على الفساد لابد ان لا تهدأ بعد الان، وان هدأت سينتهي كل شيء وبعدها (ولات حين مندم). الثاني: المتظاهرون الذين ينادون بالمدنية او المطالب التي تضرب الدين والعلماء، كاصحاب والعلمانية، او الذي لديهم مطالب غير واقعية وغير مدروسة ولا واقعية، وتهدف لاخلال الوضع العام الذي لا فائدة منه وغيرهم، فهذه رسالة لهم، بان الامر اعظم واخطر من ذلك كله، فان لم توضحوا وتصححوا مساركم فسوف ياتي شيء يشمل الجميع وبعدها (ولات حين مندم). الثالث: المتظاهرون الذين يحاولون العبث في مشروعية المظاهرات وهم الذين يتبعون الاحزاب، فهذه رسالة لهم، بان هذه الافعال سوف تفتضح وعلى رؤوس الاشهاد، وعندما يحين الامر (ولات حين مندم). الرابع: بقيت الشعب الذي يجلس ولا يحرك ساكنا في بيته او في دكانه ، والذي يعتمد على الغير في هذه الامور، هذه رسالة له، من ان الامر قد يكون اخطر مما يتصوره، وان المشاركة وعدم المشاركة محاسب عليها امام الله تعالى، فجلوسك ماذا يعني ن وخروجك ماذا يعني ؟، وهنا يحتم عليهم ان يبحثوا ويدققوا ويسألوا، عن الواجب الذي ينتظرهم والتكليف الذي عليهم، فان البقاء هكذا امر خطير وحين يحين الامر (ولات حين مندم). (ولات حين مندم)، هي الكلمة الاخطر بعد كلمة الجهاد على داعش منذ صدور الفتوة من المرجع الاعلى، لذى فليكن الجميع على أهبة الاستعداد لكل شيء طارئ، وغير متوقع، لان الحرب ما زالت مستمرة..