- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الله يطول عمرك (جوليان أسانغ) !!
حجم النص
بقلم:فالح حسون الدراجي بعد ان كشف موقع (ويكليكس) الغطاء عن أكثر من ستمائة ألف وثيقة مهمة وخطيرة، بعضها يخص أشخاصاً في العراق، وبعضها الآخر يخص حكومات، ومؤسسات، واحزاباً وكيانات، وأشخاصاً نافذين في مختلف دول العالم، بات الأمر محرجاً جداً لأولئك المسؤولين، والسياسيين العراقيين، الذين كانوا يتشدقون بالوطنية والقومية، او يتبرقعون ببرقع التدين والإيمان والنزاهة والخوف من الله، فما كشفه هذا الموقع الجريء سيجعلنا امام صورة كارثية خطيرة يجب الإعتراف بها، رغم انها تثبت، وتؤكد يقيننا بان هؤلاء السياسيين (عملاء) بإمتياز، وصغار بإمتياز، ولا يستحقون الجلوس على كراسي المسؤولية، وقيادة شعب عظيم (يسوه روسهم)!! وحتى لا يأتينا واحد من هؤلاء المشمولين بعار (ويكليكس)، ويظهر بوجهه الكالح القبيح على شاشة البغدادية، او الشرقية، أو التغيير، او أية قناة من هذه القنوات الوطنية جداً، ويبدأ بتفنيد، وتكذيب هذه الوثائق متهماً الإستعمار، والصهيونية بالتآمر على (تاريخه النضالي الكبير) نعرض على القراء الكرام بعضاً من سيرة موقع ويكليكس، وكيفية التأكد من الوثائق قبل نشرها، حتى لا يجرؤ أحدهم على طعن هذه الوثائق وتكذيبها، خاصة وأن لدى (الجماعة) القدرة والإستعداد على إنكار كل شيء، وتكذيب أي شيء.. فهذا الموقع - وكما يقول القائمون عليه- هو موقع للخدمة العامة، مخصص لكشف الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات والحكومات الفاسدة، كما يكشف الإنتهاكات التي تمس حقوق الإنسان أينما، وكيفما كانت.. أما إسم الموقع فقد جاء من دمج كلمة (ويكي) التي تعني الباص المتنقل مثل المكوك من وإلى مكان معين وكلمة (ليكس) ومعناها بالإنكليزية (التسريبات) وهذا يعني ان إسم الموقع باص التسريبات المتنقل. (تأسس الموقع في تموز 2007، وبدأ منذ ذلك الحين بالعمل على نشر المعلومات، وخوض الصراعات والمعارك القضائية والسياسية من أجل حماية المبادئ التي قام عليها، وأولها "صدقية وشفافية المعلومات والوثائق التاريخية وحق الناس في خلق تاريخ جديد". وانطلق الموقع بداية من خلال حوار بين مجموعة من الناشطين على الإنترنت من أنحاء متفرقة من العالم مدفوعين بحرصهم على احترام وحماية حقوق الإنسان ومعاناته، بدءا من قلة توفر الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والقضايا الأساسية الأخرى. ومن هذا المنطلق، رأى القائمون على الموقع أن أفضل طريقة لوقف هذه الانتهاكات هو كشفها وتسليط الضوء عليها. أما أهمية الموقع، فهي (كشف الأسرار بالعديد من القضايا ذات البعد الإنساني، منها على سبيل المثال -كما تقول الصفحة الرئيسية للموقع- أن الأعداد الحقيقية للمصابين بمرض الملاريا الذي يقتل في أفريقيا على سبيل المثال مائة شخص كل ساعة، إذ يؤكد القائمون على الموقع إن ما يسربونه من معلومات تفيد في كشف سوء الإدارة، والفساد في الدول التي تعاني من هذه الأزمات كالملاريا مثلاً، لأن الدواء متوفر لمعالجة هذا المرض، فلماذا لا يعالج هذا المرض الخطير؟ والجواب: الفساد طبعاً!! لذلك يتوجب فضح الفساد، وكشف أوراق الفاسدين، وهذا ما يعمل عليه الموقع.. في مختلف دول العالم، وبمختلف الأزمات، وما مرض الملاريا إلا مثال واحد من ألف مثال!!. ويعتمد الموقع في أغلبية مصادره – حسب بيانات القائمين عليه - على أشخاص يوفرون له المعلومات اللازمة من خلال الوثائق التي يكشفونها، ومن أجل حماية مصادر المعلومات يتبع موقع ويكيليكس إجراءات معينة، منها وسائل متطورة في التشفير تمنع أي طرف من الحصول على معلومات تكشف المصدر الذي وفر تلك التسريبات. ويتم تلقي المعلومات إما شخصيا أو عبر البريد. وسبق لويكيليكس أن حصل على حكم قضائي من المحكمة العليا بالولايات المتحدة التي برأته من أية مخالفة، عندما نشر ما بات يعرف باسم أوراق البنتاغون التي كشفت العديد من الأسرار حول حرب فيتنام.. أما صحة الوثائق في ويكليكس - وهنا أرجو التأكيد على هذه النقطة – فيتم التدقيق في جميع الوثائق والمستندات باستخدام طرق علمية متطورة للتأكد من صحتها وعدم تزويرها، ويرى أصحاب ويكيليكس أن أفضل طريقة للتمييز بين المزور والحقيقي، لا يتمثل بالخبراء فقط، بل يتم أيضاً بعرض المعلومات على الناس، وتحديدا المعنيون مباشرة بالأمر. وتتم عملية النشر بطريقة بسيطة حيث لا يحتاج الشخص سوى تحميل الوثيقة التي يريد عرضها وتحديد اللغة والبلد ومنشأ الوثيقة قبل أن تذهب هذه المعلومات للتقويم من قبل خبراء متخصصين، وتتوفر فيها شروط النشر المطلوبة. وعند حصولها على الضوء الأخضر، يتم توزيع الوثيقة على مزودات خدمة احتياطية داعمة.. يعني ما بيها مجال للشك (والتفنيد)!!. وعليه فإن الوثائق التي نشرها موقع ويكليكس مؤخراً ستطيح بأسماء مهمة وخطيرة في البنية السياسية العراقية، إذا ما تم التعامل معها بروح وطنية ديمقراطية مسؤولة، أي مثلما حصل ويحصل مع المشمولين بها في (كل دول الله) المتقدمة، ولعل قائمة كبيرة من قادة (النضال) الوطني العراقي ستسقط تحت أحذية المقاتلين البواسل في الحشد الشعبي المقدس.. لذلك ستقوم (الحقيقة) بنشر وثائق خطيرة تفضح (جرائم) ارتكبها زعماء عراقيون مثل إياد علاوي وطارق الهاشمي وأسامة النجيفي ومسعود بارزاني وصالح المطلك، واحمد العلواني، وإياد السامرائي، وغيرهم من الذين ارتضوا بالعمل في خانة العمالة للسعودية. وهناك كتل نيابية عراقية سقطت بالكامل في وحل العمالة للأجنبي، مثل كتلة (متحدون)، والعراقية، وغيرهما.. ختاماً أرفع يدي الى الله في شهر الفضيلة، وأنا أقول: اللهم طول عمر (جوليان أسانغ) مؤسس موقع ويكيليكس، وطيح حظ العملا