- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الامام علي عليه السلام تلميذ السماء
حجم النص
صادق غانم الاسدي لم نسمع أونقراء في سفرالتاريخ الخالد عن رجل تعرض الى التشويه والظلم ونكران الفضائل ولم ينجى حتى محبيه وانصاره من قطع الرؤوس وتمزيق الاجساد والتنكيل بهم مثلما سمعنا وتطلعنا عن مظلومية علي واهل بيته عليهم السلام وبقدر ما تعرض اليه من تشويه وقسوة لازالة اثاره من كتب التاريخ الا انهم فشلو في رفع اسمه من ثنايا قلوب شعيته , ان تاريخ محمد صل الله عليه واله يقترن بتاريخ علي وجهاده وحينما نزلت الرسالة من السماء تلقها علي عليه السلام بصدر رحب وبكل اخلاص, وماشهده مؤتمر الدار واندفاع علي عليه السلام بقوة ليكون الاخ والوصي والوزير الاول بعد رسول الله اثبت للوجود الانساني بان عمق الرسالة ستنطلق بأمانة ومسؤولية من داخل بيت النبوة ولم تخرج الى غيرهم , فقد تعلق ربيب رسول الله منذ نعومة اظافره بحب الاسلام وتفانى لذلك حتى شهد معه كل الاحداث لسبب ان ولادة علي كانت في اطهر بقع من الارض وهو بيت الله الحرام الذي تشبعت روحه وفكره بالوحدانية والايمان المطلق لحركة الرسالة المحمدية , حينما جاءت فاطمة بنت اسد وهي تحمل تلميذ السماء وقفت امام الكعبة وقالت مناجية رب العزة وابواب الكعبة مؤصدة اللهم اني مؤمنه بك ومصدقة بنبيك ابراهيم علي السلام الذي بنى بيتك العتيق اللهم فبحق هذا البيت ومن بناه الا مايسرت عليٌ ولادتي , فانشقت الكعبة لتدخل وتلد الانسانية والايمان والشجاعة والعلم ,وكان ظهيرا ونفسا للرسول , فنحن نؤمن بان الرسول الكريم صل الله عليه واله اخرج الناس من الظلمات الى النور ومن الشرك الى الوحدانية والايمان , فكل ما يصدر عن الرسول فهو الحق وما قال عن علي عليه السلام تمسكنا به ولاتزغ قلوبنا لحظة واحدة , قال الرسول:(علي نفسي واخي ووزيري وخليفتي , ووارث علمي , طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي , ومن احبه فقد احبني)ثم قال (اول من يصافحني يوم القيامة علي) , جاء في الدر المنثور للسيوطي قائلا: حين نزلت هذه الاية (انت منذر ولكل قوم هاد) وضع يده على صدر علي وقال انا المنذر وانت الهادي ياعلي بك يهتدي المهتدون من بعدي , منذ بداية الدعوة الاول فقد كان علي عليه السلام الدعامة الاولى لرسول الله في حروبه ضد المشركين فلم يدخل معركة الا وقتل اضعاف مايقتله المسلمين من صناديد وعتاة قريش , لم يتخلف في اي معركة سوى ما ارده الرسول ليكون حارسا امينا ومايتطلبه وضع المسلمين , وفي معركة احد وما جرى من تداعيات ادت الى خسارة المسلمين في المعركة وتركوا رسول الله محمد صل الله عليه واله وحينما سأل الرسول علي عليه السلام ماذا جرى للمسلمين قال لقد نكثوا العهد وولوا مدبرين وبضمنهم اصحاب رسول الله وهم يسعون من اعالي الجبل ان ياخذ لهم الامان من ابي سفيان , فلم يبقى في ارض المعركة الا علي ومجموعة من اشياعه وقد ضرب رسول الله في رباعيته واستطاع علي عليه السلام ان يكون كاشف الكربات عن الرسول وان يدرك الخطر ويزيله عن حياض رسول الله وان ينقض على المشركين في تلك الواقعة والاحداث كثيرة لامجال لذكرها هنا , وبعد ان انتهت المعركة قد رأى جبرائيل تلك المواساة والاخوة بين علي والرسول وسمعوا صوتا يقول لاسيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي , ولولا علي ما انتصر المسلمون في معركة الخندق بعد ان جبنوا واصابهم الرعب بما فيه كبار الصحابة من عمر بن ود العامري وفي حينها قال الرسول صل الله عليه واله ضربت علي الى عمر بن ود العامري تعادل عبادة الثقلين , وكان علي عليه السلام شجاع لايهاب الموت وقد وصف ذلك بقوله (لو تظاهرت العرب على قتالي ما وليت مدبرا) ومع ما يحمله من شجاعة فقد تمثلت روح الانسانية والبساطة الشديدة في نفس ومعيشة ذلك الرجل الذي حير عقول الاعداء وابهر عقول الاصدقاء , اعدائه فتشوا عليه بمكبرات العين ليجدو زلة يضعونها في كتب التاريخ لينالوا من تلك الشخصية , اكثر من ثمانين عاما خصصوا بنو امية منابر السب والشتم والتزويرفي كل بقعة كانوا يسيطرون عليها من اجل اخفاء ومسح اسم علي والقضاء على كل اثاره ولكن سرعان ما امتلئت وتكاثرت فضائله وبما يملىء الخافقين , فهو الذي كان يملك بيت المال وما تذر الامصار عليه من اموال وجبايات ولكننا نجد ان مدرعته مرقعة حتى قال عنها لقد رقعت مدرعتي حتى استحيت من راقعها , لايحب الظلم والاستعباد ولايداهن في الدين قال (لاتكن عبدا لغيرك وقد خلقك الله حرا) ,اما من ناحية القضاء فيقول الامام عليه عليه السلام الى الرسول صل الله عليه واله حينما بعثه سفيرا وقاضيا الى اهل اليمن:(انك بعثتني وانا شاب الى قوم هم آسن مني فكيف أقضي بينهم؟ فقال الرسول أن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك على الحق وفي حينها لم اشكك بقضاء اثنين قط . روي ابو سعيد في شرف النبوة ان رسول الله صل الله عليه واله قال لعلي أو تيت ثلاثا لم يؤتهن احد ولا انا , أوتيت صهراً مثلي ولم أوت انا مثلي , وأتيت زوجة صديقه مثل ابنتي ولم أوت مثلها زوجة , وأوتيت الحسن والحسين من صلبك , ولم اوت من صلبي مثلهما. فقد فضله الرسول على جميع الصحابه وقال بحقه كفي وكف علي بالحق سواء , وقال علي نفسي , وقال هذا خليفتي من بعدي فاسمعو له, حينما نزلت ايات من سورة براءة على النبي وفيها ذم المشركين والبراءة منهم وإعلان الحرب عليهم بعث الرسول بتلك الايات ليبلغ المشركين في موسم الحج وكانت سنة تسع هجرية, ولكن سرعان ما دفع النبي علي ليبلغ تلك الآيات ويذهب الى ابو بكر ليبلغ هو عن ذلك وحينما رجع ابو بكر الى المدينة قال (باابي انت وامي يارسول الله هل نزل في قرأن: قال صل الله عليه واله لا ولكن لايبلغ عني الا انا او رجل مني
أقرأ ايضاً
- التسرب من التعليم
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2