حجم النص
بقلم:الدكتور يوسف السعيدي قالها احدهم حتي في زمن الحرب٬ زمن التقهقهر والضعف وزمن اللااخطاء... قال ان من حقه ان يفعل ما يشاء. بصفته الرﺋيس..... الرﺋيس او الحاكم في الوطن العربي له الحق المطلق في فعل ما يريد٬ ان يريح البرلمانيين من الاتعاب....ويحل البرلمان بالكامل دون مبرر٬ولو بالقوه.... ان يسترد حقاﺋب الوزارات من وزراﺋه ويمنحهم عطلة....٬ ان يذهب بالشعب كاملا حتي الى الجحيم....فهذا ايضا من اختصاصه...الحاكم اصبح من المقدسات في مفهوم السلطة العربية....٬ والمدنس ان تقول او تنتقد الحاكم... فانت اذن متهم بتدنيس سلطته والمتهم٬ في هذه الحال يبقى متهما حتى ولو ثبتت براءته.... من المفارقات في الانظمة العربية ان الحاكم يخلد في السلطة ما دام حيا٬..... ويهتف له بالتخليد ميتا٬....فالحاكم العربي لا يموت ابدا.....انهم اكثر الناس وفاءا للسلطة....٬ احبوها حتي العظم ولن يتركوها حتي اخر الانفاس كما قال احدهم....... لا يريدون ان يتركوها لاؤلاﺋك الذين يريدون التغيير٬ لانهم – اي حاملوا فكر التغيير- في نظر النخبة الحاكمة.... غير مؤهلين لهذا الاستحقاق وغير جديرين لهذه المهمة.......وهذه نقطة مشتركة بين النخبة الحاكمة والمجنون......تتغير الدساتير لتتماشى مع حاجيات الحاكم.....٬ ولا تتغير السلطه لتتماشي مع الدساتير او مع رغبة العامة من الشعب....... الانسان العربي تآلف مع الوضع..... ولم يعد هو ايضا يريد التغيير..... الخوف من التغيير اجهض حلم المستقبل٬..... اغتال قكرة البناء المشترك لكل المكونات بمختلف اطيافها وانتماءاتها..... والعمل السياسي اجمالا لا ينضج بدون نقد وفكر اخر يحمل البديل...... ان مفهوم السلطة الابدية في منظومة الحكم العربي لها جذورها في التاريخ.....٬ هذا المفهوم افقدها مصداقيتها.. انتخاب الحكام العرب بالطريقة الحالية يغتال اي محاولة للخروج من المازق......فغياب فكر معارض ونقد بناء يطيل عمر هكذا سلطات....ولو علي حساب شعوب قتلتها الوعود وطول الانتظار.....
أقرأ ايضاً
- السلطه التقديريه فى مرحلتى الاستدلال والتحقيق الابتدائي
- سياسة التسول والاستجداء الديبلوماسيه اليعربيه
- زعماء يعرب...والذكاء اليعربي