عبدالزهرة الطالقاني في الثلث الأول من تشرين اول عام 2013 أقامت دائرة العلاقات الثقافية ملتقى المنظمات الثقافية الدولي الثاني , وقد شاركت في المؤتمر انذاك منظمات مجتمع مدني في عدد من الدول العربية والاجنبية.. كانت الغاية من الملتقى الإطلاع على كيفية عمل منظمات المجتمع المدني التي شكلها عراقيو الخارج، والمهام التي تقوم بها.. ودعم الدول التي تعمل فيها لها. إضافة الى اللقاء بمنظمات المجتمع المدني في الداخل.. المنظمات التي حضرت إلى العراق لم تكن منظمات ذات أهداف واختصاصات مختلفة، بل هي منظمات ثقافية حصراً , وهنا كان الطابع العام لهذا الجهد ثقافيا.. وقد حرصت دائرة العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة يومها على اقامته في بغداد وضمن فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية. تخلل البرنامج الذي أعد للاحتفاء بالمنظمات القادمة من الخارج معرض للفن التشكيلي , وآُخر للخط العربي والزخرفة، وثالث للكتاب.. وهذه المعارض اقامتها منظمات مجتمع مدني عراقية.. كما تخللت البرنامج جلسات حوارية تفاعلية حول دور المنظمات غير الحكومية في تفعيل الحراك الاجتماعي، شارك فيها عدد من كبار المثقفين العراقيين مثل: الدكتور حيدر سعيد مستشار المركز العراقي للدراسات , والشيخ غيث التميمي رئيس مركز التقريب الديني , وعلي الشلاه رئيس لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب، وا مفيد الجزائري رئيس الجمعية العراقية لدعم الثقافة الوزير والنائب السابق , ومظفر الربيعي معاون مدير عام دائرة العلاقات الثقافية , والدكتور علي مكي مدير عام دائرة المنظمات غير الحكومية في الامانة العامة لمجلس الوزراء , وآلا طالباني عضو مجلس النواب رئيس لجنة منظمات المجتمع المدني.. ولعل الجلسة الثقافية البحثية التي عقدت تحت عنوان (ثقافة الحوار والتنوع) اثارت كثيرا من التسؤلات حول اهمية المؤتمر , وانعقاده في بغداد، وقد اشترك فيها الدكتور عمار الحرداوي رئيس جمعية "سينمائيون بلا حدود" , والدكتور عبد جاسم الساعدي رئيس جمعية الثقافة للجميع , والدكتورة ازهار الغرباوي ممثل مركز الدراسات السياسية في جامعة بغداد , وحازم حمود عبد الرضا رئيس منظمة عطاء للدعم الانساني في الناصرية , و قدمت مجموعة بحوث حول التنوع الثقافي ودوره في بناء السلم الاجتماعي). و (دور منظمات المجتمع المدني في إشاعة ثقافة التنوع في العراق) و (دور الحوار الثقافي في بناء الحضارة الانسانية) , ليس هذا فحسب , بل اقيمت فعاليات أخرى تضمنها برنامج الملتقى , لعل منها الجلسة الثقافية البحثية التي تناولت دور المنظمات في تفعيل النشاط الثقافي لدى أبناء الجالية العراقية في المهجر , وجلسة ثقافية أخرى حول اقامة التبادل الثقافي والاعلامي بين منظمات المجتمع المدني , وثالثة حول منظمات المجتمع المدني الواقع والطموح.. إن الجهود المشهودة التي تقوم بها دائرة العلاقات الثقافية بإقامة الفعاليات المختلفة , جعل منها محوراً مهماً لتنفيذ برامج مهرجان بغداد لمسرح الشباب العربي ومؤتمر بغداد الدولي الثاني للترجمة والمهرجان الدولي الخامس للأفلام السينمائية ومهرجان بغداد الشعري.. وإذا علمنا أن من أهم مهام دائرة العلاقات الثقافية هي تطوير اسس الاتفاقيات الثقافية وتعزيزها بين جمهورية العراق ودول العالم والمنظمات الاقليمية بما يسهم في ارساء قواعد التعاون الثقافي المشترك فان ذلك تجسد من خلال الفعاليات التي اتينا على ذكرها.. وهذا عادة يتحول إلى برامج وندوات ومهرجانات ومؤتمرات تُعنى بالثقافة.. إضافة إلى ذلك فأن واحدة من أهم مهمات هذه الدار , رعاية قطاع المنظمات الثقافية والفنية، ومنظمات المجتمع المدني وتقديم الدعم المعنوي والمادي لخططها وابداعاتها.. لذلك فأن إقامة الملتقى السنوي لهذه المنظمات جاء منسجماً مع أهداف ومهام الدائرة، اضافة إلى كونه واحداً من فعاليات الاحتفاء ببغداد عاصمة للثقافة العربية. وكنا نأمل ان يكون ذلك المهرجان سنويا، وان تقوم الدائرة بتنظيمه كل عام.. الا ان عام 2014 مر دون اقامة المهرجان، ولا نتوقع اقامته هذا العام نظرا للظروف المحيطة، واجراءات ضغط الانفاق.. لكن املنا لم ينقطع بان تهتم كل من الوزارة والدائرة بهذا الموضوع.. وقديما قيل تفاءلوا بالخير تجدوه.