- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل ستصل الفوضى الخلاقة الى الأكراد..ومتى سيتقاتلون؟!
حجم النص
بقلم:علاء الرضائي معركة عين العرب السورية (كوباني) وان كانت تدور على بقعة صغيرة من جغرافيا المنطقة، الّا انها كبيرة في دلالاتها وأجنداتها وحجم الدعم والاسناد المقدم للقوى المقاتلة فيها... ومع ان طرف المعركة واضح وهو"داعش" المساند بشكل مباشر وغير مباشر من تركيا وبشكل غير مباشر من حلفاء الولايات المتحدة الآخرين... الّا ان المشكلة في الطرف المقابل وهم الأكراد، الذين يشكلون ثلاثة كيانات متداخلة في تلك المنطقة. وهذا التنوع في المشهد الكردي، هو الذي اطال أمد المعركة في عين العرب (كوباني) لأن بعض القوى الاقليمية وبالتحديد تركيا، تريد ضرب الأكراد ببعضهم ومن خلال "داعش" لفرض صيغة مستقبلية للوضع الكردي، تكون هي الرابحة فيه، وبالطبع هناك من يماليها موقفها من الأكراد! فهل سنشهد اقتتالاً كردياً في المرحلة القادمة من الفوضى الخلاقة؟! للإجابة، لابد من بيان الوضع الكردي، في كل من العراق وسوريا وتركيا ونوع العلاقة بين القوى الكردية الرئيسية في المنطقة وعلاقة هؤلاء بالقوى الاقليمية والدولية... لكن بشكل عام وحسب تصوري فأن ورقة الاقتتال الكردي ـ الكردي جاهزة بيد اردوغان والولايات المتحدة ويمكن ان تتفجر في اي لحظة في عين العرب (كوباني) او غيرها! الأكراد العراقيون، منقسمون بشكل رئيسي بين ثلاثة تيارات، هي: الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني (ومنه جماعة نوشيروان مصطفى التي تطلق على نفسها "گوران" اي التغيير) والتيار الثالث هم الاسلاميون على اختلاف توجهاتهم الراديكالية والمعتدلة... هذه التيارات منقسمة من حيث الانتماء الاقليمي بين ايران وتركيا والسعودية. فبينما الاتحاد الوطني ـ مثلاً ـ قريب من ايران ومعه بعض القوى الاسلامية المعتدلة، فأن الديمقراطي (جماعة بارزاني) واغلب الاسلاميون هواهم تركي اردوغاني، والسلفيون الاسلاميون يُدعمون من السعودية... بالطبع السيد مسعود له علاقات جيدة للغاية مع قوى في المنطقة مدعومة سعودياً وخاصة جماعة الحريري وجعجع وجنبلاط في لبنان، وايضا من خلال علاقاته مع الاردن والامارات، ويحتفظ بعلاقات مع ايران. لكن علاقات مسعود الواسعة والاستراتيجية مع تركيا الاردوغان، جعلته في خلاف (قد يصل الى صدام) مع اكراد تركيا وسوريا احياناً رغم دخوله على خط المصالحة بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني (بي كه كه)، لكن حاجة الأكراد في المنطقتين الأخيرتين جعلتهما يؤجلان مسألة الصدام مع توجهات مسعود المريبة لدى بعض الأكراد والتي تحاول استغلال الأوضاع لمصالح شخصية وأسرية وحزبية لحدّ ما.... فمسعود ولنقلها بصراحة لايؤمن بالوطن القومي الكردي ولن يسعى له.. لماذا؟ لانه بأختصار سيفقد الزعامة الكردية في مثل هذه الحالة... فتعداد الأكراد في تركيا ومعهم أكراد سوريا يفوق بأضعاف مضاعفة حجم القاعدة التي يمتلكها السيد مسعود ومناطق انتشاره، بل ان الزعامة في أية دولة كردية قادمة ستكون لأكراد تركيا (اذا ما كانت هناك انتخابات وعملية ديمقراطية) وهو ما ترفضه الزعامات الكردية الاخرى وخاصة العراقية التي ترى لنفسها السبق في تجربة الحكم والدولة... أما أكراد تركيا الذين يحاول مسعود بارزاني البحث عن قاعدة بينهم من خلال استقدام بعض الشبان وتوظيفهم في اجهزة الدولة العراقية وخاصة القوات المسلحة، على حساب أكبر تنظيم في تلك البلاد وهوحزب العمال الكردستاني (جماعة اوجلان) فأنهم مختلفون مع أكراد العراق وأقرب الى أكراد سوريا المنقسمون بين معارض لحكم الرئيس الأسد ومحايد تجاهه والمحايدون هم الاغلبية بالطبع، وبالتالي تجد أكراد تركيا وسوريا في كفة وبارزاني وبعض القوى الاسلامية الكردية في كفة اخرى، بل ذهب بعض الأكراد في تركيا وسوريا الى اتهام بارزاني بالتواطئ مع تركيا من أجل مصالح مادية ضدهم، كما يتهم الأكراد من جماعة البارزاني بالمقابل أكراد سوريا (حزب جماعة صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي) وتركيا بالعمل لصالح حكومة الرئيس الأسد في سوريا... وقد يكون قبول تركيا بدخول قوات كردية عراقية (بيشمرگة) ورفضها دخول مقاتلين من اكراد تركيا يبين هذه الحقيقة المعقدة والاجندات المتداخلة في المنطقة... ولربما تكون الاجابة على هذا السؤال، وهو: "مع من يقف اكراد العراق (قيادة الاقليم) مع الأكراد في تركيا وهدفهم النهائي الانفصال ام مع الحكومة التركية... وهل سيضحون بعلاقاتهم الاقتصادية الاستراتيجية والحيوية مع تركيا لصالح اجندات حزب العمال الكردستاني (بي كه كه)؟" بأمكانها ان توضح بعض تعقيدات المشهد الكردي. وربما يكون الاقتتال الكردي هدف تسعى له اكثر من دولة في المنطقة، لكنه بالمنظار البعيد والاستراتيجي لن يكون في صالح المنطقة وانظمتها وقواها الوطنية والتحريرية... لكن ـ وللأسف الشديد ـ فأن اندفاع بعض القوى الكردية مع الأجندات الغربية والتركية التي تستشعر خطراً كبيراً يهددها منهم سينتهي بالوضع الكردي الى الاقتتال عاجلاً أم آجلاً.. وهو بالتالي جزء من مشروع الفوضى الخلاقة الذي بشرت به كونداليزا رايس، أما عوامله وأسبابه، فمنها: 1- الأجندات التركية. 2- الزعامة على الأكراد والخلافات القبلية والأسرية والمناطقية. 3- التحالفات الاقليمية والدولية. 4- الموارد المالية والمساعدات الاجنبية. 5- الانتماءات الفكرية، وخطر السلفيين الأكراد. وفي هذه النقطة الاخيرة سيواجه العلمانيون الأكراد وهم الأغلبية خطر السلفيين العائدين من سوريا والموصل وامتداداتهم في التنظيمات الكردية الاسلامية.. وهم ايضاً مشروع للأقتتال والتناحر ولو بشكل اقل تأثيراً من حيث التشظي المجتمعي مقارنة بالحالات الأولى التي اشرنا اليها.. وبالتالي وعودة على السؤال الرئيس، سيكون الأقتتال الداخلي الكردي والذي سبق أن جربوه الأكراد العراقيين من قبل ومارسته بعض الزعامات الكردية العراقية مع أكراد تركيا.. سيكون هذا الاقتتال: مع اي انتصار قومي يسجل لهم سواء كان في عين العرب (كوباني) او ما بعدها.. حمى الله الانسانية من الفوضى الاميركية الخلاقة وغير الخلاقة! *
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟
- هل سيكون الردّ إيرانيّاً فقط ؟