حجم النص
صدرت قبل اسابيع في بغداد الطبعة الاولى من كتاب (الاخرون اولا: قطوف من كتابات ساندة) وهذا هو الجزء الثاني من الكتاب الذي صدر بطبعتين منذ سنوات: الطبعة الاولى صدرت في مدينة كربلاء عام 2010 والثانية في مدينة الحلة عام 2011، الجزء الجديد هو من نشر وتوزيع " دار الفراهيدي للنشر والتوزيع " وهو يقع في 210 صفحة من القطع المتوسط وقد كتب مقدمته الشاعر والباحث العراقي الدكتور خزعل الماجدي تحت عنوان (ناظم السعود: سادن الثقافة العراقية المعاصرة) جاء فيها: كم من المبدعين مثل ناظم السعود؟ كم من الناذرين أنفسهم لمتابعة معناة المثقفين وشؤونهم بلا تعب أو كلل؟ كم من الباذلين أعمارهم لغيرهم ؟ وقف ناظم السعود، مبكراً، أمام الثقافة العراقية المعاصرة فوجدها بحراً متلاطماً يفيض بالإبداعات والمبدعين ورأى لو أنه أصبح (ناقداً) فلن يقدم لها أكثر مما قدمه لها أكبر نقادها المتهمين بالتقصير والعجز، ولو أنه أصبح (باحثاً) فإن مناهج البحث والأروقة الأكاديمية ستضعه في التيه ولن يستطيع ملامسة جراحها الحقيقية، ولذلك قرر أن يكون الحارس الأمين على وجعها وأنينها وجمالها وخوفها وتعبها، قرر أن يشحذ قلمه للدفاع عن ماتتعرض له من موت وخراب وتشويه وقسرٍ. والذي يعرف ناظم السعود عن كثب يدرك تماماً أن هذه المهمة التي تصدى لها تتطابق مع شخصيته في الحياة، فهو الباذل المضحي الذي يقف في آخر الصف لينعم بفرح وراحة الذين يتقدومونه. الذي يعرف ناظم السعود شخصياً يدرك أنه أمام شخص يقدّس التضحية من أجل الآخرين ويراها منهاج عمل ينبع الي نهاية الحياة ولا ينضب. والحقيقة يجب أن تقال هنا أيضاً حول مفارقة ظهور باذلةٍ بهذا الشكل وسط طوفان من الذوات المنغلقة على نفسها وتأبى حتى التوافق مع محيطها المجتمعيّ؟ إذ كيف يظهر شخص بهذه الروحية المضحية في أفق عراقيّ تتجاذبه شهوات الأنانية والنرجسية والتملك والمركزية ؟، فكل عراقيٍّ، في هذا الزمان، يشعر أنه كوكبً يسبح الآخرون في مداره، ولذلك أتساءل باستغراب ..كيف يظهر في مناخ كهذا رجل مثل ناظم السعود ؟ وأين ؟ في معقل النرجسية العراقية الذي اسمه الثقافة والإبداع!. أعود فأقول أن ناظماً قد حزم أمره مبكراً لكي يصبح جندياً مضحياً في وطن الثقافة العراقية..يحرسها ويرعاها ويضئ أغوارها وينقذ منسييها، قررأن ينسى نفسه ويدخل في أمواجها، سباحةً، فيكفن موتاها ويرفع من كاد يغرق ويدثّر من كاد يتوارى ويذهب هنا وهناك ليكون المطبب والمؤاسي لجراحها.وهكذا ترك ناظم طموحة الشخصي في أن يكون دارساً للفلسفة الوضعية في ألمانيا بداية ثمانينات القرن الماضي وأن ينصرف لشأن أكثر واقعية، من وجهة نظره، اسمه خدمة الثقافة العراقية. بفطنته وذكائه عارض ناظم السعود الجملة الوجودية الشهيرة لسارتر (الآخرون هم الجحيم) وقدّم بديلاً إنسانياً عنها يخلو من الأنانية ويؤكد على التضحية فقال (الآخرون أولاً) وكان أن أصبحت جملته هذه عنوان كتابه الذي هو ثمرة تلك العناية والمراقبة الحنون لثقافة تكاد تحتضر. في الجرء الأول من كتابه أضاء ب (139) مقالةً جوانب كثير من الثقافة العراقية وسلّط الضوء على الجانب الذي أصابه الحيف والأذى وانتصر لكثير من الأدباء الذين عانوا من التهميش والنسيان والإهمال والقهر المباشر وغير المباشر. عندما تصفّحت عناوينه شعرت بالفخر، أولاً، أن في ثقافتنا كل هذه الأسماء المضيئة بإنجازاتها والتي يحق لنا الإنتصار لهم وهم يتوارون في أمواج التهميش والعزل والنسيان، وشعرت، ثانياً، بالجهد العظيم الذي بذله ناظم السعود وهو يكتب،دون تعب أو مللٍ، عن منجزاتهم ويضعها على مائدتنا.. شعرت كم أنه كان على حقٍّ في كل ماقاله. لقد قرر السعود أن يبدأ بنفسه هو أولاً في رفع الحيف عنهم ليحرك فينا رغبةً مشابهةً، ثم يكرر ذلك عشرات المرات لتتحرك أموج القدر الخفيّة التي سيكون بإمكانها وضع الأمور في نصابها، ليس في رفع الحيف الذي وقع، بل في تثبيت الجهد وتحويل الأسماء الصامتة المنسية إلى قناديل حيّة في حاضرنا ومستقبلنا. لقد فعلها ناظم السعود أفضل من جميع النقّاد والباحثين العراقيين وأشار بيديه لهذه الثروة العراقية الباهرة، وربما كان الوقت بأمس الحاجة لما فعله في زمن الموت والتغييب والخراب فكان عمله أشبه بصرخة كبرى بوجه كل من خرّب وأهمل ثقافتنا العراقية المعاصرة...). ويضم الجزء الثاني من الكتاب – اضافة للمقالات وللكتابات – مجموعة من الشهادات المنشورة عن سيرة الكاتب ودوره واثره وقد جاءت محتويات الكتاب غنية بالاسماء والتفاصيل مما يدل على ثراء عالم الكاتب وتوسع اهتمامه: ا – المقدمة بقلم خزعل الماجدي 2 – ارجوكم.. لا تهدموا بيت الجواهري 3 – علي جواد الطاهر.. سامحنا 4 – " عبدئيل " موفق محمد يسومنا بجمرات الشعر 5 – اشارات مشرقة بين طويريج ومونتريال 6- رسالة من مونتريال 7 – عيسى حسن الياسري بلا عيسى حسن الياسري 8 – اطلقوا سراح الياسري 9 – اربعة فتحوا عاصمة الثقافة 10 – كتاب مشبوه بأسم علي الوردي 11 – من يسعفني بخبر الشاعر المخضرم ؟ 12 – محّي الدين زنكنة انت ترحل.. وانا حزين واتذكر 13 – احتفاء خاص بعودة حسين سرمك حسن 14 - حسين سرمك شخصية 2012 الثقافية 15 – محمد علي الخفاجي يموت يا .. حكومة 16 – خزعل الماجدي شخصية 2010 الثقافية 17 – رؤية في ريادات الشاعر العراقي مشتاق عباس معن 18 – اديب عراقي يناشد ملك المغرب 19 – مصر لم تفرط به.. ولكننا فرطنا بهم 20 – علي مزاحم عباس.. انه لنبأ 21 – كاظم اسماعيل الكاطع: كيف ترحل ومعك كتابين لرئيس الوزراء؟ 22 – كاظم الحجاج: الكهرباء.. الاعتكاف.. ثم الرضوخ 23 – الناشط الثقافي محمد رشيد:مؤتمر القمة الثقافي مغامرة وجسارة 24 – لنتضامن مع د هاشم حسن 25 – لطفية الدليمي... جدلية المعاصرة وشبعاد 26 – تحية متأخرة للدكتور امجد حميد التميمي 27 – عباس اليوسفي.. قلبي المجلوط معك 28 – ذياب الشاهين يقبض على 150 بحرا شعريا 29 – رشا فاضل ترد على المجزرة 30 – السندباد الشعري وصل الاكوادور 31 – الاديب في محنته.. الى عصام القدسي 32 – يا فؤاد العبودي انتظر رياح التطهير والتغيير 33 – ثلاثية محمد درويش علي:من غيبوبة الكبد الى غراب مدينة الطب 34 – خالد عبد الرضا السعدي ذكرى اغتياله ورؤية في شعره 35 – حان زمن الشعراء لآصلاح الكهرباء 36 – دعوة مربدية ام مهازل ثقافية ؟ 37 – اعتذار للقاص نجم الاميري 38 – حسن الكاتب: عام على الوشم 39 – جرح ثقافي ينكؤه خبر بريدي 40 – سلمان داود محمد: قصيدتك اسقطت حسني مبارك 41 – من طرد العبقرية العراقية ؟ 42 – عالم لغوي في كلية الصيدلة 43 – القاص عادل الصفار: لماذا سحبت " رؤياك الحزينة "؟ 44 – فلتجب بغداد: هل مات فاضل الخياط ؟ 45 – محمد رشيد.. يناشد الله 46 - شهادات: زيد الحلي / د عبد الحميد الفرج / رباح آل جعفر / احمد الشيخ علي/ د مشتاق عباس معن / فؤاد العبودي / رضا المترفي / ابراهيم زيدان / عبد الحسين خلف الدعمي / باسم فرات / عبد الهادي البابي / علي رحماني / احمد الثائر / حسين محمد الفيحان / انتصار السراي / نبيل حسين زايد / وليد حسين.
أقرأ ايضاً
- الدنمارك والسويد تمنعان زواج أولاد الأعمام والأخوال
- زراعة كربلاء تواصل عمليات التحري عن سوسة النخيل الحمراء
- قريبا :كربلاء ستشهد افتتاح مركز يعنى بالتدريب والتأهيل المهني والعاطلين عن العمل