حجم النص
بقلم: محمد حسن الساعدي أمسى البغداديون يوم السبت الماضي على صوت انفجار 15 سيارة مفخخة وخلال توقيت ومني لم يتجاوز دقائق معدودة، إذ كانت الأعنف خلال هذه السنة . هذا الانهيار الأمني يضاف إلى سلسلة الانهيارات الأمنية التي ضربت بغداد، والتي تعكس الواقع الأمني الخطير، خصوصاً ونحن أجواء الحرب على القاعدة وحليفتها داعش في الانبار، ويعكس قدرة القاعدة على تخطي الحواجز والقوى الأمنية بصورة طبيعية ويعد مؤشر خطير في اختراق المؤسسة الأمنية من قبل قوى الظلام والإرهاب الأسود. ما ميز هذه الخروقات الأخيرة، أنها جاءت بالتزامن مع اقتحام سجن الأحداث في الطوبجي، والتي نفت فيه القوى الأمنية اقتحامه، والسيطرة على الموقف فيه، واقتحام المنصور مول من خلال عدد من الانتحاريين لمحاولة السيطرة على المول. (داعش) الذي يعود تشكيله وهو مختصر الدولة "الإسلامية في العراق والشام" إلى نيسان من عام 2013، حين أنشئت نتيجة اندماج بين تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، ذراع القاعدة الذي تشكّل في تشرين الأول 2006 والمجموعة الإسلامية في سوريا المعروفة بـ"جبهة النصرة"، إلا أن هذا الاندماج لم يلبث أن رفضته "النصرة"،لكن قائد التنظيم أبو بكر البغدادي مضى في المشروع ليكون أحد الفصائل المقاتلة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولتمتد ساحة عملياته الى العراق. قدرات هذا التنظيم في المناورة وخديعة الحرب كبيرة، وذلك لتخفيف الضغط على مقاتليه، من خلال استثمار بعض الحواضن الرخوة امنياً لتنفيذ عمليات إرهابية كما حدث في بغداد وأطرافها مؤخرا، بالتزامن مع المواجهات العنيفة في الانبار. أن غالبية مقاتلي "داعش" هم من العرب والوافدين، لكن من البديهي أنهم وجدوا سندا وحاضناً من مقاتلين وأتباع وخلايا نائمة داخل العراق، مهدت لهم السبيل، ورسخت تواجدهم في مناطق مختلفة وبالذات في صحراء الانبار، فانطلقوا منها لتنفيذ عمليات نوعية وكبيرة في بغداد... إن هذه التفجيرات تعني أن المستهدف الثاني بعد سوريا هو العراق.. وعلى العراقيين أن يفكروا منذ اللحظة كيف سيصدون هذا التآمر الخبيث على بلدهم وماذا سيعملون لمواجهة هذا الخطر، لان الوضع القائم يوحي بان الأرض غير ممسوكة من قبل القوات الأمنية،بل هي ملك للإرهاب يتصيد فيها وقت شاء ومتى ما شاء وأي مكان أراد ؟! كل هذه المؤشرات تجعلنا نعتقد أن المنطقة تمر بظروف حساسة وخطيرة جداً، هذا فضلا عن الاختراق الكبير للمؤسسات الأمنية من قبل البعثيين الصداميين والسيطرة على أماكن ومراكز حساسة في تلك المؤسسات، فضلاً عن الفساد الإداري والمالي المستشري في مؤسسات الدولة. في ظل هذا أصبح العراق بين المطرقة والسندان، وأصبح الشعب العراقي الطرف الضعيف في هذه المعادلة، وأصبح بين كفي الصراع بين القوى الإقليمية المتنازعة، فها ياترى سيكون له موقف من هذا الصراع للخروج من هذه الأزمة.
أقرأ ايضاً
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- من يُنعش بغداد ؟