حجم النص
بقلم شاكر فريد حسن
كثرت في مجتمعنا العربي خلال السنوات الاخيرة جرائم قتل النساء على خلفية الشرف ، وهذه الجرائم بلا شك مؤشر خطير على ما آلت اليه اوضاعنا الاجتماعية ، وتهدد تماسك المجتمع ونسيجه وتقف عائقاً في طريق تحرر وتقدم المرأة .
وفي الوقت الذي تلقى فيه ظاهرة قتل النساء حالة من اللامبالاة والصمت المجتمعي ، الا انها تلقى الرفض والتنديد والاستنكار الشديد من الاوساط والنخب المثقفة والقوى التحررية المتنورة ،ومن الجمعيات النسوية والمؤسسات المدنية والأهلية التي تعنى بقضايا وشؤون المراة ، وتدافع عن حقوقها وتطالب بمساواتها .
وقضية قتل النساء بدافع الشرف تطرح على الاجندات، وتثير الجدل والسجال العميقين، وتسلط عليها الأضواء من المثقفين والاكاديميين والناشطين السياسيين والناشطات النسوية بعد كل حادثة قتل في مجتمعنا .
والواقع ان هذه الظاهرة المتفاقمة هي أحد أشكال التمييز والاضطهاد وانتهاك حقوق الانسان ضد المراة بشكل عام ، وهي ظاهرة قديمة موجودة في العديد من المجتمعات ومنها مجتمعنا العربي الذكوري المحافظ . انها ردة فعل لعدة عوامل اجتماعية ونفسية وبيئية وتربوية واقتصادية . والدافع لهذه الجريمة ، التي يرتكبها عادة رجل بحق امرأة تربطه بها صلة قرابة بالدرجة الاولى ، كما هو متعارف عليه في المفاهيم والمعايير الاجتماعية المس بالشرف نتيجة علاقة غير شرعية مع رجل مما يجلب العار على العائلة فتقتل هذه المرأة من اجل غسيل هذا العار وفقاً للعادات والتقاليد .
وهذه الظاهرة البغيضة المقيتة المقلقة والمرفوضة هي نتاج موروث اجتماعي وأخلاقي ، ونابعة من السلطة الذكورية في المجتمع ، وتلعب العادات والتقاليد الموروثة دوراً أساسياً في تعزيزها وتكريسها.
لقد آن الأوان لوقف شلال الدم اليومي ، وضرورة التصدي لمسلسل قتل النساء على خلفية المس بـ"شرف العائلة"، وليرتفع الصوت الإنساني المندد بهذه الظاهرة الجاهلية ، التي تتجسد بـ "وأد البنات "، واعتبارها قضية حقوقية انسانية ، على مدار ايام السنة وليس عقب كل حادثة مقتل امراة عربية . ويجب ان يتخلص مجتمعنا منها ومحاربتها واجتثاث جذورها ، والقضاء عليها بالارشاد والتوعية والتنوير والاساليب القانونية والحقوفية والحضارية
أقرأ ايضاً
- الأخطاء الطبية.. جرائم صامتة تفتك بالفقراء
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- جرائم الإيموجي