الشيخ الكربلائي يحذر من مغبة محاولة البعض إظهار عجز القوات الأمنية لتوفير ذريعة بقاء القوات الأجنبية
أشار ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة الثانية التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في15 ربيع الأول 1430هـ الموافق في 13-3-2009م إلى انتهاء زيارة مرقد العسكريين ( عليهما السلام ) في يوم الجمعة الماضي بمناسبة استشهاد الإمام العسكري ( عليه السلام) وأوضح: أود أن أوجه شكرين - عام وخاص - شكر عام لجميع المؤمنين والمؤمنات الذين عبروا عن ولائهم وحبهم لأهل البيت بهذه الزيارة وللمواكب والهيئات والقوات الأمنية التي قامت بحماية الزائرين بحيث انتهت الزيارة بأمان وسلام ولجميع الزائرين والإخوة مسؤولي مدينة سامراء وعشائرها وأهاليها وكذلك الإخوة في اللجنة المشرفة على اعمار سامراء والتي قامت بعمل كبير في تنظيم شؤون هذه الزيارة وكذلك الإخوة من منتسبي العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين الذين ساهموا في تقديم الخدمات للزائرين ومعاونة إخوانهم في لجنة اعمار سامراء على تنظيم شؤون الزيارة.
وشكر خاص لأهالي بلد وإدارة مرقد سيد محمد ( عليه السلام) بن الإمام علي الهادي ( عليه السلام) ولعشائر بلد فإنهم ترجموا الأخلاق المحمدية الأصيلة بحسن استضافتهم للزائرين حيث ذكر بعض الإخوة المسؤولين في العتبة الحسينية المقدسة نماذج مشرقة ومشرفة من خلق الضيافة الإسلامية التي أظهرها الإخوة أهالي مدينة بلد حيث كانوا يخرجون عوائلهم من بيوتهم ليفرغوها للزائرين لمنامهم وإيوائهم، بل ذكر بعض الإخوة انه رأى أطفالا لإحدى العوائل تنام في حوض سيارة حمل (بيك اب) وحينما سئل عن ذلك قالوا بأن صاحب البيت اخرج أطفاله وانامهم في السيارة ليلا مع شدة البرودة لكي يفرّغ بيته لإيواء الزائرين، ونتوجه أيضا بالشكر لأهالي الدجيل وباقي المناطق الواقعة في الطريق الذين قاموا بخدمات كبيرة لهؤلاء الزائرين، وهنا ندعو جميع المواطنين من المدن المقدسة التي تشهد توافدا كبيرا للزائرين لمراقد الأئمة أن يقتدوا بهؤلاء المؤمنين المجسّدين للأخلاق الإسلامية الرفيعة.
ومع ظهور بوادر البدء بانسحاب القوات الأجنبية من العراق أكد سماحة الشيخ الكربلائي: ان مسؤولية توفير الأمن على القوات العراقية تتعاظم وتكبر وهم الآن أمام امتحان عسير ومحك حقيقي لإثبات إن القوات العراقية لديها القدرة على بسط الأمن والاستقرار والوقوف أمام أعداء العراق والقوى الإرهابية .. وان العراق ليس بحاجة إلى وجود القوات الأجنبية لكي تحفظ أمنه واستقراره وسير العملية السياسية من دون فتن واضطراب..
محذرا من مغبة محاولة البعض لكي يظهر أن هذه القوات عاجزة ويوفر المبرر والذريعة للقول بان العراق مازال بحاجة إلى القوات الأجنبية لحفظ أمنه واستقراره ومن هنا فان على المسؤولين في القوات الأمنية- وزارة الدفاع والداخلية والأمن الوطني وغيرها- وضع الآليات والخطط واتخاذ الإجراءات الكفيلة لجعل القوات الأمنية العراقية قادرة على أن تؤدي هذه المهمة بنجاح لكي تفوّت على هؤلاء فرصة الترويج لمثل هذه التبريرات والكلام بان القوات العراقية ما تزال عاجزة عن أداء هذه المهمة..
وأهاب سماحته بالقوات الأمنية بأن تجهز نفسها ومن جملة الأمور التي ينبغي اتخاذها البناء المهني العسكري من خلال التدريب والتجهيز وإبعاد القوات الأمنية عن أية انتماءات سياسية أو ولاءات لجهات معينة وتزويدها بالمعدات والآليات الحديثة ومحاربة الفساد المالي والإداري وتقوية الجانب الاستخباراتي وتهذيب أفراد القوات الأمنية على الأخلاق الرفيعة وصون حقوق الإنسان، أما بشأن دور المواطن في دعم القوات الأمنية فأشار سماحته أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المواطنين لإنجاح مهمة هذه القوات وعدم إعطاء الذريعة للبعض للتشكيك بكفاءة القوات الأمنية من خلال التعاون التام معها وإيصال المعلومات إليها وعدم التردد في ذلك انطلاقا من الشعور بالمسؤولية تجاه امن البلاد والعباد لان هذه المسؤولية ليست مقصورة على القوات الأمنية وحدها، بل إن مسؤولية الحفاظ على أرواح الناس ومن جملتهم نفس المواطن الذي يبدي تعاونا مع هذه الأجهزة الأمنية.
ومن جانب مهم آخر تناول سماحة ممثل المرجعية الدينية العليا قضية الأرامل واليتامى وما يتحتم علينا جميعا مساعدتهم والنهوض بواقعهم وعلى كافة الصعد بقوله: هناك بعض الإحصائيات التي تشير إلى وجود ثلاثة ملايين يتيم وأكثر من مليون أرملة، مبينا إن هناك مسؤولية وطنية وأخلاقية ملقاة على عاتق المسؤولين وكل من له القدرة على رعاية هذا العدد الكبير من الأرامل والأيتام.. وقال في هذا الصدد إن هناك أموالا طائلة تصرف كإعانات ورواتب لهؤلاء الأرامل وفي الواقع فان حاجة هؤلاء الأرامل والأيتام ليست حاجة مادية آنية بل هناك حاجة للرعاية التربوية والنفسية والعلمية والأخلاقية كما إن نفس الحاجة المادية وقضاءها بهذه الطريقة قد يعرّض أحيانا الأرامل والأيتام إلى هدر الكرامة والاهانة والإذلال، ولذلك لابد من وضع آلية توفر لهؤلاء الحصول على المال ولو كان بسيطا يسد الحاجات الأساسية لهم بعزة وكرامة ومن ذلك إدخالهم في دورات لتعلم بعض المهن حتى يتمكنوا من العيش الكريم منها..
وكذلك بالنسبة للأيتام فمع فقدهم للرعاية الأبوية التي تحرمهم من الرعاية النفسية والعملية والأخلاقية فلا بد من وضع آلية لرعايتهم في الجوانب النفسية والتعليمية والأخلاقية ومن دون ذلك سيكونون عرضة للضياع والانحراف وفريسة للنفوس المريضة التي تحاول استغلالهم.
وأكد سماحته أن هذه الظاهرة ستشكل خطرا اجتماعيا في مستقبل العراق وتؤدي إلى تضييع طاقات الملايين من أبناء هذا البلد بل ربما سيكون البعض منهم عامل تخريب وهدم في البناء الاجتماعي للمجتمع العراقي..
وبالنسبة إلى السجناء السياسيين وكذلك ذوي الشهداء أوجز الشيخ الكربلائي في ختام خطبته بعض معاناتهم بما يلي :
1- التلكؤ الواضح في إعادة أموالهم المنقولة وغير المنقولة التي تم مصادرتها في زمن النظام البائد والمعاملات مكدسة ولا يتم انجازها من قبل الجهات المختصة.
2- تأخير كبير جدا في انجاز معاملات إعادة السجناء السياسيين إلى وظائفهم السابقة وكذلك تأخر كبير في انجاز معاملات السجناء السياسيين التقاعدية وذلك بفرض إجراءات معقدة جدا بحيث إن السجين السياسي بعد إحالته إلى التقاعد لا يستلم راتبا تقاعديا لمدة تقارب السنة أو السنتين من تاريخ إحالته على التقاعد.
3- هناك نسبة مخصصة لتعيين ذوي الشهداء لم يتم العمل وفق هذه النسبة وبقي ابن الشهيد يبحث عن وظيفة تعينه على تسيير أموره المعاشية وأمور والدته وإخوته الصغار الذين فقدوا والدهم ( بسبب الإعدامات والقتل على أيدي أزلام النظام السابق ) وفقدوا مصدر رزقهم، ومن الجدير بالذكر إنه تم صرف المنح البالغة 500 ألف دينار شهريا للسجناء السياسيين ولكن هناك تلكؤا في صرف نفس هذا المبلغ لذوي الشهداء.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- كربلاء:وفاة الشيخ صالح الخفاجي النجل الاكبر للخطيب الشيخ هادي الكربلائي عن عمر تجاوز 85 عاما
- المشهداني يؤكد للسفيرة الأميركية أهمية حسم ملف الاتفاقية الأمنية حتى نهاية عام 2025
- بعد هزيمتهم في الانتخابات الأمريكية.. الديمقراطيون يفقؤون أعين بعضهم البعض