قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس السبت في انقرة ان الرئيس الأميركي باراك اوباما سيزور تركيا \"في غضون شهر او نحوه\"، في وقت، ذكرت تقارير عن موافقة تركيا السماح للجيش الاميركي بالعودة الى بلادة من خلال اراضيها.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي علي باباجان قالت كلينتون التي اختتمت في انقرة جولة شرق اوسطية وأوروبية استغرقت ثمانية ايام، انها تحمل \"رسالة شخصية\" من الرئيس باراك اوباما.
واضافت ان \"الرئيس اوباما سيزور تركيا خلال شهر او نحوه، وسيتم تحديد موعد الزيارة قريبا. ما زلنا في بداية التخطيط لهذا القرار الذي تم اتخاذه أمس\".
وردا على سؤال لاحد الصحافيين، قالت كلينتون انها لا تستطيع تأكيد الموعد او المكان الذي سيلقي فيه اوباما الخطاب الكبير الذي كان وعد بتوجيهه الى العالم الاسلامي.
وفي ما يخص هذه المسألة تحديدا، حافظت كلينتون على تكتمها الشديد خلال مقابلة مع قناة \"سي ان ان تورك\" بتأكيدها ان \"اي قرار لم يتخذ بعد بشأن هذه المسألة\".
لكنها أكدت ان تركيا تشكل \"نموذجا\" يحتذى في الجمع بين الديموقراطية والاسلام بحسب الترجمة التركية لتصريحها.
وفي مقابلة تلفزيونية اخرى، كشفت وزيرة الخارجية الأميركية انها ابلغت بالزيارة المرتقبة لاوباما الى تركيا بينما كانت في الطائرة التي اقلتها الى انقرة أمس.
وشهدت العلاقات التركية الأميركية التي يؤكد البلدان على طابعها \"الاستراتيجي\"، توترا في عهد الرئيس السابق جورج بوش ولا سيما اثر رفض البرلمان التركي في 2003 السماح للقوات الأميركية باستخدام شمال تركيا معبرا لاجتياح العراق.
ولاحقا اخذت انقرة على الرئيس بوش سماحه لمتمردي حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة منظمة ارهابية، بشن هجمات على الاراضي التركية انطلاقا من شمال العراق.
ولم تتحسن العلاقات بين البلدين الا بعد ان قررت ادارة بوش في 2007 تزويد الجيش التركي بمعلومات استخباراتية حول تحركات مقاتلي حزب العمال الكردستاني على الحدود العراقية-التركية.
وتبدي تركيا حاليا استعدادها لاستخدام اراضيها ممرا لعودة القوات الأميركية المنسحبة من العراق.
وفي سياق متصل ، ذكرت صحيفة \" حريت ديلي نيوز\" التركية أمس أن استخدام الموانئ التركية في عملية انسحاب القوات الأميركية من العراق ستكون من أهم النقاط المدرجة على جدول أعمال المحادثات التي ستجريها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في أنقرة.
وأوضحت الصحيفة ، على موقعها على الانترنت، أن الحكومة التركية تتوقع إثارة هذه المسألة مع كلينتون خاصة بعد أن أبدت استعدادها لمساعدة الولايات المتحدة في خطة انسحابها من العراق.
وقال مسؤول تركي ، في تصريحات للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته ، إن العامل الحاسم في تحديد التفاصيل المتعلقة بهذه المساعدة ستكون\"الحساسية العامة\" ، موضحا أن مرور القوات الأميركية والمعدات العسكرية يجب أن يتم دون أن يغضب الرأي العام التركي وأن تتسم العملية بأكملها بالشفافية وبالتغطية الإعلامية الكاملة.
وأضاف أن الجانب التركي قد يضع قيودا معينة بهذا الصدد ، مثل تحديد أعداد القوات الأميركية التي يتم السماح لها بدخول الأراضي التركية في نفس الوقت.
وأشار إلى أن الجانب التركي سيحذر الولايات المتحدة أيضا بضرورة توخي أقصى درجات الحذر لتفادي وقوع أي معدات عسكرية أو ذخيرة في أيدي الأكراد في شمالي العراق وجماعة حزب العمال الكردستاني.
واكد بيان صدر في ختام المحادثات بين كلينتون وباباجان ان الولايات المتحدة ستستمر في تزويد هيئة الاركان التركية بمعلومات حول حزب العمال الكردستاني الذي وصفته كلينتون بـ\"العدو المشترك\".
وقالت كلينتون ان \"الرئيس اوباما وانا سنعمل معكم لتعزيز هذه العلاقات وايجاد مزيد من الفرص للعمل سويا\".
وتركيا الدولة المسلمة ولكن العلمانية، هي حليف اساسي للولايات المتحدة في الشرق الاوسط وداخل الحلف الاطلسي. وادى الغزو الأميركي للعراق الى تشويه صورة اميركا لدى الاتراك الرافضين للوجود الأميركي في بلاد الرافدين.
وكشف مصدر دبلوماسي تركي ان وزيرة الخارجية الأميركية بحثت في انقرة امكانية تقديم تركيا مساهمة جديدة في القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي.
من جهة اخرى، رحبت كلينتون التي التقت في وقت سابق رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، بالوساطة التي تقوم بها تركيا بين سورية وإسرائيل توصلا الى اتفاق سلام بين البلدين والتي اثمرت عددا من الاجتماعات غير المباشرة في اسطنبول بين مبعوثين إسرائيليين وسوريين.
وعلقت هذه المفاوضات غير المباشرة اثر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة 27 كانون الأول(ديسمبر)-18 كانون الثاني(يناير).
ومساء أمس غادرت كلينتون انقرة عائدة الى واشنطن بعد جولة هي الثانية للوزيرة الأميركية منذ تسلمها منصبها، وقد شملت بالاضافة الى تركيا، كلا من مصر واسرائيل والاراضي الفلسطينية وكذلك بروكسل وجنيف.
وكالات
أقرأ ايضاً
- استجواب "ثلاثة وزراء" على طاولة المشهداني.. فهل سيستعيد البرلمان دوره الرقابي؟
- إيران تعلق على تعهدها بعدم اغتيال ترامب
- راصد جوي: عودة الأمطار لمدن العراق بهذا التوقيت