حجم النص
تكشفت في الايام المنصرمة تفاصيل حادث غريب في اواخر شهر رمضان في مدينة الزبير في البصرة اختفاء (بنين) ذات الأربع سنوات, اذ تبين بعد ذلك انها تعرضت للخطف والاغتصاب من قبل شخص بالغ , والذي اكمل بشاعة فعلته بقتلها, ظنّا منه ان ذلك سيخفي جريمته البشعة. ولكن القدر ابى الا ان يغضب لمظلومية هذه الطفلة البريئة, فوقع الفاعل في ايدي الشرطة بعد اقل من يومين من فعلته تلك.
ففي صباح الثامن والعشرين من شهر رمضان, خرجت (بنين) من بيت جدها لتشتري الحلوى من الدكان الذي يقع قرب الدار, ولم تدر ان مشوارها هذا سيكون الاخير لها في حياتها القصيرة جداً , فال(وحش) كان يتربص بسيارته في الجوار, علّه يجد طريدة تائهة, فكانت المسكينة (بنين) صيده هذه المرّة,ليخطفها الى مكانه السري, حيث فعل فعلته القبيحة, ولعلّه كان قد فعل مثل ذلك سابقاً!
وفي بيت الجد, بدأ القلق يتصاعد تدريجياً مع تأخر رجوع (بنين) من الدكان, كما روى خال الطفلة لراديو المربد, فالكل يعلم ان المشوار لا يحتاج كل هذا الوقت, فبدأ الحراك والسؤال,ولكن دون جدوى! فلا احد في الجوار كان قد رأى شيئاً!
وتوسعت دائرة البحث لتشمل الجوامع والمستشفيات والشرطة, والتي اخبرت الباحثين وجوب انتظارهم لاربع وعشرين ساعة لبلاغ الفقدان القانوني, مع هذا, يبدوا ان الشرطة كانت قد حصلت على شيء بعد ساعات من حادث الاختفاء, اذ اتصلت بالاهل وابلغتهم بانه تم العثور على طفلة ولكن في منطقة خور الزبير البعيدة !
خال (بنين) يقول انهم لم يتوقعوا ان تكون هي من تم العثور عليها, فخور الزبير ليست قريبة, ولكن ما الحيلة؟ كان لا بد من التشبّث بأي قشّة.
ذهب الاهل القلقين لمركز الشرطة في خور الزبير, وهناك عرفوا ان عزيزة قلبهم قد فارقت الدنيا, بعد تعرضها لحادث دهس,ولم يعرفوا إلا لاحقاً بحقيقة ما حدث, فيما بدا وكأن الشرطة ارادت تخفيف وقع الصدمة على الاهل المفجوعين.
وبغض النظر عن الجريمة وبشاعتها, فلا بد من ذكر ان انتباه بعض المواطنين وملاحظتهم للفاعل هو من قاد الى اعتقاله في نهاية الامر, العقيد كريم الزيدي من شرطة البصرة ذكر لنا ذلك, مشيراً الى اعتراف الفاعل بجريمته تلك بعد ان تم اعتقاله.
العقيد الزيدي اشار الى أن غرابة الحادثة وبشاعتها,تجعل من السامع بها لا يشك للحظة, بان هذا الشخص لديه خلل خطير في تركيبته النفسية, مع هذا فقد روى لنا الزيدي ان الفاعل بدا له كشخص واع وطبيعي, رغم ارتباكه وذهوله, مشيراً الى كونه موظف ويعمل في دائرة حكومية ايضاً!
بقي ان نقول ان أسرة (بنين) تسكن مدينة الرفاعي في محافظة ذي قار اصلاً, وتعودت هذه الاسرة على المجيء لقضاء ايام العيد عند بيت والد ام (بنين) في الزبير, لكنه لم يكن عيداً هذه المرّة!!
ولربما الان, يرغب أبوا (بنين) بالسؤال عن موعد القصاص من قاتل ومغتصب طفلتهم! ولعلهم سيجدون جواباً لهذا السؤال, أو ربما تتحسر أم (بنين) لمعرفة ما اذا كانت (بنين) قد اكلت الحلوى التي خرجت لشراءها في ذاك اليوم ؟ وهذا ما لن تجد له جواباً ابداً ..
أقرأ ايضاً
- (122) شهيد وجريح في قصف واحد.. سيدة لبنانية تروي قصة استشهاد شقيقتها و(5) ومن افراد عائلتها
- فيديو:قصة رفع اول علم عربي وسط كربلاء بعد اربعين يوما من ثورة العشرين
- مسيحيان في زيارة الاربعين :نطبق وصية السيد المسيح في كربلاء(فيديو)