حجم النص
محمد حمزة طالب جامعي يبلغ من العمر 22 عاما يحلم كغيره من الشباب أن يتخرج من كلية التربية ليحقق حلمه ويكون مدرسا ناجحا في عمله ويكوّن أسرة وأطفال بزواجه واستقراره.
تغير مجرى حياة حمزة اثر حادث أصابه نثر جميع أحلامه مع هبوب الرياح وجعله حبيس المنزل بسبب ممارسته رياضة بناء الأجسام التي أرغمته على لعبها بعض عضلات الشباب المفتولة من اجسام اصدقائه، كي يكون قوامه مشابه لهم بعد أن كان جسمه نحيفا.
اضطر من خلال ممارسته لهذه الرياضة ان يتناول العديد من العقاقير والهرمونات والمكملات الغذائية لينفذ رغبته بأسرع وقت ممكن.
والداخل الى القاعات الرياضية التي انتشرت مؤخرا في مختلف مناطق العراق يشاهد أجهزة رياضية متعددة بعضها صنع لرياضة الجري وآخر لرفع الأثقال وآخر لشد العضلات يستخدمها شباب متوسطين الأعمار بعضهم ذو عضلات ضخمة الحجم وقوام رياضي مناسب لهذه اللعبة والآخر يكرس جهده وبشتى الطرق كي تكون عضلاته أشبه بعضلات أقرانه.
وتستخدم الأجهزة الموجودة داخل المراكز الرياضية حسب برنامج (كورس) شهري يقوم المدرب الذي يعتبر صاحب القاعة بكتابته بعد مشاهدته جسم مرتاد الصالة الذي يرغب بالاشتراك مقابل دفعه مبلغ مايقارب 50 دولار للشهر الواحد او اكثر بقليل.
ويخصص جانب من الإدارة التي يتواجد فيها المدرب معرضا يحتوي على علب مختلفة الأحجام ذات ألوان زاهية ورسومات رياضية وكتابات بلغات مختلفة بعضها سائل يزرق في العضلات موضعيا أو عام والآخر يكون عبارة عن حبوب (مكملات غذائية) كما يطلق عليها، يتعاطاها الرياضي (مرتاد القاعة) بجرعات معينة يحددها المدرب (صاحب القاعة الذي أصبح طبيب مختصا بدون شهادة).
يتحدث حمزة لمراسل وكالة نون بوجه شاحب والدموع قد تركت أثارها على خديه الترفين قائلا" قطعت يدي نتيجة زرقي بابر موضعية في العضلات تحتوي على خلطة أعدها لي المدرب تسمى (مزيج الهرمون مكونة من هرمون AD3، وهرمون الديكا ، وهرمون الناندرلون) واستمريت على تعاطيها فترة تزيد على الستة أشهر حسب جرعات وأوقات معينه (3-4) سي سي يوميا، شعرت بعدها بالآلام وتشقق وتقرحات والتهاب في عضلة الكيل الموجودة في يدي راجعت على أثرها طبيباً مختصاً قرر بعد إجرائه الفحوصات قطعها.
أما كريم محمود الذي اجبر على السفر للهند لغرض العلاج اثر كثافة الشعر الذي بداء ينبت في كل مكان بجسمه بشكل كثيف وبعد مراجعته لأكثر من طبيب اتضح إن سبب حالته هو تعاطيه عدة جرع من هرمون حيواني أطلق عليه اسم (هرمون الغوريلا) في إحدى الصالات الرياضية التي كان يرتادها من اجل أن يبني جسمه.
قال "كلفتني مصاريف السفر والعلاج أكثر من 30 ألف دولار واحمد الرب واشكره كوني تماثلت للشفاء، واعتبر ما حصل لي اصبح درسا لمدى الحياة وأنا دائما انصح الأقارب والأصدقاء بعدم تعاطي الهرمونات كونها تسبب الأضرار الجسدية والمادية.
ويؤكد الطبيب البيطري حيدر عمران ان هرمون (3AD) هو هرمون حيواني وليس بشري يوصف للحيوان الذي يعاني من إجهاد وضعف عام ويزرق بـ(1) سي سي لكل جرعه، وهو أمريكي او ألماني الصنع لكن حاله حال بقية المنتوجات قلدتها العديد من الشركات كالصينية والإماراتية والتايلندية وغيرها.
ويضيف احد الاطباء الصيدلانيين" ان هرمون الديكا الذي يتاجر به رياضي القاعات الرياضية حاليا هو الاسم التجاري للمادة الفعالة اللاندرلون وله العديد من التأثيرات السلبية عند مستخدميه فعند حقن الجسم بمادة اللاندرون ديكونات الموجودة داخل عقار الديكا تقوم هذه المادة بتهيئة الخلية للاحتفاظ بكم اكبر من البروتين والذى بدورة يقوم ببناء العضلات وزيادة حجمها مما يترتب عليه رفع معدلات هرمونات الذكورة وبنفس الوقت رفع معدلات هرمون الانوثه حيث يقوم الجسم بإفراز هرمون الاستروجين الانثوى بمعدل اكبر من الطبيعي وتظهر على متعاطيه أيضا أعراض التأنيث وكبر مساحة حلمات الثدي واحتفاظ الجسم بالدهون في مناطق يحتفظ جسم النساء بها حتى إن قسم كبير يطلق عليه هرمون انثوي.
ويؤكد استمرار الخلل الوظيفي للهرمونات داخل الجسم وحدوث الأرق والميول للعدوانية وأحيانا حدوث تساقط الشعر والضعف الشديد والشعور بالتعب ويتسبب ايضا باحتفاظ الجسم كميات كبيرة من المياه داخل الانسجة ويقوم الجسم بفقدهاوالعودة الى مكان عليه قبل تناول المنشط في حال وقف عن التعاطي.
ويشير الى ان العديد من الأطباء البشريين يحذرون من تناول البروتين بكميات كبيرة لتأثيره النيتروجيني السمي على الكلى.
ويقول الكابتن اسعد عبد الجليل صاحب مركز العالمي الرياضي" إن اغلب زملائه في المهنة يحصلون على المكملات الغذائية والفيتامينات والهرمونات من تجار الجملة لهذه المواد المتواجدين في منطقة السنك في محافظة بغداد.
وعدد أنواعها وأسعارها قائلا" إن علب المكملات الغذائية كثيرة الأنواع وذات مناشئ متعددة منها مثلا (تروماس، سيريس ماس، امينو، بلك، وي بروتين، سلتك، نايتروتك، ماستك، وي مصتك) والتي تتراوح أسعارها مابين الـ25 دولا الى 200 دولار حسب بلد المنشأ وحجمها.
أما فيما يخص الهرمونات فمثلا ( استانزول، الديكا، أكي بويز، البريموبولان، السستالون، الوان سترول، والننادرلون) وتتراوح أسعارها مابين 40 دولا الى 150 دولار لكل قنينة تحتوي على (10سي سي) وأيضا تصنف أسعارها حسب الشركة المصنعة وبلد المنشأ.
واضاف عبد الجليل ان موضوع تناول مرتادي القاعات الرياضية الهرمونات خطر كبير على صحة شبابنا ويبقى صاحب القاعة في حرب مع ضميره كون لا توجد هنالك رقابة من جهة صحية ، حيث ان اغلبهم يبحثون عن الربح المادي السريع ويقنعون المراهق بتعاطي الهرمونات لبناء جسمه.
ويشير الدكتور يحيى فالح محمد استاذ في كلية التربية الرياضية" ان انتفاخ العضلات والمظهر الجسدي الجذاب أصبح حلم يراود الشباب وخصوصا المراهقين منهم وللأسف أصبحت هذه الرياضة حرفة يكتسب منها بعض الناس الذين أصبحوا أطباء نتيجة عدم وجود دور رقابي يحمي الرياضي.
ويتناول الشباب في الصالات الرياضية المنتشرة حاليا منشطات وهرمونات مدمرة تدمر الخصيتين والكبد والكلى وتسبب العقم الدائمي عند الكثيرين، وهنالك العديد من حالات الموت المفاجئ التي حدثت مؤخرا للرياضيين واتضح إنها بسبب سوء استخدام المكملات الغذائية والهرمونات المتواجدة في الصالات واغلبها غير خاضعة للسيطرة النوعية وتدخل البلد بطريقة غير مشروعة لعدم وجود منافذ حدودية كاملة لإجراء الفحوصات عليها في العراق.
ويضيف محمد الهرمونات الحيوانية التي تستخدم للسرعة في بناء الأجسام لا يمكن استخدمها من قبل البشر كون هنالك فارق كبير في عمليات الأيض الغذائي الموجودة في الكبد والفرق أيضا في مكونات ألياف عضلات الإنسان والحيوان ويكتسب الرياضي بسببها جملة من الأمراض منها على سبيل المثال ( تضخم عضلة القلب وتغيير نسبة الدهون بالدم وسرطان الكبد وزيادة تصلب الشرايين وزيادة عدد كريات الدم الحمراء وحدوث جلطات متكررة في أماكن حيوية في الجسم تؤدي بعدها الى الموت المفاجئ).
مصدر من دائرة صحة كربلاء قال" ان موضوع القاعات الرياضية شائك ولايوجد هنالك قانون يحمي مرتاديها من الشباب اغلبهم من المراهقين ونحن نسعى جاهدين على ذلك حيث خاطبنا وزارة الصحة منذ سنوات بالعديد من الكتب الرسمية بخصوص ايجاد حل للقاعات الرياضية لكن بدون جدوى ولم يصلنا الرد لغاية الان.
وأصحاب الصالات الرياضية لا يحتاجون الى إجازة صحية صادرة من وزارة الصحة في سبيل افتتاحهم الى الصالة أو القاعة الرياضية كما يطلق عليها وإنما يحتاجون فقط الى شهادة أو إجازة من اتحاد بناء الأجسام المركزي ونحن حاليا نتحمل أعباء وإهمال الوزارات المعنية للحد من هذه الظاهرة.
تحقيق /تيسير عبد عذاب
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة
- في كربلاء.. قفزة بأعداد الطلبة من (250) الى (1000) طالب بالمدرسة الواحدة