- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أتركوا نقابة الصحفيين.. يامكاتب الدلالية!!
حجم النص
بقلم: حامد شهاب /كاتب وباحث
الصحفيون والإعلاميون في العراق، هم من صفوة المجتمع ومن خيرة مثقفيه الذين يكن لهم الملايين من العراقيين الاحترام ، وهم ، على رغم معاناتهم ، وما يكابدوه من آلام ، ليسوا بحاجة الى من يفتح بإسمهم (مكاتب دلالية) لينصب نفسه وليا عليهم، فنقابة الصحفيين العراقيين ذات التاربخ العريق، بإمكانها ان تحمل هذا الهم على أكتافها، وقد حملته منذ عشرات السنين، وجاء الان من يحاول ان يسحب البساط من تحت أقدامها، لغاية في نفس يعقوب!!
ان ما يسهل على بعض الأصوات ان تعبث بالعمل الاعلامي أو تحاول شق أسفين في الأسرة الصحفية ، هو بعض العاملين في الحقل الإعلامي، ممن اخفقوا في الابداع الصحفي، ولم يكن لهم شأن في عالم الصحافة ، أو ممن لم يتقلدوا مناصب رفيعة في النقابة، أو ممن لم يحصلوا على أصوات تؤهلهم لبلوغها في الانتخابات السابقة، ما شجع آخرين للانضمام اليهم، علهم يبلغوا مسعاهم في أن ينالوا من نقابتهم، ومن شخص نقيبها الأستاذ مؤيد اللامي ، الذي يحتفظ الكثيرون من الاعلاميين الموضوعيين له بالكثير من الذكريات الايجابية عن مواقفه تجاه ايجاد موقع للنقابة يليق بها، ويسعى الرجل جل جهده لأن يكون لها كلمة ، وسط هذا الاخطبوط السياسي الذي يعصف بالعراق في شتى الاتجاهات، ما يؤثر سلبا على تماسك النقابة ويعرضها لهزات في كل مرة ، لكنها تخرج منها سليمة معافاة.ومحاولة بعض الجهات في وزارة الثقافة ربما كانت آخر هذه المحاولات في ان تبحث عن خرق يمكن من خلاله أن تنفذ الى جسد النقابة ، تلك المنظمة المهنية التي لارابطة لها بعمل الدولة ، لكي تشق طريقها المستقل، لتحمل لواء الكلمة وتدافع عن منتسبيها وحقوقهم ، اذ كيف يمكن لوزارة ان تدافع عن حقوق أناس لم يكونوا أصلا تابعين لها او منتسبين لها، وانما هم من مختلف المشارب والأهواء، ولا توجد شرعية سوى لنقابة الصحفيين في الدفاع عن حقوق الاسرة الصحفية، أما من يريد ان يزايد على نقابة الصحفيين أو يسرق منها الأضواء فهو كمن يريد الصيد في المياه العكرة، عله يحصل على مبتغاه، ولكن الخيرين من الصحفيين المهنيين ، ومنهم القدامى والمخضرمين ، على وجه الخصوص من ذوي التاريخ العريق، يأبون الا ان تبقى نقابتهم ، ذات التاريخ العريق هي صوتهم الوحيد الذي يعتمدون عليه، في ان يحمل همومهم واحلامهم، بمهنية ، دون مزايدات أو مناقصات.كان الكثير من الصحفيين ينتظر من وزارة الثقافة ان تهتم بشؤون الثقافة والفكر والابداع، لا ان تحشر نفسها في مهمة هي بعيدة عنها، ويفترض بوزارة الثقافة ان تحسن من أوضاع المثقفين والمنضوين تحت رايتها، لا أن تتاجر بآمالهم وآلامهم ، لانهم لن يرتضوا ان يكونوا بيدقا بيد أحد يفرض وصايته عليهم ، وعلى من يبحثون عن أمجاد زائفة ان لايبحثوا بين ثنايا الاسرة الصحفية عن ساحة مظلمة هنا او هناك للنفاذ منها ، بل ان ندخل أبوابها مما هو مسموح به ان ندخل، بمشروعية أخلاقية، ولن يقبل الصحفيون ان يكونوا أداة بيد كائن من كان يتاجر بمهنتهم، عله يحصل على مجد زائف او منصب كرسي مكسور هنا أو هناك.انها دعوة للاسرة الصحفية لان تخرج بتظاهرة أو ترفع صوت الاحتجاج بأوسع أشكاله، بوجه كل من يحاولون اسكات صوت الصحفيين او سرقة الاضواء من نقابتهم ، أو المزايدة عليها، ومن المعيب ان يتحول البعض ممن هم محسوبين على الاسرة الصحفية الى ( مكاتب دلالية ) يحاول من خلالها البعض ، ان يتاجر بهموم الاسرة الصحفية، التي هي ليست بحاجة الى أمثال هؤلاء الطارئين عليها ، أو ممن دخلوا دهاليزها وفي قلوبهم مرض، وكان الله في عون نقيب الصحفيين على بلواه، وليحفظ رب السموات نقابتنا العريقة من كل مكروه.. انه نعم المولى ونعم النصير.