حجم النص
يسعى الطغاة على مر العصور على استقطاب النخب المثقفة في المجتمع بشتى الوسائل ترغيباً وترهيباً وبين هذين المطبين يقع الكثير من النخب المثقفة في الفخ فتتحول هذه النخب بين ليلة وضحاها إلى مجرد أبواق لطاغية أو حاكم أو متجبر أو حتى مسؤول مهما كانت درجته وفي مشهدنا العراقي هناك الكثير من هذه النماذج التي راحت ضحية سياسة الأدلجة والتي يتبعها الحكام ,وقد استعرض العديد من كتابنا المبدعين العراقيين هذه المسألة بكثير من التفصيل والدراسة والتحليل وكان كتاب (خريف المثقف) للكاتب العراقي المبدع محمد غازي الأخرس آخر من تعرض لهذا الموضوع والذي يثار بين الحين والآخر على صعيد المشهد الثقافي العراقي .
إنني لستُ من مدعي النقد ولا ازعم بأنني ضليع في النقد الأدبي لأنني لا املك كل أدوات الناقد الأدبي ,لكنني اليوم أنا أتعامل مع شاعر بعيدا عن لغة النقد والتحليل الفني ,أتعامل مع شاعر ارتضى لنفسه أن يلعب دور مهرج سيرك .
كنا نظن مسبقاً إن الشعراء عصيون على الطغاة وكان هذا مجرد ظن (وبعض الظن أثم) ,لكننا في كل يوم نكتشف العديد من الذين ارتضوا لأنفسهم بان يلعبوا ادوار مهرج السيرك من خلال ممارستهم لعملهم في المؤسسات الحكومية .
حيث نلاحظ إن احدهم يطرح رأياً أو مقترحاً غريباً يحمل اقسي أنواع الغرابة عن دوره أو عن طبيعة عمله لكنه يهدف بالنتيجة إلى كسب رضا ولي نعمته حتى لو كان ذلك على حساب وعيه وثقافته وتاريخه الشعري والأدبي .وبذلك يثبت هذا (الشويعر ) بأنه فعلا اصغر واصغر من أن يطلق عليه صفة شاعر ويبرهن بأنه من سقط المتاع الثقافي
اذكر ذلك وأنا أتأمل موقف (الشاعر ) وليد حسين الناطق الإعلامي لوزارة التربية حينما تفتقت عبقريته الفذة من خلال مقترحه الذي يتباهى بأنه رفعه إلى ولي نعمته وزير التربية بخصوص الزي الموحد لطلبة العراق الذين يحسدهم طلبة دول الجوار على المدارس التي يدرسون بها ,حيث اختار هذا (الشاعر ) والناطق الإعلامي لوزارة التربية اللون الأصفر واللون الرصاصي لزي الطلبة في عراقنا الجديد ,أنا لا أناقش مسألة اختيار هذين اللونيين بالذات لكنني حقاً استغرب بل استهجن الطريقة السمجة والتي قام بها هذا (الشاعر ) وليد حسين الناطق الإعلامي بتسويق مقترحه لوزير التربية الذي اعتقد انه رقص فرحاً لهذا المقترح المهم ,
فقد ذكر الشاعر وليد حسين ان سبب اختياره للون الأصفر هو لورود ذكر للون الأصفر في القرآن الكريم من خلال الآية ( بقرة صفراء فاقع لونه تسر الناظرين)
إن هذه الطريقة الرخيصة بتسويق فكرة تنم عن تخلف وارتكاس حقيقي بمستوى وعي هذا (الشويعر ) وليد حسين .حيث حول بفشل ذري عان يؤدي دور مرسوم له فهو للأسف يؤدلج نفسه ووعيه وفق ما تشتهي نفس ولي نعمته وكادر وزارته وينسى هذا (الشاعر) والناطق الإعلامي بانه يعمل بوزارة هدفها الأساسي بناء الإنسان , فلا نعرف كيف نبني إنسانا جديداً في عراق جديد ونحن نمتلك رجال تتأدلج وتتلون بهذه الطريقة الرخيصة وهي تؤدي رقصتها المؤدلجة وفق ما تشتهي رياح المسؤول
[email protected]