حجم النص
على امتداد مساحة تقدر بـ4 آلاف دونم تعمل حكومة إقليم كردستان العراق حاليا على مشروع إنشاء متنزه «هواري شار» على أطراف مدينة السليمانية، الذي يؤكد المشرف عليه أنه سيكون الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، حيث إن المساحة المخصصة للمشروع تقدر بأربعة أضعاف مساحة متنزه الزوراء الذي أنشئ في سبعينات القرن الماضي وسط بغداد وعُدّ الأكبر في العراق.
وتهدف حكومة كردستان من خلال هذا المشروع إلى استعادة الخضرة للمدينة التي تعرضت بيئتها منذ التسعينات وبسبب ظروف الحصار الاقتصادي إلى أضرار فادحة جراء لجوء السكان المحليين إلى قطع الأشجار لاستخدامها في التدفئة والطبخ، ما جرد مساحات شاسعة من الخضرة الطبيعية، وبحسب مدير المشروع ريبين جميل فإن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو استعادة الخضرة وإيصال نسبتها إلى «الستاندار» العالمي.
وتعاني معظم مدن ومناطق كردستان من مشكلة بيئية هي ازدياد البنيان مقابل انخفاض واضح في نسبة الخضرة، وهذه مشكلة انتبهت إليها حكومة الإقليم متأخرا، بعد أن تعرضت إلى انتقادات كثيرة من المنظمات الدولية والمحلية التي مارست ضغوطا على الحكومة المحلية بهدف رفع نسبة الخضرة لتقترب من المواصفات العالمية للمدن. ولذلك عملت محافظة أربيل خلال السنوات الأخيرة على إنشاء الكثير من المتنزهات والحدائق العامة داخل مركز المدينة التي شهدت في السنوات الأخيرة انفجارا سكانيا وتدفقا ملحوظا من المستثمرين لبناء العمارات والوحدات السكنية التي استحوذت على مساحات شاسعة من الأراضي داخل المدينة. وحذت محافظة السليمانية حذوها في التخطيط لمشاريع الخضرة من أهمها هذا المشروع.
ويشرح ريبين جميل تفاصيل مشروع «هواري شار» الذي يشرف عليه شخصيا برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان ويتابع سير العمل فيه بشكل شبه يومي قائلا «المتنزه يعد الأكبر في العراق، ومشروعه يمر بعدة مراحل؛ المرحلة الأولى التي بدأنا منذ عام 2010 بها وهي غرس الشجيرات والزهور والحشائش، ثم المرحلة الثانية وهي مد الطرق والشوارع الداخلية، ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي بناء المرافق الأساسية مثل المسابح والكازينوهات وحدائق الحيوانات ومدن الألعاب للأطفال، وبحسب الماستر بلان الخاص بالمشروع ستكون جميع المرافق السياحية داخل المتنزه بمواصفات عالمية متقدمة من حيث الفنادق والمطاعم والألعاب المختلفة».
وأضاف «المشروع الذي بدأنا به منذ عامين هو من أكبر المشاريع في محافظة السليمانية على الإطلاق، وجاءت فكرته من رئيس الحكومة برهم صالح الذي يتابع مجريات العمل بالمشروع حتى في العطل الرسمية، ويحرص على تذليل العقبات وتأمين الاحتياجات الضرورية للإسراع بتنفيذ هذا المشروع الرائد». وعن المراحل التي تم تنفيذها لحد الآن يقول «في البداية حفرنا العشرات من الآبار الارتوازية لري الأشجار والزهور والنباتات، وخلال العامين الماضيين أكملنا المرحلة الثانية للبنية الأساسية للمشروع من مد أنابيب المياه وخطوط الكهرباء والمجاري وغيرها من خدمات البنية التحتية، ونحن الآن في المرحلة الثالثة وهي بناء المرافق السياحية».
وأشار ريبين جميل إلى «أن المساحة الكلية تقدر بأربعة آلاف دونم، سيتم غرس نصف مليون شجرة، و650 ألف متر مربع من الحشائش، و60 ألف زهرة من مختلف الأنواع». أما عن وسائل الترفيه، فيقول «هناك منشآت سياحية سيتم بناؤها في المتنزه وستكون بمواصفات عالمية مثل مدن الألعاب والكازينوهات والفنادق والمطاعم، وستؤجر إلى المستثمرين المحليين والأجانب».
أما عن تكلفة المشروع، فيقول المشرف «التكلفة غير محددة، فلكل مرحلة من المراحل الثلاث تخصيصات مالية، وبحسب التقديرات، في المرحلة الأولى تم تخصيص 45 مليار دينار من الحكومة و19 مليار دينار من شركة (بلان)، وسيتم التمويل بحسب احتياجات كل مرحلة على حدة، المهم أن هناك تخصيصات كافية لإنجاز هذا المشروع الكبير الذي توليه حكومة الإقليم اهتماما بالغا لأنه سيقدم خدمات كبيرة لسكان المحافظة».
السليمانية: شيرزاد شيخاني
أقرأ ايضاً
- مع اغلاق البورصة.. ارتفاع طفيف بأسعار الدولار في العراق
- ارتفاع حيازة العراق من الذهب إلى أكثر من 152.5 طناً
- الرئيس العراقي يهنئ ترامب بمناسبة فوزه بالانتخابات