كثيرا ما نسمع أو نشاهد أو نقرأ تصريحات من هنا وهناك لمسئولين حول العملية السياسية ونتائج المباحثات التي غالبا ماتكون (مثمرة ،ايجابية) تنتهي مع أول عتبة يخطها السياسي (س) مقر السياسي(ص) ولا اعلم عن أي شيء تستند تلك التصريحات ، اللهم إلا على أرضية يبدو أنها الوحيدة التي اتفق عليها الجانبان هي ترطيب الأجواء بين أبناء الشعب العراقي والتوتر الحاصل لقاء تأخير تشكيل الحكومة خاصة مع تصاعد وتيرة العنف خلال الأيام الماضية مخلفة عشرات الشهداء والجرحى والأرامل والأيتام ونقص الخدمات ، هنالك رأي في الإعلام يقول انك تتعامل دائما مع قارئ أو مستمع أو مشاهد ذكي ، وهذا مالمسناه خلال تجربتنا الصحفية إذ إن المتابع ينبهنا إلى تفاصيل دقيقة وصغيرة لم تكن في الحسبان ،أن تصطاد في خضم ساعة او نصف ساعة برامجية..
للارتباط الوثيق بين امن العراقيين واستقرارهم والخدمات كان لابد من أن يكونوا على اطلاع واسع بالسياسية ومجرياتها، وحتى الذي يدعي انه بعيد عن هذا المضمار فسيبطل ادعاؤه مع أول جولة نقاشية تدور رحاها خلال جلسة عائلية معينة تبدأ عموما مع قصة الكهرباء التي لا تنتهي في العراق ..
ليحسب السياسيون انهم يتعاملون مع جمهور مطلع وذكي ويعلم متى تكون التصريحات صادقة او كاذبة او مراوغة ، فلابد ان تراجع التصريحات قبل إطلاقها ولابد من أن تستند على أرضية (نوعا ما) صادقة إضافة الى شيء مهم هو توحيد الخطاب الإعلامي لهذه الكتلة او تلك كي لا يفقد المواطن الثقة كاملة بتلك الكتل التي تختلف تصريحاتها بحسب أمزجة سياسييها فتكون تارة ايجابية وتارة اخرى سلبية حسب الحالة النفسية للمصرح ، ولنكاشف شعبنا بالحقيقة كاملة بعيدة عن \"الرتوش\" المصطنعة التي تجلب السخرية على مطلقها كي نعطي على الاقل لهذا الشعب (الذي أوفى بالتزاماته المعنوية والمادية تجاه السياسيين أملا بتغيير منشود) حقه ، كي لا ينقطع الخيط الرفيع الرابط بين الطرفين وغالبا ما سيكون الخاسر هو الشخص المراوغ ...
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- صفقات القرون في زمن الانحطاط السياسي
- الدعوة إلى تجديد الخطاب في المنبر الحسيني.. بين المصداقية ومحاولة تفريغ المحتوى