قديماً وفي المثل الشعبي العراقي كانوا يقولون \" تجيك التهايم وانت نايم\" لكن في وقتنا الحاضر ـ على ما يبدو ـ نسخ المثل واستبدل بقولهم \" تجيك التهايم وانت كايم\".
هذا ما حصل معي قبل أيام قليلة إذ أدهشني حوار ينشر باسمي وبصورتي مع إحدى الشخصيات الدينية المعروفة بمواقفها الوطنية وعملها المخلص الدؤوب في سبيل وحدة واستقلال واستقرار العراق الحبيب فمن لا يعرف سماحة العلامة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) .
الحوار مفبرك مائة بالمائة ويحتوي على أسئلة فجة سخيفة وإثارات ساذجة مفتعلة ذيلت بإجابات أكثر سخفا وفجاجة تدل على تدني المستوى الأخلاقي للمفبرك المنتحل شخصيتي وقد كتبتْ بأسلوب رديء جداً وبلغة جوفاء ولهجة خرقاء ليس بمقدوري وصفها بأكثر ولا أقل من ذلك.
بادئ الأمر كان وقع ذلك الحوار الملفق ثقيلاً على سمعي وبصري ولقد صرعتني الصدمة وكاد يسقط في يدي ولكن بعد أن قرأته وأعدت القراءة مرة أخرى وثالثة أطلقت بلا شعور على جناح الريح ضحكة ما زال أثرها ندياً في قلبي وشفتي والمكان الذي دوت فيه وقلت في سري \"يا لسخرية القدر\".. ما الذي دفع متحذلقا متذاكيا لاختلاق حوار يمسني؟ هل لأني كاتب مشهور إلى هذه الدرجة فاستخدمني قناعا يمرر من ورائه ما يريد ليضمن النشر أو الانتشار؟
بعد برهة قصيرة أنفقتها في التفكير بالأمر وجدتني أبعد ما أكون عن الحقيقة.. مسكين يا حيدر أوليت نفسك ما لا تستحق وحملتها ما لا تطيق.. من ذاك الذي يستر وجهه خلف قناع متهرئ مثلي؟!
أعدت قراءة نص الحوار مجددا فوجدته يدور حول نقطة محورية واحدة تشكل أساس البناء الكلي وتصيب الهدف المركزي مباشرة وفي القلب.. إنها أجندة بعثية صدامية تعمل جاهدة ليل نهار على ضرب رموز الدين والوطن، تارة بالدخول في ميادينها لتفجيرها من الداخل وتارة بالحوم حول قشرتها ومظهرها الخارجي لتشويه صورتها وتشويش صوتها الصادع بالحق.. إذن فالقضية أبعد مما كنت أتصوره بفطرتي أو (فطاريتي) كما درج القول الشعبي.
إنها مكيدة.. ولكن يا لغباء الكائدين اختاروني من بين صحفيي العالم لأني ـ كما ظنوا ـ الأغبى والأقوى في زمن يسود فيه القوي ويجود فيه الغبي.. يال السخرية..!
على أني أحاول هنا أن أقدم نصحي لأولئك المتحاذقين الحمقى الذين يقفون وراءهم فأقول: يكفي نشر غسيل العراق والعراقيين على حبال الأعداء.. فإن كنتم عربا كما تزعمون فدعوا أعراض الناس واتركوا الفضائح وتعالوا إلى كلمة سواء بينكم وبيننا نلتزم الشريف ونقتسم الرغيف ونسهم في بناء الوطن ونلملم جراحاته، فمحال أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، لقد ولى إلى غير رجعة زمان أسيادكم فثوبوا إلى رشدكم وتوبوا إلى بارئكم عسى أن يرحمكم الله ويقبلكم الناس...