- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ربيع الشهادة السادس مشروع إنساني تحت خيمة الإمام الحسين ( عليه السلام)
رفع الستار اليوم عن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة السادس والذي تقيمه وتشرف عليه الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين وفي بقعةٍ حملت بين ثناياها جسدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) وأهل بيته وأنصاره الذين رووا بدمائهم الزاكية هذه الأرض المباركة وأنقذوا الإسلام من الانحراف الذي أُريد له من قبل بني امية الذين سعوا الى تحويله من المنهج النبوي إلى الأموي ولكن الحسين ( عليه السلام) بثورته الخالدة كشف زيف أولئك المنحرفين.
ونحن ومن هذا المنطلق لابد لنا كجيل معاصر ان نستمر بهذا الطريق المعبد بدماء الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأنصاره من خلال إقامة المهرجانات الثقافية والحوارات البعيدة عن العنف من اجل إبراز المفهوم الإسلامي لثورة الحسين الخالدة يشارك فيها جميع أبناء الإسلام بكافة أطيافهم والعالم الإنساني بكافة أديانه فما أحوجنا اليوم الى إيصال الفكر الحسيني وأسباب نهضته الى العالم ولكن وفق طريقة هندسية وهي الهندسة الثقافية التي يتمكن من خلالها المهندسون الثقافيون الى إيصال الفكر الحسيني الى عقول الآخرين، وباعتقادي فان هذه الهندسة بحاجة ايضاً الى اختيار الكلمة التي من خلالها نخاطب القلوب بكل مشاعرها وأحاسيسها لأننا نعتقد عندما نصل الى القلب سوف ينفتح لنا العقل ونحن نعرف بأن الكثير من الناس قد آمنوا من خلال المحبة وهي أساس كل الرسالات، ففي كلمة للسيد المسيح ( عليه السلام) عندما أراد ان يختصر معنى (الله) في وعي الناس وعلاقتهم به قال ( الله محبة) فان الله تعالى أحبّ الخلق فخلقهم وأعطاهم كل هذا الوجود وهكذا نجد ان النبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
ومن هنا فإننا نركز في هذا المهرجان على الحوار بالتي هي أحسن مع جميع المسلمين ومع أهل الكتاب الذي يلتقون بالإسلام في خط التوحيد ولكن هذا المهرجان لا يشمل حضور الظالمين لأنهم لا يحاورننا بل يظلموننا لذلك لا حوار معهم اما من نختلف معهم فلابد لنا ان نختار الكلمة الأحسن والمناخ الأحسن لإقامة هكذا حوارات وبحسب اعتقادي لا ظرف أفضل ولا مناخ أحسن من كربلاء والحسين لتكون منطلقاً يجمع بني الإنسان في مهرجان ربيع الشهادة ، لابد لنا ان نعيش إنسانيتنا في إنسانية الأخر وان يكون الحوار والنقاش العلمي طريقاً لنشر المفاهيم الصحيحة من خلال ما أراده الحسين وأصحاب الحسين (عليهم السلام) لذلك نحن كمسلمون اليوم بحاجة ماسة للحوار كونه الطريق المربح الذي من خلاله نكتسب عقل الإنسان وفكره (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2