يفرون من مكان لآخر بحثا عن الامان وعدوهم وحشي لا يرعى حرمة طفلا او صغيرا وشيخا او نساء، عائلات جلها من الاطفال والنساء المستضعفين، تحوم عليهم طائرة حربية محملة بمختلف الصواريخ الفتاكة، تقصف البناية المكونة من ثلاث طبقات لتسويها في الارض، وتصعد ارواح سبعة اطفال وسبع نساء وبنتين وشباب الى السماء تشكوا لخالقها ما عانته من قصف وحشي لمسكن مدني، احدى ضحاياهم فتاة كانت تستعد ليوم زفافها.
جريمة شنيعة
جلست السيدة اللبنانية " نزهة ام علي" بشموخ وكبرياء اهل بعلبك الصامدون على الاعتداءات الوحشية لتسرد لوكالة نون الخبرية ما شاهدته من جرائم وحشية طالت ابناء شعبها واحبتها واقاربها وتقول ان" القصف الوحشي الذي مارسه جيش الاحتلال الغاصب طال المنازل والناس المدنيين من الاطفال والنساء وكبار السن، ومنهم زوجة شقيق زوجي وعائلاته، بعد ان طال القصف المباني السكنية التي تحيط بعمارتهم، فهربت من بيتها لوقوع الخطر بالقرب من سكنهم، اما ابنتها المخطوبة لابن عمها منذ ثلاث سنوات، والتي كانت تستعد للزفاف ونقلت كل مستلزمات وملابس العرس ولكن احداث الاعتداءات الوحشية أجلته، كما ان زوجها منتسب في الجيش اللبناني وكان في وحدته العسكرية، وهو يفترض انه غير مقصود بالاستهداف لان الجيش اللبناني ليس طرفا بالقتال، فذهبت الى بيت عمها في قرية "ضيعة اخرى"، وسكنوا (19) شخصا في بناية واحدة، بينهم اطفال ونساء وشيوخ كبار، واكثر شخص تعرض للصدمة هو والد العريس الذي ذهب لجلب طعام لهم، وعند عودته وجد العمارة التي تسكنها عائلاتهم قصفت بوحشية ودمرت طبقاتها الثلاثة بالكامل وسويت مع الارض واستشهد فيها (19) شهيدا بينهم (7) اطفال ومثلهم من والنساء وبنتين وثلاث شباب، وهي جريمة طالت ابرياء يسكنون في حي سكني مدني خالي من اي تواجد عسكري او مخازن للسلاح او الاعتدة".
قتل ام وولدها
تنفعل "ام علي" وهي تسرد حادثة قصف اجرامية ثانية وقعت لجارتها كانت شاهدة عليها بقولها ان " الطائرات الحربية لجيش الكيان الاسرائيلي الذي نفذت غارة غاشمة وقصفت المبنى الذي استشهد فيه (19) مدنيا في الصباح، عادت تلك الطائرات ليلا لتقصف بناية تقع بجوار سكننا فيها جارتي العجوز "ام حسين" التي تبلغ مكن العمر (80) عاما، هذه السيدة التي رغم انها تعاني بعض الاحيان من النسيان وتتكلم بكلام لا نفهمه، الا انها متلزمة بتعاليم الدين والعبادات بشكل مثير للاهتمام، حيث يتكون بيتهم من شقتين تسكن هي في الطبقة الارضية وولدها الذي يعمل سائقا لباص ويسكن في الطبقة الثانية، فاستشهدت العجوز على الفور، وحاول الباقون من اهل المنطقة انقاذ ولدها ولكن كانت اصابته خطيرة، واثناء نقله الى المستشفى بسيارة الاسعاف قضى نحبه شهيدا".
قصف البشر والآثار
لن يسلم من جرائم جيش الكيان الغاصب احد، هكذا تصف شاهدة العيان "ام علي" ما جرى ويجري في لبنان وتضيف ان" هناك عائلات جاءت فارة من مدينة الانصار وسكنت مدينة بعلبك قرب القلعة الاثرية وتعرضت العمارة التي يسكنونها الى القصف ليلا، ومنهم عائلة الشهيد " علي النامح" وولده الذي يعمل ممرضا في المستشفى، ومعهم عدد من اخوته، كما تعرضت قلعة بعبلك التاريخية وهي تعود لعصور الرومان الى القصف وتسبب القصف بالحاق الاذى بهذا الصرح التاريخي، كما هدد جيش الكيان الغاصب مواطنين فروا من القصف في مدنهم وسكنوا في المدارس وآخرين سكنوا في المقبرة بواسطة منشورات ترمى عليهم من الطائرات، وبعد ان وصل الحال الى هذا الحد من الخطورة وعن طريق الاتصالات بالاقرباء والمعارف وكيف يستطيعون الخروج من لبنان، فقررنا الخروج من بلدنا ولم تكن رحلتنا سهلة او آمنة، لان كثير من الطرق والمعابر قصفها طيران جيش الكيان الاسرائيلي، وعندما وصلنا الى المعبر الذي ينقلنا الى سوريا وجدناه قد قصف خمس مرات وتحول الى حفر عميقة تشبه الوديان والخطورة قائمة على من يستخدمه، وعند وصولنا الى المعبر عرفنا من عمتي وبناتها الثلاثة وهم من كبار السن تتراوح اعمارهم بين (80 ــ 50) عاما، عجزوا عن الخروج من المدينة ولا يوجد رجل ليعينهم او سيارة لتنقلهم، ابلغتني ان تهديدات جديدة اطلقها جيش الكيان الغاصب بضرب كل من يبقى بالمدينة، وقصفوا بالفعل مناطق قريبة جدا على من بقي في مسكنه، كما انقطع الاتصال بهن ولا نعرف مصيرهن الآن".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- جثث وأشلاء.. ماذا يتذكر العراقيون في اليوم العالمي لضحايا الإرهاب؟
- جثث وأشلاء.. ماذا يتذكر العراقيون في اليوم العالمي لضحايا الإرهاب؟
- "حسوني" رمي في الطرقات بجروحه: يد المرجعية الدينية الرحمية تنقذ طفلا من الضياع وتعالجه من التوحد