افتتح مؤتمر الاستشراق والامام الحسين تحت شعار " الامام الحسين عالمية وخلود برعاية المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة وحضور شخصيات دينية وفكرية وباحثين ومسؤولين حكوميين في الصحن الحسيني المقدس".
وقال الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي في كلمته خلال افتتاح المؤتمر ا " يزخر تاريخنا الاسلامي بحدث لافت وواقعة مهمة لا يجد المتابع والباحث بدا من الوقوف طويلا عندها والتأمل في جوانبها وحيثيتها المتنوعة ومضامينها وهي نهضة الامام الحسين (عليه السلام) وثورته المباركة ضد كل اشكال الظلم والاعتداء والانحراف والفساد وتثبيت قيم العدل والحرية والمساوات، تلك النهضة التي صنعت منها ارادة السماء على يد قائدها الفذ امثولة يحتذى بها، ونبعا ثرى تستقى منه كل معاني القيم الانسانية السامية ويستلهم منه طلاب العدالة والاصلاح اسمى الدروس والعضات في مسيرتهم لتحقيق ما يصبون اليه من اهداف وغايات نبيلة، وهذا الامر لا يختص بالمسلمين بل شمل غير المسلمين كذلك، وهو ما نجده في عشرات الاقوال والمواقف لعلماء ومفكرين ورجال دين وقادة وهم يتأملون هذه النهضة العظيمة التي لا نجد لها نظيرا في التاريخ الانساني فضلا عن التاريخ الاسلامي".
واضاف ان " الباحث الانكليزي جون اشر في كتابه "رحلة الى العراق" يقول ان مأساة الحسين بن علي تنطوي على اسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي، ويقول المستشرق الالماني ماربين قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس عليه ومن خلال اثبات مظلوميته واحقيته وادخل الاسلام والمسلمين سجل التأريخ ورفع صيتهما ولقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم الاسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لا دوام لهما وان صرح الظلم مهما بدى راسخا وهائلا في الظاهر الا انه لا يعدو ان يكون امام الحق والحقيقية كريشة في مهب الريح، وفي سياق ما تنطوي عليه النهضة الحسينية وقائدها الامام الحسين (عليه السلام) من اهمية بالغة في التاريخ الاسلامي وتأثير كبير في مجريات احداثه ووقائعه واسهام لافت في رسم ملامحة، كانت من الطبيعي ان تقع هذه النهضة العظيمة مادة دسمة للدراسات الاستشراقية وقضية لا يمكن تجاوزها من المستشرقين والباحثين في الشأن الاسلامي من غير المسلمين فكثرت الدراسات والابحاث وتنوعت الرؤى والافكار وكثر الكتاب والباحثون في هذا المضمار بين منصف ومجحف ومتطرف ومعتدل".
وتابع بالقول انه" لا يمكننا ان نشخص الرؤيا الاستشراقية تجاه النهضة الحسينية من دون الاشارة سريعا الى نشأة الاستشراق ودوافعه، ولعلنا لا نجانب الحقيقة اذا ما قلنا ان نشأة الاستشراق وتكونه لم تكون دوافعها واغراضها في مجملها في قراءاته الاولى على اقل تقدير، ففي الدافع الديني بالاستشراق كانت السمة التبشيرية هي السائدة فحاول المستشرقون ضمن هذا الدافع رسم سياسة التمايز العرقي والديني بين الشرق والغرب وعمدوا الى محو هوية الشرق الدينية وجعله يدين بديانة الغرب وسعوا الى تحقيق ذلك فكريا وعقائديا وكان للجانب الديني والعقدي تأثيرا اكبر فحاولوا انشاء قواعد فكرية تستقى منها الحقائق عن الاسلام".
واوضح العبايجي اما " الدافع الاستعماري الذي يضم تحت جناحه الدوافع السياسية والاقتصادية فقد كان له اثر في توجيه الاستشراق الى وضع طرق جديدة في جمع المعلومات عن الشرق المسلم فانفرط عدد كبير من المستشرقين في خدمة الاستعمار واستفادوا من ادواته في توسيع امتداداتهم المعرفية التي كان من الصعب الوصول اليها من دون الخدمة التي قدمها الاستعمار لهم، ومن هنا حاول عدد من المستشرقين تشويه صورة الاسلام في الغرب والتعرض الى الاسلام ورموزه من الانبياء والاوصياء واضعافه بشتى الوسائل والطرق، ولكن في سياق النظرة المنصفة للحركة الاستشراقية لا ننكر ان هناك دافعا علميا نزيها كان الغرض منه حب الاطلاع واشباع الرغبة العلمية البحتة في استكشاف الشرق والافادة من حضاراته ونتاجه العلمي، لاسيما الحضارة الاسلامية بثقلها العلمي والفكري، لذا نجد عددا كبيرا من المستشرقين ممن انصفوا الاسلام واهتموا بتاريخه وكان لهم دور كبير في حفظ كثير من تراثه واعادة نشره وتحقيقه، وفي اطار هذا التقييم السريع لنشأة الاستشراق ودوافعه كان من الطبيعي ان لا تخرج النهضة الحسينية من هذه الاحكام فانساق كثير من المستشرقين وراء نوازعهم الذاتية والدينية وخلفياتهم الفكرية والثقافية والعرقية وغاياتها الخاصة منطلقين من دوافع المستشرقين آنفة الذكر فانتجوا افكار وتحليلات شوهت ثورة الامان الحسين (عليه السلام) واهدافها في اذهان الغربيين والمسلمين معا".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ صلاح السباح
أقرأ ايضاً
- الرئيس العراقي يبحث مع نظيره الأذري تعزيز التعاون في مؤتمر COP 29
- في كربلاء المقدسة.. العتبة الحسينية توزع (3000) قطعة ملابس شتوية على العائلات اللبنانية
- الرئيس العراقي يتوجه إلى أذربيجان للمشاركة في مؤتمر المناخ