بقلم:عباس الصباغ
رغم الحصول على استنكارات واسعة من جميع انحاء العالم ومن اعلى المستويات على خلفية حادثة استهداف منزل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ومحاولة اغتياله بثلاث طائرات مسيرة تم تفخيخها لهذا الغرض ، يعد هذا الحادث قياسا الى المناخ العام للمشهد السياسي العراقي حدثا نوعيا ، ولكن يجب ان لا يمر مرور الكرام ويُؤخذ كحدث عابر ضمن مجريات الاحداث العراقية المشابهة التي يتم تغطيتها في نشرات الاخبار المعتادة والـ(العواجل) اللاحقة بها ، وان لا يخضع لسلسلة لجان تحقيقية تقليدية يتم نسيانها او تجاهلها بالتقادم فيما بعد . وكم حادثة استهداف آثمة وقعت من قبل وتحت يافطة السلاح المنفلت الذي تغوّل كثيرا ابتداء من استخدام السلاح الخفيف وليس انتهاء باستخدام الصواريخ والكاتيوشات واخيرا كانت الطائرات المفخخة والمسيرة هي اخر القادمين والهدف راس الدولة العراقية هذه المرة بعد ان كانت السفارات والمطارات ومقرات الدول الحليفة للعراق هي الهدف وفي كل تلك الاهداف وطيلة السنين الماضية كان السلاح المنفلت وبكافة انواعه يصول ويجول دون رقيب او محاسبة ولكن ان تكون الطائرات المسيرة والمفخخة اخر القادمين فهذه تحتاج الى اكثر من وقفة ومعالجة. مستخدمو السلاح المنفلت ليسوا اشباحا يرتدون طاقية الاخفاء التي رأيناها في افلام الفطازيات المضحكة او هم كائنات فضائية اتوا من عوالم مجهولة ، بل هم اناس معروفون بذواتهم وانتمائهم الايديولوجي الذي تزامنت مسالة نتائج الانتخابات كإضافة غير متوقعة معه تزامن معها ضرب منزل رئيس الوزراء وبهذا الاستهداف النوعي الخطير وفي المنطقة الخضراء شديدة التحصين ، فهذا يعطي صورة سلبية عن سهولة انتهاك الامن الوطني العراقي في اي وقت ومكان فلا يوجد اي شخص او مكان يخلوان من الاستهداف وباي سلاح كان بعد ان وصلت الاستهدافات الى ذروتها ، فتكررت الصورة السلبية المرسومة عن العراق في الاعلام الاصفر بانه بلد غير آمن كما كان إبان الاعمال الارهابية التي كان يمارسها تنظيما القاعدة وداعش الارهابيان مايسهم بنفور المشاريع الاستثمارية من البلد وهو بامسّ الحاجة اليها في هذا الوقت. الاستنكار وحده لايكفي اذ يجب ان يتكاتف المجتمع الدولي مع العراق وعدم تركه وحيدا في الساحة ويجب ان يتحرك بأقصى سرعة بما لديه من امكانات ومؤهلات لمساعدته في تجاوز هذه المحنة التي لم تعد شانا داخليا فقط فقد يمتد السلاح المنفلت الى مالا يحمد عقباه ويهدد الامن الاقليمي والعالمي كما حدث في شباط (2...6 ) في سامراء والموصل فيما بعد . وذكّر عسى ان تنفع الذكرى .
أقرأ ايضاً
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- إضحك مع الدولة العميقة
- العراق.. "أثر الفراشة" في إدارة الدولة