بقلم: د. بلال الخليفة
الطفكة هي كلمة شعبية شاعت مؤخرا وتطلق كناية عن التصرف السريع والمستعجل والعشوائي دون التأكد والتروي في ملابسات الوضع ودون حساب نتيجة الكلام أو الفعل الصادر عن الطفكة.
اولا: لنأتي على بيان اسباب الطفكة
1. قلة الوعي والإحاطة بالموضوع وهذا بالنتيجة يؤدي بذلك الشخص إلى الشعور بأنه اعلم الموجودين وبالتالي من حقه الطبيعي الافتاء في الموضوع وإبداء رأيه وكأنه عالم بكل حذافير الحدث.
2. الحقد: هو شعور يؤدي بصاحبه الى اتخاذ حكم مسبق تجاه حدث أو شخص أو جهة، اي انه كان ينتظر وقوع حدث ما، كي ينسبه إلى تلك الجهة او ذلك الشخص.
3. الدهاء: ويمكن تعريفه بكلمة أخرى وهي التوظيف الاعلامي للحدث والاستفادة القصوى من ذلك، هذا ان لم يكن هو من قام بصنع الحدث بنفسه.
4. التفكير الجمعي: او سياسة الانتماء إلى القطيع، وهنا هو لا يفكر ولا يستنتج هو فقط من يقوم بتقليد تصرفات الآخرين او اجترار الرأي والذي عادة ما يكون ذلك الرأي موجه باتجاه معين ومحسوب النتائج والسيناريو.
5. الطشة: هو مرض اصاب معظم مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي والسبب هو أن ذلك الشخص مصاب بعقدة الحقارة ويريد بالطشة ان يتجاوز ذلك ويبني له مجد او سمعه من أمور يعتقد بأنها نافعة وهي بالفعل نافعه لكن على الجهلة لا من هم يميزون الغث عن السمين.
6. المآرب الشخصية: البعض ممن (يركب الموجة) ويريد ان يظهر للناس انه مهتم بالأحداث الواقعة وذلك لغاية سياسية (كأن يريد أن يرشح في الأيام القادمة) او يبين لجهة معينه انه يتبنى رأيهم ويقف لجانبهم، كي لا ينسوه حينما يتم توزيع الغنائم.
ثانيا: طرق الطفكة
1. إن من أهم طرق الطفكة هي النسخ واللصق في برامج التواصل الاجتماعي
2. ترديد الببغاوي الخالي من التفكير او اجترار الخبر
ثالثا: مثال
بعد أن اتينا على بيان اسباب الطفكة، لنأتي الان ونسيق مصداقين حدثا هذه الأيام كمثال لهذه الظاهرة وبشكل كبير وفظيع
1. حادثة ابن أيوب واختطافه ولكن النتيجة والتصوير ان الطفل كان يمشي مع المشاية ومن تلقاء نفسه.
2. حادثة مقتل ابو المحامي المختطف (انا ضد القتل باي مسمى كان وتحت اي ذريعة) ما يهمني هو ما تم إطلاقه من اتهامات بعد ثواني لجهات معينه، ولكن بتصريح متلفز لقائد الشرطة قال ان الموضوع جنائي.
3. لا عتب على اشخاص تكون لديهم دوافع معينة قد بينت اعلاه، لكن الغريب ان وكالات انباء كبيرة وقنوات معتبرة وتمثل الجهات الرسمية لدول هي من تعاني من الطفكة. بالحقيقة ان هذه النقطة هي ليست طفكة بالمعنى الدقيق، بل هي تسويق لراي وفكرة يراد لها ان تعمم وسط اللامعات والجهلة لكي يقوموا بترديدها.
4. توجد شريحة خطيرة جدا في المجتمع تعاني من الطفكة، وهي بعض الطبقة السياسية، (ان الناس على دين الملوك)،(والوحدة بآمرها) أي ان راي ذلك الزعيم السياسي سيردده ببغاواته الذين يمثلون الاف او ملايين، اعتقد ان سبب طفكة السياسيين هي تسقيط الخصوم باستغلال وتوظيف الحدث لان لدية مصادر ويعرف الحقيقة.
رابعا: النتيجة
1. اقول ما يقوله القرآن الكريم (كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تعلمون).
2. اقول ما قاله القرآن الكريم أيضا (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
3. إن نتيجة الطفكة قد تؤدي إلى نهايات حزينة ومؤلمة لناس هم غير مذنبين ولا دخل لهم بالموضوع.
4. قد تؤدي بإضرار على صاحب الطفكة نفسه، مثلا، ان من اتهم زيفا وكذبا، بأن يقيم عليه دعوى القذف والتقسيط الاعلامي.
5. إن الطفكة تربك الوضع الاجتماعي وتخلط الامور وبالتالي نكون قد أعطينا ذريعة وبيئة مناسبة للمتصيدين بالماء العكر.
أقرأ ايضاً
- هجرة العقول العراقية والعربية: اسبابها ونتائجها وحلولها
- احد اهم الاسباب لاستهداف المرجعية ووكلائها
- دروس من التشتت واسبابها (مالكوم اكس انموذج)