قال السيناتور الاميركي جون ماكين انه لمس بنفسه كيف تحسنت الاوضاع في العراق حين اشترى الخبز بنفسه من وسط بغداد امس السبت، في وقت شن هجوما عنيفا على رئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي وطالبه ان يتحدث \"وفق حجمه السياسي\" الذي افرزته نتائج الانتخابات.

وخلال حديث مع وسائل الاعلام العراقية نظم في السفارة الاميركية قال وفد رباعي من مجلس الشيوخ الاميركي يضم جون ماكين وجو ليبرمان، ان من المهم ان تعكس الحكومة العراقية الجديدة \"نتائج الانتخابات وارادة الشعب\". وتحدث ماكين وهو مرشح جمهوري سابق للرئاسة الاميركية وكان من مؤيدي حرب العراق، عن زيارة وفد الكونغرس قائلا انها \"جولة دورية نقوم بها لتقييم الاوضاع، وسننتقل الى افغانستان للاطلاع على ما يجري هناك، ثم نزور القدس لتقييم الجهود المبذولة لإنجاح عملية السلام\". وسألت \"العالم\" ماكين عن مدى استعداد اميركا تنفيذ انسحابها المقرر الشهر المقبل رغم ان الحكومة الجديدة لم تتشكل بعد ما يعني استمرار الفراغ الدستوري، فقال انه يأمل ان تتشكل الحكومة قبل آب (أغسطس) المقبل \"كما ان واشنطن لا تخشى اي تبعات من الانسحاب، لأن القوات العراقية تطورت كثيرا وفق تقييمات قيادة العمليات الاميركية\". وتابع \"على سبيل المثال اجد اليوم ان هناك فرقا كبيرا في الاوضاع مقارنة بما كان قبل ثلاثة اعوام، وقد لمست ذلك بنفسي، حيث اشتريت الخبز من قلب بغداد، ولم اشعر بأي قلق\". وفي تعليق على تصريحات زعيم المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي الذي اتهم واشنطن في تصريحات سابقة بأنها تتدخل لشق صفوف التحالف الوطني (الشيعي) قال ماكين انه لم يسمع شخصيا بتلك التصريحات، لكنه يود ان يطلب من \"السيد الجلبي ان يتحدث وفق حجمه السياسي، اذ ان حزبه لم يحصل إلا على مقعد واحد في الانتخابات الاخيرة\" على حد تعبيره. وتابع ماكين انه واعضاء مجلس الشيوخ الآخرين اجروا مباحثات مطولة \"مع رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي، الى جانب لقاء عابر مع زعيم القائمة العراقية اياد علاوي\". ورفض ماكين التعليق على ما يقال من ان \"تمسك المالكي بمنصبه يعيق ظهورا سلسا للحكومة المقبلة وقد يؤدي الى عرقلة التداول السلمي للسلطة\" مكتفيا بالقول ان على العراقيين ان يشكلوا حكومة \"لا دخل للآخرين في تكوينها، وأن يمنعوا التأثيرات السلبية الخارجية، وان يتمسكوا بنتائج الانتخابات\". وتابع \"انتم في العراق، ستظلون حلفاءنا، حتى لو انسحب الجيش بالكامل العام المقبل، لأن ذلك الحدث سيكون فاتحة تعاون اقتصادي وثقافي وسياسي عميق \".