حققت لعبة الدراجات خلال السنوات الأخيرة الكثير من الانجازات العربية والآسيوية ,جاء يتفاني وإخلاص العاملين في الاتحاد واللاعبين والمدربين والحكام ولعل ما حققته اللعبة مؤخرا بحصول فتاها على وسام برونزي هو الوحيد للعرب من بطولة آسيا في الإمارات دليل على أن اللعبة في تطور رغم الظروف الصعبة التي تحيط بها ,وان فتاها الأسمر الجنوبي قد عقد العزم على الانطلاق خارجيا بكل عزم وإرادة ,سعد علي ياسين الفتى القادم من (سياب )الجنوب ومحملا بعنفوان الفيحاء وثغرها الباسم حقق في زمن قياسي برونزيتين الأولى عربية وأخرى آسيوية , فحقق وجوده وفرض تواجده كأي بطل آسيوي في العراق هو من مواليد البصرة 1993 ينتمي لعائلة تعتاش على الصبر وتلتحف بالقناعة ,التقيناه وكان لنا معه هذا الحوار .

* برونزيتان حصيلة ثمان سنوات كيف تراها ؟؟

- أتت بجهد وتعب وقلق وإرادة وإصرار وجهد كبير من المدربين الذين تعاقبوا على تدريبي خلال ثمان سنوات متواصلة وسط ظروف صعبة تحيط باللعبة .

* أي عام بدأت تستهويك اللعبة ؟؟

- عام 2003 استهوتني اللعبة ودخلت عالمها من خلال نادي الجنوب الرياضي الذي بقيت معه حتى عام 2009 اشرف خلالها على تدريبي المدرب القدير يحيى إبراهيم حمزة وكنت خلالها أيضا بطلا للدراجات في البصرة لفئة الناشئين وحققت خلالها المركز الثالث في بطولة العراق للناشئين التي أقيمت حينها في محافظة الديوانية والمركز الثاني في بطولة العراق للناشئين التي أقيمت في محافظة اربيل .

* وبعد مرحلة البدايات انتقلت للديوانية ؟؟

- بعد أن استطعت أن أحقق قدرتي وموهبتي في التواصل مع اللعبة قررت هجرت نادي الجنوب والتوجه إلى نادي الدغارة في محافظة الديوانية عام 2009 وهناك شعرت باني لاعب ورياضي حقيقي .

* لحظة كلامك مبهم ...لماذا شعرت مع الدغارة بأنك لاعب ورياضي حقيقي؟؟

- لأني لأول مرة اجني ثمر تعبي وأوقع عقدا واستلم مالا على جهودي الرياضية فنادي الجنوب لعبت لهم مجانا بدون راتب بل كانت كل المشاركات التي كنت اشترك فيها في البطولات من جيبي ولم يكونوا منصفين معي ماليا لاسيما وهم يعرفون أني من عائلة فقيرة جدا لا تملك قوت يومها وأنا عاطل عن العمل ومثلا حتى حينما يستلمون مبالغ من الجازة الكبرى وغيرها لم يبادروا بتشجيعي بمبلغ مالي أسد فيه عوزي إلا أن نادي الدغارة وقعت معهم عقدا بمبلغ مليوني ونصف المليون دينار عراقي.

* مالذي حققته مع الدغارة خلال فترة تعاقدك معهم ؟؟

- حققت معهم المركز الأول في بطولة الديوانية والمركز الأول فرديا وفرقيا في بطولة المربع الذهبي التي أقيمت في اربيل .

* انتقلت بعد الدغارة إلى نادي الكهرباء وكان بالنسبة لك حلم ؟؟

- نادي الكهرباء كان بالنسبة لي حلم كبير وسعيت للظفر به بكل ما استطعت كي أؤمن مع هذا النادي حياتي من ناحية التوظيف حتى جاءت ساعة التعاقد معه عام 2010 .

* مع الكهرباء فتحت لك بوابة البرونز ؟؟

- مع نادي الكهرباء كانت الأحلام تتجدد بان أكون بطلا عربيا أو آسيويا وحتى عالميا وحققت مع النادي الكثير اولها حصول فريقنا بشكل كلي على المركز الاول فرقيا والثاني فرديا في بطولة العراق وفي بطولة و مازندران في إيران حصلنا فرقيا على المركز الثالث التي أقيمت في كركوك ومن ثم حصلت على الميدالية البرونزية في بطولة الإمارات وفي العام التالي منعنا من المشاركة في بطولة قطر بسبب الأعمار فكان إصرارنا اكبر بالقادم من البطولات حتى حصلت بإصرار كبير على الوسام البرونزي في بطولة آسيا التي أقيمت في الإمارات هذا العام.

* مالذي يميز البرونز الثاني عن كل ما حققته من قبل ؟؟

- إن الوسام البرونزي الأخير جاء بعد إصرار وجهد فضلا عن أننا لم نكن مهيئين بما فيه الكفاية من ناحية المعسكرات التدريبية والتجهيزات فان الفرق العربية مثلا المشاركة معسكراتها كانت لمدة شهر كامل في إحدى الدول الأوربية ونحن معسكراتنا في محافظات العراق التي فيها نوع من المخاطرة وعدم الأمان وانعدام المضمار الخاص باللعبة والدراجات الصالحة للعبة فنحن والحمد الله نلعب بدراجات غير قانونية في اللعبة وتعتبر وفق مصطلحات العسكر (سلاح سز) ومع هذا نحصل على الوسام البرونزي الوحيد للعرب وسط تلك الدول المتطورة هكذا نقيس حلاوة ومتعة الانجاز بأنك تحقق انجاز من العدم والمستحيل .

* على الصعيد الشخصي مالذي استفدته من بطولة آسيا الأخيرة ؟؟

- أكيد الاحتكاك مع أبطال آسيا الذي أتاح لي التعرف عن أداءهم وطريقة تواصلهم مع تطور اللعبة .

* أي حلم تبحث عنه الآن بعدما تربعت على عرش آسيا؟؟

- الأحلام لا تتوقف مطلقا أو تموت فحلمي الآن هو العالمية وسأحققها إن هيئ لي ما يكفي لانجاز عالمي.

* كيف تتحدد أهم معوقات تحقيق الانجاز بالنسبة للدراجات ؟؟

- أهم المعوقات التي يعاني منها أي انجاز وليس فقط الدراجات هي البنى التحتية وهنا اقصد المضمار والتجهيزات أي الدراجات الحديثة والمعسكرات الطويلة الأمد .

*لمن يعود فضل تطور اللعبة برأيك في العراق ؟؟

- أكيد يعود تطور اللعبة للاتحاد المركزي وخططه وبرامجه نظريا أما عمليا وعلى ارض الواقع فلابد أن نسجلها للتاريخ بان المدرب سمير راجي هو من سعى وجاهد وحقق التطور الحاصل باللعبة فهو مدرب حريص جدا على عمله وطموح جدا في تحقيق افضل الانجازات في ميدان عمله .

* في مشوارك كم بصمة تدريبية تحتفظ بها في ذاكرة الوفاء؟؟

- ثلاث بصمات اعتز بها واحتفظ بها في ذاكرة الوفاء طالما حييت أولها لمدربي ومعلمي الأول في نادي الجنوب يحيى إبراهيم والثانية لمدربي في الكهرباء فرقد جاسم وأهمها لمدربي في المنتخب سمير راجي .

* مالذي تحتاجه اللعبة فنيا لتتطور؟؟

- تحتاج إلى مدارس خاصة باللعبة يشرف عليها أساتذة أجانب من ذوي الاختصاص لهم خبرة كبيرة وطويلة نظرية وميدانية في اللعبة .

* هل تعتقد أن اللعبة بخير في العراق ؟؟

- بالتأكيد بخير ...لدينا إمكانيات بشرية هائلة في اللعبة باستطاعتها أن تحقق انجازات كبيرة إلا أن مايعوقها الدعم فقط .

* هل ستتواصل ويتواصل معكم صانع انجازكم سمير راجي ؟؟

- توجد بعض المشاكل مابين المدرب والاتحاد نتمنى أن تنتهي ويعود سمير راجي إلى مكانه الطبيعي واستحقاقه في تدريب المنتخب لأنه حقق انجازات ولابد أن يشكر عليها وان يتسامى الاتحاد ويترفع عن الجزئيات لان اللعبة أهم من أي تقاطع أو معوقات .

* هل الاتحاد يمنحكم حقوقكم ؟؟

- بكل تأكيد إن الاتحاد بكل أعضاءه قادة مثاليون يستحقون الشكر لكل ما يقدمونه لنا من دعم.

* كيف ترى دعم اللجنة الاولمبية الوطنية لانجازاتكم؟؟

- كان من بين احلامي هو ان اقف امام الكابتن رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وتحقق ذلك عبر الاجتماع الاخير به وتكريمه لي .

* كيف كان اللقاء ؟؟

- اللقاء ممتاز وطرح فيع رئيس وأعضاء الاتحاد كافة معوقات اللعبة واستمع الكابتن رعد حمودي لكل ما قيل وكان حنونا وإنسانيا جدا وطالب بتحقيق الانجاز ولو بالمستحيل مقابل أن تقف الاولمبية داعمة لكل انجاز يحقق.

* هل العائلة الآن فخورة بك ؟؟

نعم وسر نجاحي وما حققته يعود لعائلتي التي علمتني كيف أحقق نصر من خسارة وانجاز من عدم ,هم فخورين فيه وأنا فخور بهم جدا وأحاول أن أعوضهم عن سنوات المحنة والقسوة التي عشناها معا سابقا .

* إن سألتك أي كلمات تضيف على هذا الحوار ..ماذا تضيف ؟؟

- أقول شكرا لعائلتي التي ساندتني ووقفت معي طيلة تلك الفترة والى الأب المثالي محمود سعدي والأب الروحي سمير راجي والى كل من وقف إلى جانبي ويدعمني ويسند مسيرتي بالكلمة أو بالفعل ولكم انتم ختام الشكر لأنكم تسلطون الضوء على جنود مجهولون همهم رفع عالم العراق عاليا في المحافل الخارجية .

حاوره – عدي المختار