انتقد ممثل المرجعية الدينية العليا السيد احمد الصافي (تأخير المصادقة الموازنة العامة للبلاد من قبل البرلمان العراقي) مستغرباً من أن (موازنة العام السابق (2007) قد تمت المصادقة عليها في الشهر الثالث وكان من المفترض التصديق على موازنة العام الحالي قبل شهر إلا انه لم يتم المصادقة عليها حتى هذا الوقت) جاء ذلك في خطبته الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف يوم الجمعة 30محرم 1429هـ الموافق8/2/2008م.
وأشار السيد الصافي إلى أن (العراق بلد يمتلك خزينا كبيرا من الموروث الفكري والثقافي وانه بلد ليس فقيرا لكننا لو تتبعنا الدويلات والحكومات المتعاقبة على حكمه وحتى في العصر الحديث نجده يعاني العديد من المشاكل حيث انه بلد غني لكن الناس يعيشون فيه عيشة الفقراء!) مبينا أن (هذه الحالة التي وصل لها العراق لم يشترك فيها عامل واحد بل إن هناك عدداً من العوامل).
وحول زيارة السيد الصافي لبغداد مؤخراً أشار إلى انه (ومن خلال جلساته مع مسؤلي الكيانات السياسية بجميع طوائفها بأنهم قد بينوا أن جميع تلك الكيانات يعتقدون أن حقوقهم لم تعط لهم سواء أكانوا من السنة والشيعة والأكراد والتركمان أو من باقي الطوائف الأخرى).
مشيرا إلى أن (مطالبة تلك الكيانات بحقوقهم هي مسألة طبيعية لكن الوضع الذي يعيشه العراق بحاجة إلى مشاركة وتعاون وتنازلات من كل الجهات مقابل استقرار البلد والسعي لتحقيق أهداف اكبر في العام المقبل).
وتطرق السيد الصافي بعد ذلك إلى فاجعة سامراء المقدسة متسائلا (من هدم وأفتى وقام بتمويل تهديم مرقد العسكريين عليهما السلام؟!!!) مضيفاً (ما هي الفائدة التي حصلت من تهديم مرقد العسكريين عليهما السلام؟!!!) موضحا أن (تهديم هذا المرقد قد أعطى شحنة ودفعا لانطلاق وائتلاف لأبناء البلد الواحد) مبينا أن (اعمار مرقدي سامراء المقدسة أصبح ليس مطلبا شيعيا بل مطلبا إسلاميا وحتى أن هناك خروج لعدد من المسيرات الضخمة في دول العالم اشترك فيها العديد من غير المسلمين باعتبار مرقد العسكريين صرحا عراقيا يمثل مزارا للشيعة والسنة وصرحا حضاريا لغير المسلمين) مبينا أن (إعادة بناء المرقد بحاجة إلى خطاب من قبل الجهات الدينية التي لها تأثير في الشارع العراقي).
وتابع السيد الصافي حديثه (انه بالرغم من التكرار المستمر للحديث حول مسألة البطاقة التموينية إلا أنه من الضروري تناول هذه القضية بصورة مستمرة كون أن لها مساس بالمواطن العراقي ومن الضروري البحث عن أسبابها) مبينا انه (من خلال ما نقل له من بعض الإخوة في وزارة التجارة ان الذين تم تعيينهم في الشركة العامة للمواد الغذائية والشركة العامة لتجارة الحبوب ليسوا من ذوي الكفاءة بالإضافة الى أن هاتين الشركتين المهمتين لم يتم تعيين مدير عام لكل منهما بل يتم تعيين مدير بالوكالة منذ سقوط الطاغية ولحد الآن في كل مرة !!! ويتم سحبه من وزارة أخرى) موضحا ان (الشخص الذي نقل له - وهو من ذوي الاختصاص - ان احد المعينين لموقع مدير عام الشركة الغذائية كان مفوض شرطة سابقا في محافظة ذي قار!! بالإضافة إلى إن احد المدراء السابقين كان معلما وعضو شعبة وقد تم استخدامه من إحدى الوزارات على حد قول الشخص الذي نقل له).
وتسائل إمام جمعة كربلاء المقدسة (لماذا التعامل بمثل تلك الأخطاء والمصالح مع بلد يعتبر منجما للكفاءات وقد أعطى شبابا بعمر الورود حياتهم من أجل بناءه ووقف شامخا أمام المشاكل رغم ذلك، وما زال المواطن العراقي يبحث عن الوقود في فصل الشتاء وعن المراوح اليدوية في فصل الصيف!!!).
وطالب السيد الصافي في ختام خطبته (إننا بحاجة إلى ثقافة حول ما يحدث حولنا وان على المسؤولين إن يبينوا ماذا يحدث وأن هناك الكثير من الحقائق نحتاج إلى فهمها وهناك الكثير من المؤتمرات التي تعقد خارج البلاد ويتم صرف مبالغ طائلة لمحاضرات او ندوات لكننا لا نفهم ماهي الايجابيات من تلك الندوات والمؤتمرات) مضيفاً (وحتى مسألة الحديث عن تخفيض ديون العراق حيث نسمع دائما عن إعطاء أرقام كبيرة كتخفيض من الديون العراقية من بعض الدول لكن يتسائل المواطن العراقي ما هي ثمرات هذا التخفيض؟!!! وكيف كان البلد قبل ذلك التخفيض؟!! وكيف أصبح وضعه من خلال تخفيض هذه الديون؟!!!).
مضيفا إننا (بحاجة إلى إعلام يكشف الحقائق يوازي الإعلام الذي يعكس الصورة المشوهة ويقوم بعملية تحريف الحقائق ويتربصون الدوائر حتى أصبح يتم استغلال مسالة الفساد الإداري لتشويه سمعة بعض الشخصيات).
موقع نون الخبري
أقرأ ايضاً
- لبنان :مساعدات السيد السيستاني تدق أبواب دير الأحمر”، وهذه هي المناطق المشمولة
- نائب محافظ ذي قار ينتقد موظفي التعداد: سنعاقب المقصرين
- وزارة الصحة اللبنانية: 3645 شهيدا و 15355 جريحا منذ بدء العدوان