دعا سياسيون الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية لاتخاذ تدابير احترازية لمنع هجمات محتملة على المراقد الشيعية وغيرها من الأماكن التي تعتبر حساسة انتقاما لمقتل قائدي تنظيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي، ففي حين اعتبر سياسي كردي أن الحرب مع القاعدة هي حرب مستمرة ولن تنتهي، أكد عضو بائتلاف دولة القانون أن القاعدة لن تستطيع التأثير على العملية السياسية مهما قامت به من أعمال عنف.
وكان رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي أعلن في مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين إن \"خلية استخبارية تمكنت خلال اليومين الماضيين من قتل زعيم دولة العراق الإسلامية أبو عمر البغدادي وزعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري واعتقال عدد آخر من قيادات القاعدة في عملية نفذتها بمنطقة الثرثار، غرب الانبار، كما أشار إلى أن الخلية الاستخبارية التي ألقت القبض على هؤلاء عثرت خلال العملية على وثائق وأجهزة كومبيوتر تحوي معلومات ورسائل بين قيادات القاعدة في العراق وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وشهد اليوم أيضا إعلان قيادة عمليات بغداد عن مقتل القائد العسكري لتنظيم القاعدة في مناطق شمال العراق احمد العبيدي الملقب بأبي صهيب خلال عملية عسكرية شنتها فجر اليوم قوة مشتركة عراقية أمريكية في مدينة الموصل.
من الطبيعي أن ترد القاعدة على مقتل قادتها
ويتوقع القيادي في قائمة التحالف الكردستاني محمود عثمان أن \"تقوم القاعدة بردود فعل قوية\"، على مقتل قائديها في العراق أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي، ويعتبر أن ردة فعلها هذه تعد \"أمرا طبيعيا\".
ويستدرك عثمان ، قائلا إن \"القضاء على القاعدة ومكافحتها أمر ضروري مهما كانت ردود أفعالهم وأعمال العنف التي يقومون بها\"، مبينا أن \"الحرب مع القاعدة هي حرب مستمرة ولن تنتهي\"، حسب قوله.
ويلفت القيادي في قائمة التحالف الكردستاني إلى أن \"القاعدة قد تستهدف كل شيء ومن بينها المراقد الدينية لأنها لا تفرق بين الأهداف التي تنتخبها\"، داعيا \"الأجهزة الأمنية إلى تشديد إجراءاتها خلال الفترة المقبلة في حماية الأهداف الحساسة\".
ويعتبر حادث مقتل البغدادي والمصري الثاني من نوعه الذي يتم فيه تصفية قادة تنظيم القاعدة الكبار في العراق بعد مقتل زعيم \"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين\" الأردني أبو مصعب الزرقاوي، في شهر حزيران 2006 في عملية جوية نفذتها طائرات أميركية على المكان الذي كان يختبأ فيه في ناحية بهرز، 15 كلم جنوب مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.
الجهد الاستخباري ونضوج الشعب سيمنعان أي عمل للقاعدة
من جهته، يرى عضو ائتلاف دولة القانون عبد الهادي الحساني أن \"تنظيم القاعدة رغم هزيمته الأخيرة المتمثلة بمقتل قائديه أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي إلا انه سيستمر في زرع الخوف والرعب من خلال القيام أعمال العنف ضد الشعب العراقي\".
ويضيف الحساني ، \"فقط تطور الجهد الاستخباري ونضوج فكر الشعب العراقي سيمنعان أي عمل للقاعدة مستقبلا لإثارة المشاكل بين العراقيين من خلال استهداف المراكز الدينية\"، مبينا أن \"القاعدة لن تستطيع التأثير على العملية السياسية في العراق ووحدة الشعب العراقي مهما قامت بأعمال عنف\".
ويعتقد الحساني أن \"مقتل زعيمي تنظيم القاعدة تعد رسالة موجهة لأي جهة تحاول قتل العراقيين وإحداث فتنة بينهم، بأنها لن تكون بعيدة عن يد القانون\"، حسب تعبيره.
وكان وزراء الدفاع والأمن الوطني والنقل قد كشفوا في الرابع عشر من شهر نيسان الحالي في مؤتمر صحافي بمدينة النجف أن إغلاق المطارات العراقية الذي حدث في الأسبوع الأول من الشهر الجاري جاء لأسباب أمنية وصفوها بـ\"خطيرة\"، مؤكدين أن \"مجلس الأمن الوطني سيدرس خلال اجتماعه المقبل قضية استمرار إغلاق مطار النجف الدولي مع الأخذ بالاعتبار التهديدات الأمنية والتعامل معها بجدية\".
لا يمكن السماح بتكرار سامراء
من جانبه، يشدد عضو حزب الفضيلة المنضوي في الائتلاف الوطني العراقي صباح الساعدي على أن \"حدوث عمليات انتقامية يمكن أن تؤدي بالعراق إلى كارثة حقيقية، لأن المقدسات الموجودة في العراق تحظى باحترام أغلب العراقيين ولا يمكن السماح بتكرار ما حدث في عام 2006 عندما جرى تفجير مزار الإمام العسكري بسامراء\"، حسب تعبيره.
فيما يحث الساعدي ، الحكومة العراقية \"على أن تحشد كل طاقاتها لمحاصرة خلايا القاعدة النائمة والإرهابيين، الذين يحاولون إشعال نار الفتنة من جديد والاقتداء بالدول الغربية التي استطاعت طرد الإرهاب\"، بحسب تعبيره.
ويشير عضو حزب الفضيلة إلى أن \"التوتر السياسي الموجود وعدم قدرة القوى السياسية على تجاوز تبعات الانتخابات يعتبر رسالة غير طيبة للمواطن العراقي من جهة، ومشجعة من جهة أخرى للتكفيريين لاستغلال الفراغ السياسي\".
مقتل زعيمي القاعدة لا يعني توقف عمله
أما المحلل السياسي إبراهيم الصميدعي فينبه إلى أن \"تعرض تنظيم القاعدة إلى ضربة قاصمة من خلال مقتل زعيميها أبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي، لا يعني توقف عمله\".
ويبرر الصميدعي ذلك بقوله إن \"تنظيم القاعدة يعمل بعدة خيوط قيادية فإن قتل أحدها يمكن أن يحل محله قائد بديل لقيادة العمليات بأسرع وقت\"، مبينا أن \"مقتل البغدادي والمصري لا يعني حاليا أن القاعدة بلا قيادة خاصة وان التنظيم في العراق هو جزء من تنظيم دولي\".
ولا يستبعد المحلل السياسي \"قيام التنظيم رغم تعرضه لهذه الضربة القوية بهجمات كبيرة قد تستهدف المراكز الدينية في العراق خلال الفترة المقبلة\"، مطالبا \"بتوفير الحماية المشددة لكافة المراكز الدينية من خلال تطوير الجهد الاستخباري بهدف منع أي هجمات قد تتعرض لها\".
يذكر أن الأنباء التي تم تداولها في الآونة الأخيرة عن احتمال تعرض مراقد دينية وتحديداً مرقد الإمام علي في مدينة النجف لهجوم بطائرة مختطفة من قبل مسلحين، قد دفعت بالسلطات العراقية والكويتية في وقت سابق من الشهر الجاري لاتخاذ إجراءات احترازية في عدد من مطاراتها، ومن بينها إغلاق مطاري بغداد والنجف لبعض الوقت.
وكانت السلطات الرسمية العراقية قد أغلقت في السابع من الشهر الجاري جميع المطارات العراقية وعزت السبب إلى أعطال فنية، إلا أن مصدرا مسؤولا في وزارة الداخلية العراقية قال، إن \"إغلاق المطارات كان لأسباب أمنية\"، لم يحددها، مبينا أن أمر إغلاق المطارات صدر عن مدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق فاروق الاعرجي، وقد أعيد فتح تلك المطارات بعد عدة ساعات من الإغلاق باستثناء مطار النجف الذي أعيد افتتاحه جزئيا في السادس عشر من نيسان أمام الرحلات الداخلية فحسب.
فيما أكد وزير الداخلية العراقي جواد البولاني في حديث تلفزيوني تلك الروايات، لافتا إلى تلقي وزارته لمعلومات استخبارية أميركية من مواقع عدة، تفيد باحتمال وقوع هجمات، ما دفع لاتخاذ إجراءات أمنية مضاعفة.
وقد أيد بعض مسؤولي الجيش الأميركي صحة تلك المعلومات، إلا أن مسؤولين آخرين بالحكومة العراقية نفوا صحتها.
وكانت هجمات ضد مراقد للشيعة في مدينة سامراء في عام 2006 قد أدت إلى توتر كبير في الوضع الأمني وجرت حملات تصفية مذهبية واسعة في أعقابها امتدت زهاء السنتين وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف وتهجير مئات الآلاف إلى دول الجوار والعالم.
وكالات
أقرأ ايضاً
- دعا لفتح باب التبرعات.. الاطار التنسيقي الحاكم: بيان المرجعية العليا خارطة طريق واضحة لمن يرغب في تقديم الدعم إلى لبنان وفلسطين
- الأسد يصدر مرسوما يقضي بتشكيل الحكومة الجديدة ويعين المقداد نائباً له
- المرجع السيستاني متضامناً مع الشعب اللبناني: ندعو المؤمنين لتأمين احتياجاتهم وتخفيف معاناتهم