(اَللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء، وَبِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْء، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيء، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيء... ) كلماتٌ ثـَرية، تهتز لها النفوس، وتتحدث عن ظمأ العبد الى مغفرة ربِّه، وتقدح أحاسيس المؤمنين ساعة الدعاء، الذي دعا بهِ سيد البلغاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الدعاء الذي توسم باسم دعاء كميل، ذاك الصحابي الجليل كميل بن زياد النخعي (رضوان الله عليه) مَنْ حمل أمانة هذا الدعاء عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام) ليبثه وسط الشيعةِ والموالين لآل البيت (عليهم السلام)..
[img]pictures/2010/04_10/more1270728457_1.jpg[/img][br]
حينما تقصد مدينة النجف الأشرف، وتقترب من الكوفة، تلوح لك أنفاسٌ طالما حمدت خالقها على ولاية مولاها علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيتضح أمام ناظريك مزارُ الصحابِيُ الجليل كميل بن زياد النخعي (رضوان الله عليه)..الذي يُعَدُ عنوانا بارزاً وشامخاً لمعاني التضحية والولاء والإيثار، حيث كرسَ حياتَه لخدمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، (عليه السلام) حتى عُدَ من ثقاته وخواصِه..
استشهد رضوان الله عليه سنة 80 من الهجرة، في سبيل الولاء والحب لمذهب آل البيت (عليهم السلام) على يدِ الملعون، الحجاج بن يوسف الثقفي احد جزاري الحكم في العراق الذي ناصب العداء لإتباع آل البيت (عليهم السلام) وسفك الدماء وأباح الحرمات، فدفن (رضوان الله عليه) في منطقة كانت تسمى في السابق بالثوية يسار الذاهب الى الكوفة والثوية كانت سجنا للنعمان قبل الإسلام ثم أصبحت مقبرة لوجهاء الكوفيين من الصحابة والولاة والعلماء وكان استشهاده في عهد الإمام علي السجاد (عليه السلام) ..
[img]pictures/2010/04_10/more1270728457_2.jpg[/img][br]
والى مزاره الشريف الذي يشهد باستمرار تزاحم الوافدين إليه ولما يعنيه هذا المزار من أهمية بالغة كمركز إشعاع لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) كان لـ( موقع نون ) جولة تقريرية حول ما يشهده المزار من أعمار ومشاريع مستقبلية تعنى برعاية ديوان الوقف الشيعي والأمانة العامة للمزارات الشيعية في العراق ..
قال الأمين الخاص للمزار الشيخ علي البغدادي: \" تمت المباشرة بالعمل على إعادة تأهيل وتطوير مرقد الصحابي الجليل كميل بن زياد بتاريخ 3/4/2007 وبسقف زمني قدره 270 يوم وأضيف لها مدة زمنية أخرى قرابة سبعة أشهر.
وتابع البغدادي:\" تضمن العمل فترة توقف دامت الى ثلاثة أشهر بسبب إعادة التصاميم الإنشائية للحفاظ على المقابر المحيطة بالمرقد الشريف حيث إن المزار يحوي على عدد كبير من مراقد العلماء الأجلاء وعلى الخصوص قبر الشيخ الدكتور أحمد الوائلي رحمه الله لما يشهده من زيارة مستمرة، وكون مزار كميل إحدى المزارات المقدسة في عموم البلاد والذي ازدان عظمة وبهاء بوجود جثامين عدد من العلماء والمراجع وبعض الشهداء في حضرته ما جعل الأفئدة تهوي إليه من كل فج وصوب للتشرف بزيارته رضوان الله عليه، وإشارة الخطوط البيانية بتزايد أعدادها ما دعا إلى ضرورة توسعته..
[img]pictures/2010/04_10/more1270728457_3.jpg[/img][br]
ولما أشار إليه عدد من الزائرين في جل مطالبهم بضرورة توسعة المزار، أوضح البغدادي قائلا: \"يعد هذا المزار الشريف درة الأمانة العامة للمزارات الشيعية وذلك لكثافة حجم الزائرين الذين تصل أعدادهم في ليالي الجمع الى 20000 زائر وهذه الأعداد بحاجة الى رعاية واهتمام وتوفير الخدمات على أفضل وجه\".
مضيفا:\" شرعنا بعد أن استلمنا الأمانة الخاصة الى أعمار المزار الشريف وقد انتهينا من المرحلة الأولى التي تضمنت توسعة الضريح بمساحة 1840م2، وإضافة أربعة أروقة، وسنبدأ بالمرحلة الثانية وهي أعمار الصحن الشريف من خلال حفره وصبه بالخرسانة ثم أكسائه بالمرمر، أما المرحلة الثالثة فتتضمن هدم السور القديم وبناء سور جديد ونقل المنشآت الصحية الى خارج المرقد الشريف وشراء بيت كبير من الدور القريبة الى المزار لإنشاء مشروع مضيف الزائرين\".
وحول ما إذا كانت هنالك معوقات معينة ترافق المشروع قال سعد المعموري المعاون الثقافي والإعلامي في مزار كميل:\" إن المشاكل موجودة لكنها لا تعني أن العمل سيتوقف والدليل انجازنا (المرحلة الأولى) لافتا الى: انه وبعد الانتهاء من مشروع التصاميم فإننا بحاجة الى المصادقة على المشروع وبحاجة ميزانية للبدء بمشروع توسعة الحرم الشريف أما مدة نهاية هذه المشاريع ستكون في مطلع عام 2011 بعون الله تعالى.
وعزا المعموري أسباب انقطاع التيار الكهربائي في المرقد الشريف إلى تجاوزات المسؤولين على الخط الناقل إليه من المحطة الرئيسية للمنطقة حاله حال باقي العتبات والمزارات الأمر الذي حدا بدائرة الكهرباء الى قطع الأسلاك المتجاوزة، مشيرا إلى وجود نية لبناء منظومة كهربائية خاصة للمرقد الشريف بكلفة 75 ألف دولار بعد أن وافقت الأمانة العامة للمزارات الشيعية عليها ...
[img]pictures/2010/04_10/more1270728457_4.jpg[/img][br]
وحول قلة برادات المياه ومنظومة التبريد قال المعموري: برادات الماء الموجودة هي 20 جهازا في الصيانة، إضافة الى الموجودات في المرقد، وهناك 32 برادا سنقوم بتشغيلها خلال الأيام القادمة، أما أجهزة التبريد فقد تم شراء أجهزة تبريد بسعة 85 طن، الأول بسعة 40 طن نوع (بكش) تبريد مركزي، والباقي تبريد كنتوري بسعة (7.5) طن بواقع ست وحدات سيربط داخل الصحن الشريف مع قرب انتهاء مشكلة الكهرباء..
مطالب كثيرة من قبل الزائرين الوافدين بضرورة الإسراع بتوسعة المراقد والمزارات الشريفة ننقلها من خلال موقع نون إلى الجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي تفد للزيارة.
تحقيق/ حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- عشيرة قدمت (100) شهيد :عائلة لبنانية تروي قصة استشهاد ولدها "محـمد" المتميز منذ طفولته
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب