بعيدا عن كربلاء والى أحدى نواحيها نتوجه لزيارةِ مرقدٍ مقدس حفه الله بكرامات عدة تقصده جموع المحبين والموالين لمذهب آل البيت عليهم السلام سعيا لطلب النجاة والشفاعةِ من الله بجاهه عند رب العالمين ..
الطريق إلى من يقصده هؤلاء تحفه الملائكة خافقة كالنسمة النديّة على جسد الحياة المحموم بالهموم وشتى الآلام فتلتقط آذان السكون وصمت لحظاته الخرساء وقع خطاه الخافت على أديم الطرقات فتشيع الألفة في الأجواء ويعبق في الهواء طهر رائحة القدسيّة..
فعلى بعد سبعة أميال من شمال شرق مدينة كربلاء نشاهد قبة خضراء وقد حام حولها الحمام ليرتل عباداته بدوي وأنين ، تلك هي قبة السيد عون بن عبد الله حيث اختلفت الروايات في نسبه فمنهم من قال: انه عون بن عبد الله بن جعفر الطيار وأن أمه زينب بنت علي المرتضى عليهما السلام ومنهم من قال: انه عون بن عبد الله ويعود في نسبه هذا إلى الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى عليهم السلام ...
[img]pictures/2010/01_10/more1264679432_1.jpg[/img][br]
وقال الأمين العام للمزارات الشيعية في العراق الدكتور سلمان الموسوي: تحولت هذه القرية إلى ناحية إثر لجوء المحبين لتشديد وتأكيد الولاء لأل بيت النبوة والإمامة باعتبار إن السيد عون هو من هذا النسل الشريف الذي تعود المؤمنون على زيارته لانتهال الشفاعة والوجاهة منهم.
الجهود مكثفة لبناء مجمع خدماتي كبير يلحق بمرقد السيد عون بن عبد الله
أشار الموسوي إن المزارات الشيعية في العراق تسعى لبناء مجمع خدماتي كبير يلحق بالمرقد الشريف، مبينا إن المخططات الهندسية يتم تصميمها من قبل خبراء في لندن، مشيرا إن العمل بالمشروع سيتم بعد اكتمال المخططات مباشرة. ، مضيفا إن المرقد الذي يبعد مسافة 10 كم شمال كربلاء يعتبر محطة استراحة والتقاء الزائرين المتوجهين لزيارة مرقد الإمام الحسين عليه السلام القادمين من بغداد او المناطق القريبة منها الأمر الذي وضع على عاتقنا السعي لتكثيف الخدمات للزائرين وخصوا في الزيارات التي تشهد توافد الزائرين مشيا على الأقدام مبينا إن المزار الشريف لا يزال يعاني من تجاوز بعض دوائر الدولة على الأرض التابعة له كالمدارس المجاورة والمحلات المحيطة بالجهة الغربية وساحة السيارات المجاورة له.
فيما أشار الأمين الخاص لمرقد عون بن عبد الله الى توسعة هذا المزار مطالبا تربية كربلاء بإخلاء مدرستي عون بن عبد الله الابتدائية للبنين ومدرسة الابتهال الابتدائية للبنات الواقعتان في الجهة الغربية الملاصقة للمرقد الشريف.
[img]pictures/2010/01_10/more1264679432_2.jpg[/img][br]
وقال (عبد الله عمران علي) إن المزارات الشيعية التابعة للوقف الشيعي وضعت خطة اعمارية لبناء مجمع كامل للمرقد الطاهر لكونه نقطة استراحة للزائرين الوافدين من المحافظات الجنوبية والوسطى باتجاه مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)\".
وأضاف (عمران) إن الأرض التي تشغلها المدرستين تابعة لملكية المرقد الطاهر وقد تم البناء عليها من قبل مديرية تربية كربلاء منذ العهد البائد، مبينا إن مديرية التربية ترفض إخلاء المبنيين المذكورين.
من جانبه أوضح مدير تربية كربلاء (عبد الحميد الصفار) إن مديريته تطالب بمواقع بديلة لهاتين المدرستين لكونهما يحتويان على أكثر من 1500 طالب وطالبة وجميعهم من أبناء المنطقة مؤكدا على إن التعليم أهم حاليا من التعمير، موضحا انه في حالة إخلاء هاتين المدرستين وتسليمها الى المرقد لتوسعته فلا مكان بديل لطلبة المنطقة للدراسة فيه..
وأضاف عمران،\" الزوار الذين قطعوا عشرات الأميال للتقرب إلى الله عز وجل بوساطته فحين المثول أمام باب حضرته الشريفة يقف الزائر رافعا يداه ومتضرعا إلى الله تاليا كلمات صادقات هي ميثاق للزيارة ليدخلوا إلى مزاره الشريف بخطىً وقرة تهجس الرحمة وتتوجس خشية الله ثم الطواف حول الضريح الطاهر بتهليلٍ وتكبيرٍ يمازجهما البكاء وطلب الحاجة من الله من خلال صاحب الضريح المبارك\".
وتابع عمران، إن مزار السيد عون بن عبد الله (عليه السلام) وصحنه الكبير الذي شيد لراحة الوافدين إليه وإلى الخلف منه بمساحة كبيرة توجد أربعة أبواب اثنان منهما مغلقتان لا يفتحان إلا في الزيارات المليونية وباب إلى جهة اليمين تجاور السوق الذي خرج من الصحن الشريف فقد بنيت محالٌ تجارية لبيع مختلف البضائع من ألبسة ومأكولات ومشروبات لسد حاجة زائري المزار والعمل على خدمتهم ..
وأستطرد، من جهة اليسار باب أخرى تطل على مدرسة القضاء والمزار بسعته هذه يكتظ بالمحبين والموالين لآل البيت عليهم السلام أما البابان الأخريان فهما الرئيسيتان وتربطان الصحن عبر الرواق بالمزار الشريف. مشيرا الى أنه مما قيل في الثالث عشر من كل صفر اتخذت من ذلك اليوم كل عام عادة عند قبره وبعد ثلاثة أيام ينصرفون وكانت هذه العادة مستمرة منذ عام 1310 للهجـرة وتركت هذه العادة وعوض عنها في كل سنة من فصل الربيع بزيارات ليالي الجمع وقد قام أحد المحبين لآل البيت (عليهم السلام) ويدعى الحاج مهدي العطار عام 1310 للهجرة بتشييد وتوسيع هذا المرقد المعظم وحفر بئراً لسقي الزوار وأصبحت اليوم هذه البقعة عامرة مأهولة بالزوار.
نهر المودة يمضي ويحفر أخاديدهه في ضمير الأمكنة والأزمنة ويهدر متفجعاً ليطلق استغاثاته المريرة ويودعها صميم الأرواح ويزرعها في نسغ الوافدين ملبيةً نداءات العطش من زيارته في حروف تلهجها الشفاه المجبولة من الطين على أملٍ بزيارة أخرى مشتاقة لأجواء المكان الروحانية الحافلة بالأرواح والحمامات والملائكة وهي تخفق جميعا بأجنحتها الشفافة لتظل تطير حائمة بطوفانها حول مرقده الشريف وضريحه المطهر وضاربة بخفق أجنحتها كرايات سلام ومحبة و أخاء مرفرفة تروم السكن الأبدي في الظل الظليل للرحمة الواسعة..
تحقيق /حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- عشيرة قدمت (100) شهيد :عائلة لبنانية تروي قصة استشهاد ولدها "محـمد" المتميز منذ طفولته
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب